انقذوا العراق فهو يحتضر

مشاهدات


 

مهند عزو العلاف

الانهار تمثل شريان الحياة إذ قامت أعظم الحضارات حولها، كحضارة وادي الرافدين والحضارة المصرية الفرعونية، والحضارة الصينية القديمة، لأهمية استعمال مياهها في الزراعة، والشرب، وري المزروعات، والصناعة، والأعمال المنزلية وتوليد الطاقة الكهرباء، وتمثل بيئة طبيعيّة لحياة العديد من الكائنات الحيّة، كالحيوانات، والنباتات وتخزين المياه في السدود لاستخدامها وقت الحاجة فهي تمثل نبض الحياة وشريانها.
ربما اطرح سؤالا واقعيا مهما وخطيرا للغاية ماذا سبحدث للعراق فيما لو اقدمت تركيا وايران على قطع جميع الانهار والروافد عن العراق؟
نقلت صحيفة الصباح الرسمية عن مصدر رفيع المستوى في اللجنة الفنية المنوط بها ترسيم الحدود العراقية الايرانية القول ان الجانب الايراني ابلغ اللجنة بأنه سيقدم على غلق جميع الانهار المتجهة الى العراق لما تعانيه بلاده من ازمة حادة في المياه وحث المصدر الحكومة العراقية على ضرورة استعمال الورقة الاقتصادية والتجارية للضغط على الجانب الايراني لاسيما ان حجم التبادل التجاري فاق عشرة مليارات دولار سنويا مشيرا ان هذه الورقة تتطلب قرارا سياسيا وان اللجنة الفنية لاتستطيع التدخل بهذا الموضوع علما ان ايران اقدمت على قطع العديد من الروافد والجداول الموسمية التي كانت تغذي الاهوار والانهار في العراق اهمها انهار الكرخة والكارون والطيب والوند واخرها نهر هوشياري الذي يغذي محافظة السليمانية فضلا عن تحكم تركيا بمياه الفرات ودجلة ببناء السدود اذ بنت تركيا على نهر دجلة ضمن مشروع Gap ثمانية سدود، وفي ٢٠٠٦ وضع حجر الاساس لاكبر مشروع في تركيا وثالث مشروع في العالم وهو سد اليسو مما يشكل اكبر تهديد على مستقبل العراق، وفي عام ٢٠١٨ اعلنت تركيا عن بدء عملية ملء خزان السد ومنذ ذلك الوقت بدأت المخاوف تتحول الى واقع وكارثة بدأت تتكشف ملامحها في العراق من شماله الى جنوبه وفي تقرير نشرته وكالة الاناضول للرئيس التركي اردوغان بان بلاده كانت تملك ٢٧٦ سدا حتى عام ٢٠٠٢ وان اجمالي عدد السدود ارتفع الى ٥٨٥ سدا في غضون السنوات ال ١٨ الماضية وتنذر الاحصاءات والتقارير بان السد التركي سيؤدي الى خفض المياه الواردة للعراق الى النصف ٥٠% مما يشكل اكبر تهديد للامن القومي العراقي، في اعتقادي ان تركيا وايران تستغلان الازامات السياسية والاقتصادية التي يمر بها العراق لتسيير الامور لصالحها مما يشكل جرس انذار مخيف جدا يدق ناقوس الخطر الذي يمثل الجواب على السؤال السابق بل انا اعده كالقنبلة النووية التي ستنهي العراق بالكامل ان لم تكن هناك صحوة سياسية كبيرة تجاه هذا الملف الذي بدأ التقصير فيه واضحا في ادارة السياسة المائية فضلا عن التقاعس الواضح في بناء السدود؟ علما ان المياه بدأت تتناقص عن العراق بشكل مطرد بمعدل مليار مكعب سنويا وفق الاحصاءات المعلنة بسبب بناء تركيا وايران العدبد من السدود فضلا عن تغير مجرى روافدها، اي ان العراق سيكون ارضا قاحلة بلا انهار بحلول عام ٢٠٤٠ وفق المعطيات الحالية ومن هذا المنطلق ادعو كل الشرفاء من السياسيين والاعلاميين والمثقفين والاكاديمين والشعراء والفنانين والمبدعين ومنظمات المجتمع المدني ودور العبادة الى اثارة هذا الموضوع لأهميته القصوى لمستقبل وحياة العراق واجياله في هذا البلد الذي عانى الامرين منذ الفترة السابقة ولازال الى الوقت الراهن ..


إرسال تعليق

0 تعليقات