كردستان الثانية

مشاهدات



وسام رشيد 


فرق كبير بين ان تتنافس تصريحات القادة السياسيين في العراق في ان يتحدى رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي بأن الانبار ستكون كردستان الثانية، وبين تصريحات سياسي اخر يبث الكراهية ويثبت اركان السلطة عبر مليشيات وقوى عسكرية خارج سيطرة الدولة.

هذا الفرق الذي نكتبه بكلمات هنا حمل استراتيجية وخطط للتنمية والبناء واعادة الاعمار وتوحيد الصفوف بين مواطني المحافظة الواحدة وردم الفجوة بين المختلفين والمتصارعين ابان سيطرة القوى الارهابية على المحافظة فبل عام 2017، ووضع اسس سليمة نطالع الكثير منها على صفحات التواصل الاجتماعي او على مواقع المسؤولين في المحافظة الذين يفخرون بانجازات عملية مستمرة وبشكل يومي واصرار كبير.

الملاحظ هنا حجم الدعم الشعبي الكبير في هذه المحافظة للمسؤول عن تنفيذ تلك البرامج والخطط وخاصة محافظها السابق ورئيس البرلمان الحالي، فمجرد تواجده في اي محفل ستجد عشرات او مئات المواطنين يلتفون حوله لاخذ الصور او الحديث عن حاجات خاصة.

البيئة هنا تتحدث عن تفاعل بين مختلف طبقات المجتمع لهدف اغتنام الفرصة وتعويض ما فات والقفز بخطوات سريعة نحو الازهار.

وهذه النجاحات جعلت شخصية بحجم رئيس كتلة الحكمة عمار الحكيم يزور المحافظة.

وذات الاسباب دعّت رئيس اقليم كردستان العراق نيجيرفان بارزاني للتصريح عن نيته في زيارة الانبار.

جميع الدلائل والمؤشرات في مواقع العمل تقول ان كردستان اخرى ستولد في المنطقة الغربية عاصمتها الرمادي.

والمشاهد الجميلة التي ترسم هناك سيتبعها فعل سياسي يحقق غاياته بسهولة، فالنجاح على الارض يختصر المسافة في كسب العامة وقد تتوسع تلك المساحات لمناطق مجاورة تخنق وتؤذي الاقطاعيات السياسية لباقي القوى الحاكمة منذ ثمانية عشر عاماً.

اما عن الضفة الاخرى الامنة منذ بداية العملية السياسية ولم تشهد اي نوع من الارهاب سوى صراعات حزبية ومراكز قوى على مساحات نفوذ وسلطة ومال، فهي على العكس تماماً فقد وصل الاحباط فيها مرحلة خطيرة قد تنبئ بما لا يحمد عقباه.

ففي كل مدينة ومنطقة في الوسط والجنوب هناك سلسلة من المشاكل تبدأ ولا تنتهي، وتنطلق الاحتجاجات في مختلف الساحات العامة مطالبة بالخدمات والاعمار وايجاد فرص عمل لمئات الالاف من العاطلين وغيرها من المشاكل التي تعاني منها هذه المناطق.

ونظير ذلك لا يوجد مسؤول حقيقي يتحمل عبئ واحد لمشكلة واحدة ليساهم في حلها، فمجموع القادة السياسيون من ابناء هذه المناطق تنكروا لناخبيهم وسكان مناطقهم، فلجئوا الى التقليل من شأن اي جهد ناجح سواء في كردستان العراق او المناطق الغربية بدل صناعة نموذج محترم يشار اليه بفخر واعتزاز كما يفعل العالم من حولنا.

إرسال تعليق

0 تعليقات