لاأعرفُ كم منّا سمع بإسم المطربة العالمية جوان باييز Joan Baez ، المدافعة الشرسة عن حقوق الانسان والتي كانت أيقونة جيلنا . ليس مهمّاً أن تكونوا قد سمعتم عنها وسط هذا الصخب الذي نعيشه؛ لكن ثمة شيء واحد مهم في حياتها : إنها إبنة فيزيائي ذي سمعة عالمية هو ألبرت باييز Albert Baez . ربما من المثير أيضاً معرفة أنّ هذه المطربة اليسارية العالمية عاشت سنة كاملة في بغداد عام 1950عندما إنتدبت اليونسكو والدها ليكون مشاركاً في تأسيس قسم الفيزياء في كلية الآداب والعلوم التي تأسست عام 1949 . تحدث أبوها عن تجربته تلك في كتاب نشره عام 1988 بعنوان سنة في بغداد A Year in Baghdad . للأسف ليس من نسخة ألكترونية متاحة للقراءة لهذا الكتاب في موقع أمازون ، وأنا لاأستطيع قراءة الكتب الورقية وإلا لما تأخرتُ في طلب نسخة ورقية من الكتاب. كلّ مااستطعتُ قراءته من الكتاب ورقتان جادت بهما علينا مراجعة غوغل ، وهاتان الورقتان تكشفان الكثير عن المعضلات المرتبطة بتأسيس قسم أكاديمي جديد. سنرى مثلاً علاقة الاستاذ باييز بالدكتور عبد العزيز الدوري الذي كان عميداً للكلية، وكيف نشأ قسم الفيزياء وسط قاعات دراسية تفتقد للتدفئة المناسبة أيام الشتاء؛ لكنّ العزيمة والمثابرة قادرتان على تخطّي العقبات المالية واللوجستية دوماً .
أسوق هذه المقدّمة في التمهيد لحديثي عن الدكتور تحسين الشيخلي . كم أسفتُ على معرفتي المتأخرة به قبل شهور عبر صفحته على منصة فيسبوك .الدكتور الشيخلي أحد المتخصصين الكبار في حقل المعلوماتية، وحسبما عرفت لاحقاً فقد عمل أستاذاً لسنوات طويلة في الجامعة التكنولوجية؛ لكنّ هذه الاستاذية ليست هي عمود الارتكاز في مسيرته البحثية. كثيرون يعملون أساتذة وبروفسورية وماصنعوا شيئاً خارج نطاق جدران الاكاديميا .
جرّبوا أن تدخلوا صفحة الدكتور الشيخلي وستعثرون على كنوز من المعرفة التقنية الحديثة الخاصة بمباحث الذكاء الاصطناعي وإن كانت لاتخلو من تفكّرات فلسفية ورؤى في الحياة والعمل. كتابات الدكتور الشيخلي مميزة حقاً من جهة مقارباته للموضوعات المبحوثة؛ فهو يستطيب التوغّل في التفصيلات التقنية والفلسفية التي تتطلبُ عقلاً شغوفاً وبعضَ تمرّس في الموضوعات الفلسفية القديمة – الجديدة على شاكلة : الارادة الحرة والحتمية، التعلّم العميق، الثنائية الديكارتية المتمثلة في معضلة العقل / الجسد ،،،،، . يتفرّدُ الشيخلي أيضاً في عروضه النوعية لكتب منتخبة تتجاوز نطاق الكتب التقنية المحضة . هو إنسان يرى أبعد من الحدود التقنية ويتفكّرُ كثيراً في المترتبات الفلسفية على كلّ فعل بشري؛ ولعلّ هذه الخصيصة فيه هي ماتمنحُ عمله ميزة متفرّدة بالمقارنة مع سواه .
ليس عملاً يسيراً أن تساهم في تشكيل قسم أكاديمي جديد ، وغالباً مايتطلبُ هذا العمل الاستعانة بخبرات عالمية متخصصة مثلما فعل العراق مع الدكتور ألبرت باييز ؛ لكنّ الدكتور الشيخلي عمل في الجامعة التكنولوجية وشارك في تأسيس جميع أقسام هندسة البرامجيات في الجامعات العراقية الاخرى، ومن ثم بعد خروجه من العراق عمل تدريسياً في جامعة كنغزستون في لندن، وأسّس بعدها مركز دراسات لبحوث المستقبل متخصصاً بالتكنولوجيا الناشئة، ونفّذ مشاريع بحثية رائدة مع جامعات بريطانية وأوربية نشأ عنها مشاريع بحثية متقدمة منها تصميم خوارزمية ذكاء اصطناعي لجامعة UCL في لندن لازالت تعمل حتى اليوم ..
وسائل التواصل الاجتماعي والشبكة العالمية في عمومها هي أقربُ لمحيط لانهائي لاحدود لممكناته واحتمالات السخافة والرصانة المحتواة فيه، والحكيمُ فينا هو من يستطيعُ تشرّب مواطن الرصانة والخبرة المديدة فيه، والإعراض عن مواطن السخف والمهاترة وقتل الوقت وهدر الطاقة والجهد ومواطن الجمال التي راحت تتقلّصُ إلى مستويات مخيفة في حياتنا .
القدوات مهمة في وسطنا مثلما هي مهمة في العالم ؛ لذا أقترحُ على الدكتور الشيخلي أن يكتب لنا شذرات من سيرته الذاتية: مسيرته الدراسية قبل الجامعية ، الكتب التي كان يعشق قراءتها ، دراسته الجامعية ، دراسته العليا في فرنسا ، مساهمته الكبرى في تأسيس أقسام أكاديمية جديدة في هندسة البرامجيات ، تجربته الجامعية والمهنية اللندنية، رؤيته للمتغيرات القادمة في حقل التعليم العالي ،،،،، إلخ . حتى لو كانت هذه السيرة الشخصية كتيّباً صغيراً فأظنّ أنّ الكثيرين توّاقون لقراءة مثل هذه التجارب الشخصية الحقيقية وسط كمّ الدجل والشعوذة الذي نعيشه والذي يرادُ منه التسويق لعراق مقزّم غير العراق الكبير الذي عرفناه .
الدكتور تحسين الشيخلي أحد آثار بقية الصوت العراقي المفعم بالتفرّد والاصالة والرغبة في صناعة عراق يليق بأبنائه وتاريخه ، والذي يأبى الخفوت وسط صخب طارئين لايتقنون سوى إشاعة الفوضى والجلبة وتغييب المعالم الجميلة والنبيلة في الروح العراقية .
أسوق هذه المقدّمة في التمهيد لحديثي عن الدكتور تحسين الشيخلي . كم أسفتُ على معرفتي المتأخرة به قبل شهور عبر صفحته على منصة فيسبوك .الدكتور الشيخلي أحد المتخصصين الكبار في حقل المعلوماتية، وحسبما عرفت لاحقاً فقد عمل أستاذاً لسنوات طويلة في الجامعة التكنولوجية؛ لكنّ هذه الاستاذية ليست هي عمود الارتكاز في مسيرته البحثية. كثيرون يعملون أساتذة وبروفسورية وماصنعوا شيئاً خارج نطاق جدران الاكاديميا .
جرّبوا أن تدخلوا صفحة الدكتور الشيخلي وستعثرون على كنوز من المعرفة التقنية الحديثة الخاصة بمباحث الذكاء الاصطناعي وإن كانت لاتخلو من تفكّرات فلسفية ورؤى في الحياة والعمل. كتابات الدكتور الشيخلي مميزة حقاً من جهة مقارباته للموضوعات المبحوثة؛ فهو يستطيب التوغّل في التفصيلات التقنية والفلسفية التي تتطلبُ عقلاً شغوفاً وبعضَ تمرّس في الموضوعات الفلسفية القديمة – الجديدة على شاكلة : الارادة الحرة والحتمية، التعلّم العميق، الثنائية الديكارتية المتمثلة في معضلة العقل / الجسد ،،،،، . يتفرّدُ الشيخلي أيضاً في عروضه النوعية لكتب منتخبة تتجاوز نطاق الكتب التقنية المحضة . هو إنسان يرى أبعد من الحدود التقنية ويتفكّرُ كثيراً في المترتبات الفلسفية على كلّ فعل بشري؛ ولعلّ هذه الخصيصة فيه هي ماتمنحُ عمله ميزة متفرّدة بالمقارنة مع سواه .
ليس عملاً يسيراً أن تساهم في تشكيل قسم أكاديمي جديد ، وغالباً مايتطلبُ هذا العمل الاستعانة بخبرات عالمية متخصصة مثلما فعل العراق مع الدكتور ألبرت باييز ؛ لكنّ الدكتور الشيخلي عمل في الجامعة التكنولوجية وشارك في تأسيس جميع أقسام هندسة البرامجيات في الجامعات العراقية الاخرى، ومن ثم بعد خروجه من العراق عمل تدريسياً في جامعة كنغزستون في لندن، وأسّس بعدها مركز دراسات لبحوث المستقبل متخصصاً بالتكنولوجيا الناشئة، ونفّذ مشاريع بحثية رائدة مع جامعات بريطانية وأوربية نشأ عنها مشاريع بحثية متقدمة منها تصميم خوارزمية ذكاء اصطناعي لجامعة UCL في لندن لازالت تعمل حتى اليوم ..
وسائل التواصل الاجتماعي والشبكة العالمية في عمومها هي أقربُ لمحيط لانهائي لاحدود لممكناته واحتمالات السخافة والرصانة المحتواة فيه، والحكيمُ فينا هو من يستطيعُ تشرّب مواطن الرصانة والخبرة المديدة فيه، والإعراض عن مواطن السخف والمهاترة وقتل الوقت وهدر الطاقة والجهد ومواطن الجمال التي راحت تتقلّصُ إلى مستويات مخيفة في حياتنا .
القدوات مهمة في وسطنا مثلما هي مهمة في العالم ؛ لذا أقترحُ على الدكتور الشيخلي أن يكتب لنا شذرات من سيرته الذاتية: مسيرته الدراسية قبل الجامعية ، الكتب التي كان يعشق قراءتها ، دراسته الجامعية ، دراسته العليا في فرنسا ، مساهمته الكبرى في تأسيس أقسام أكاديمية جديدة في هندسة البرامجيات ، تجربته الجامعية والمهنية اللندنية، رؤيته للمتغيرات القادمة في حقل التعليم العالي ،،،،، إلخ . حتى لو كانت هذه السيرة الشخصية كتيّباً صغيراً فأظنّ أنّ الكثيرين توّاقون لقراءة مثل هذه التجارب الشخصية الحقيقية وسط كمّ الدجل والشعوذة الذي نعيشه والذي يرادُ منه التسويق لعراق مقزّم غير العراق الكبير الذي عرفناه .
الدكتور تحسين الشيخلي أحد آثار بقية الصوت العراقي المفعم بالتفرّد والاصالة والرغبة في صناعة عراق يليق بأبنائه وتاريخه ، والذي يأبى الخفوت وسط صخب طارئين لايتقنون سوى إشاعة الفوضى والجلبة وتغييب المعالم الجميلة والنبيلة في الروح العراقية .
0 تعليقات