تلعب بالذرات اللونية فتنتج لوحات فنية.

مشاهدات



غدير الحدي- كاتبة وصحفية يمنية


ساعدت الحرب الموهوبين في اليمن في تعزيز أعمالهم الحرة ، حيث أثرت الحرب إيجابا على فئة الرسامين بإشعال مشاعرهم المتوقدة على لوحاتهم الفنية ذات الإحساس الجميل التي أضافت معنى آخر لما يكمن في نفس الرسام. فقد استطاعت مروة عادل مهدي أن تبتاع لوحاتها الفنية بما يقارب 200$ الأمر الذي لم يكن سهلا في ظل معوقات الأزمة الاقتصادية التي يمر بها اليمن، تقول مروة عادل في حديثها مع الحدث:  الرسم فن جميل ولغة تخاطب راقية حيث يتفق جميع البشر على الإعجاب بهذا الفن تلقائيا لأننا بالفطرة خلقنا نعشق الجمال وأضافت : كانت بداية قصتي مع الرسم قبل أن ألتحق بالمدرسة تقريبا في الرابعة من عمري اكتشف والدي موهبتي في الرسم وعملا على تعزيزها بتقديم وسائل الرسم الخاصة من أقلام  ولوحات والألوان بنوعيها الزيتي والخشبي وما إلى ذلك . وذكرت مروة أن مشاركاتها وحصولها على جوائز في مسابقات المدرسة التي كانت تقام سنويا هي البذرة الأولى التي غرست فيها روح الإنطلاق والممارسة كما أردفت حديثها : الرسم موهبة وممارسة في آن واحد فكلاهما يكملا بعضهما، فقوة الملاحظة والقدرة على مزج الألوان والمحافظة على نظافتها في الوقت ذاته والحرص كذلك على إنتاج لوحة نظيفة وباليت نظيف هي مقومات الرسام المحترف وليس ذلك بهين، وأوضحت مروة عادل خلال لقاءنا الصحفي معها أنها تستخدم كل أنواع الخامات كتدرجات أقلام الرصاص( H-B) وأقلام الفحم وألوان مائية ومقابلها كذلك ألوان زيتي باستيل وألوان خشبي وأقلام جل اكريليك، وأنها بذلك ترسم طبيعة صامتة بورتريهات بوب. ارت أبعاد الطبيعة رسم المنظور الهندسي رسم 3D .

وتابعت مروة:  من خلال مشاركتي في معرض منتدى العربي للفنون هنا بدأت الأضواء تتسلط نحوي وقد تردد اسمي كثيرا بين المشاركين في المعرض والحاضرين كذلك الأمر الذي دفع التلفزيون اليمني لصنع مقابلة معي في يوم العرض ذاته ، وتعلل مروة أنها تبتاع لوحاتها بأسعار باهضة الثمن تصل إلى 200$ لأنها تقضي وقتا طويلا في صنع اللوحة الفنية فإذا كانت الخامة رصاص وفحم فتستغرق لإنجازها إسبوعا أما إذا كانت زيتي ومائي فالوجوه يأخذ في إتقانها شهرا ولوحات الطبيعة تأخذ في إتقانها أربعة أشهر وعللت سبب الأخير  أن الرسم والتلوين بالزيتي والمائي صعب جدا، علاوة أنها لاترسم إلا ساعة ونصف في اليوم حيث وأن الرسام لو رسم وهو مرهقا فسينتج لوحة فيها قصور فني وهذا يؤاخذ على الفنان .


ثم أردفت مروة حديثها بنبرة حزينة:   تفتقر بلادنا لمعاهد وكليات تهتم بمجال الرسم وتدعم هذا الفن وأصحابه ، الأمر الذي يبقينا محدودي العلاقات والمعارض الفنية الداعمة علاوة على المشاكل النفسية التي يمر بها الرسام ،حيث يعتقد البعض أن الرسام إنسان بعيد عن الواقع ويعيش في برج عاجي من الرفاهية ولا يكترث لما يدور حوله، على الرغم أن اللوحات الفنية هي أكثر ما تنقل تأثر الرسام بالتغييرات من حوله ،فتراه يبدع في تجسيد أزمة كورونا مثلا ويتفنن في تصوير بشاعة الحرب في لوحة لطفل تحت الأنقاض ،وكلها قضايا اجتماعية تربط الرسام بالعالم عن طريق فرشاته وألوانه فحسب.

إرسال تعليق

0 تعليقات