وداد فرحان - سيدني
من المسؤول عن عودة الحياة الى طبيعتها التي كانت عليها قبل اكتساح جائحة كورونا العالم كله بلا تأشيرة أو إذن مسبق؟
وكيف يتم إيقاف الارتفاعات الجديدة للموجة الثانية للفايروس ومنع انتشار السلالات الجديدة المتوقعة ليتحول هذا الوباء الى "طنطل" لا يرى بالعين لكنه يهاجمنا في أية لحظة وبأي مكان كما تشير قصص الخيال العراقية القديمة.
لا يمكننا الاتكاء على الدول الكبرى أو تلك التي تقوم بصناعة اللقاح لإخراجنا من عنق زجاجة الرعب والقلق المستمر لهذا الوحش الكاسر والمميت، بل علينا ان نتسلح بالوعي الصحي للحد من انتشاره، باتباع الوصايا والارشادات الطبية لنتمكن من المساهمة في خلق بيئة آمنة لأنفسنا وأهلينا ومن حولنا..
ان التكاتف الإنساني المجتمعي في هذه المرحلة يدعونا الى تشذيب الأفكار التي ترفض التعامل بجدية في اتخاذ المواقف الصحية والوقائية، وتنوير الساحة الجماهيرية ومنعها من ثقافة "قل لن يصيبنا الا ما كتب الله لنا" للتسليم الكامل لهذا الشر، فلهذه الآية اعتبارات وأسباب مختلفة.
أو ليست التقوى في تعارف الشرع هي حفظ النفس بترك المحظور؟
والمحظور هنا تعريض النفس الى التهلكة من خلال الإهمال بذرائع شتى ليس لها أساس من الصحة.
ان اللقاح واكتشافه والدعوة الى أخذه يعتبر نجاحا كبيرا ساهمت به جهات مختلفة، علينا عدم الاستهانة به والتقليل من شأنه الطبي كما يحصل على مواقع التواصل الاجتماعي من بث مقاطع فيديو هزلية تعبث بفكرة فائدته، بل تعزز الرأي المتخلف من خلال التركيز على ضرره أو نشر الأكاذيب عنه.
وبدلا من لعن لقاح كورونا، دعونا نوقد شموع الوقاية من خلال توسيع نطاق تطبيقات السلامة الصحية والتباعد الاجتماعي والالتزام بالقيود المفروضة والتعليمات، عسى ان نقي أنفسنا وأهلينا نار هذه الجائحة اللئيمة.
0 تعليقات