الأشياء تُستهلك بفعل استخدامها وعوامل سنن التاريخ والتطوّر والطبيعة التي تفرض انتهاء صلاحيتها، ثم أبدع الانسان ليستثمر كل شيء ويستفيد من المكونات الأساسية لما يستهلكه ويعيد تدويره، عملية التدوير هذه لم تستثني حتى الأفكار والنظريات البالية المتردية. لو أخذنا على سبيل المثال الافتراضي في هذا السياق محاولة إعادة تصنيع هيكل سفينة نوح كما يتخيلها مبرمجي الخرافات بزرع شجرة الوهم الأسطورية التي تنمو جذورها في الارض وتمتد أغصانها لتلامس القمر، أو إعادة بناء برج بابل من بقايا أنقاض وأتربة مدينة الحلة الأشياء تُستهلك لتنتهي الى نفايات تُلقى في المزابل بحكم سُنّة الفناء. المصيبة العظمى تكمن عندما تستولي الأوهام وتسيطر على عقول بعض البشر وهو ما يسمى بالفانتازيا ( الخيال الحالم ) في محاولة خلق واقع يتناقض كليّا مع قوانين التاريخ وناموس التطور الطبيعي والاجتماعي.
السجال يتعلق بسقوط الشيوعية في حقبة آخر رئيس للاتحاد السوفيتي ميخائيل غورباتشوف، ومشروع الإصلاح الذي أطلقه أو مايسمى (البريسترويكا) وهو في جوهره إعادة الهيكلية، وعلى أثر هذا المشروع البريسترويكا تفكك الاتحاد السوفيتي واتتهت الشيوعية.
اما فيما يتعلق بالوهابية أو الفكر التكفيري الوهابي فقد تمكنت القيادة السياسية في المملكة العربية السعودية بمحاربة هذا الفكر والقضاء عليه من خلال مشروعها الإصلاحي. لاسيما أن الإصلاح قضية جدلية نختلف ونتفق عليها.
لكن بلا شك هناك فرق شاسع بين سقوط الشيوعية وإنحسار الفكر الماركسي وبين انتهاء الوهابية، والفرق يكمن في الأسلوب والممارسة.
غورباتشوف ومشروع البريسترويكا:
إن أحد أهم أسباب انهيار الإتحاد السوفيتي تخليه عن مبادئ أيديولوجيته الأممية مقابل لعبة السياسة الدولية وعقد الصفقات السريّة مع الغرب، لقاء مكاسب كان يحققها على حساب الشعوب التي تقبلت الشيوعية من أجل التحرر وتحقيق العدالة الاجتماعية والاقتصادية، فبينما كانت الشيوعية تقضّ مضاجع السياسة الإمبريالية في أمريكا الجنوبية ودول الشرق الأوسط.. كان زعماء الكرملين في روسيا يقايضون أو يبيعون تلك الشعوب ولا يدركون بأن مصدر قوتهم العظمى يكمن في العقيدة الأممية وليس بترسانة أسلحة التدمير الشامل، قبل أن يسقط الاتحاد السوفيتي، سقطت الأحزاب الشيوعية في العراق واليمن وإيران والسودان وتونس وفي كثير من دول العالم، وبدون مبررات سوى فشل القيادة السوفيتية أن تكون قيادة أمميّة. من ثم جاء غورباتشوف الذي دعا إلى إعادة البناء (البريسترويكا) أو مايسمى الإصلاح ليتفكك الاتحاد السوفيتي نهائيا على يد غورباتشوف أو البيريسترويكا.
القيادة السياسية السعودية ومحاربة الفكر التكفيري:
لعل من أهم عناوين هويتنا كعرب ومسلمين أن الأسلام ظهر في مكة، وبمكة تشكلت سايكولوجيتنا الذاتية والموضوعية في توازن المجتمع الاسلامي الذي ننتمي اليه. من هنا يمكننا أن نفهم لماذا كانت المملكة العربية السعودية ومازالت وستبقى حضن الأمة العربية ورمزا للأمة الإسلامية لكل المسلمين في العالم.
إن مشروع الإصلاح في المملكة العربية السعودية، ومحاربة الوهابية مختلف جملة وتفصيلا عن موضوع انتهاء الشيوعية، حيث استطاعت القيادة السياسية في السعودية أن تفرق ما بين سياسة الإسلام العظيمة وبين الإسلام السياسي بكل تفرعاته وعلى رأسهم جماعة الإخوان المسلمين، فهؤلاء صنيعة الاستعمار جاءوا لتفريق الأمة والإساءة للدين الإسلامي.
عليه فإن الاعتدال والوسطية في منهجية الفكر والتطبيق هما الأبرز في مجمل مشروع الإصلاح في المملكة، لأنهما من الأصول الدينية الإسلامية إذا تجاوزنا التشدد والتطرف الديني الذي كان يظهر ويختفي تبعا لظروف تاريخية وفكرية لا يحق اعتمادها في الحكم على الإسلام، وإذ لا يجوز اعتماد هذا التطرف كقياس في تقييم الإسلام. لذلك عندما نطلق مصطلح الإسلام السياسي وتحديدا( الوهابية) إنما نعني به مشروع تنظير أيديولوجي يستخدم الإسلام كمادة في بلورة نظريته السياسية من أجل تحقيق أهداف حزبية لا تعني الأمة الاسلامية .هنا بالتحديد تبرز إشكالية الدين والسياسة والفصل بينهما.
أما الإصلاح في السعودية لم يتجاهل مفاهيم الدين والقيم الأخلاقية التي أسست حكم وحضارة إسلامية استمرت لقرون في تاريخ البشرية، حيث قدمت المملكة نموذجا لحكم مختلف عما كان مألوفا في العالم وهو حكم الخلافة، بغض النظر عن التسمية ومدلولها العملي إذ أن غالبية المسلمين يرون التسمية صورية ولم تتعدى حكم الخلفاء الراشدين ويعتبرون من خلفهم ملوك يلتحفون بالخلافة ويورثونها كما هي الممالك والإمارات. لقد أثبت السعودية في مشروعها الإصلاحي أن الدين في جوهره لا يفسد السياسة والعكس أكثر إفسادا عندما يكون الدين مطية للسياسة كما هوعليه ما نسميه بالوهابية، لذلك يجب أن نفرق بين السياسة الإسلامية والاسلام السياسي. وعندما نتكلم عن السياسة الإسلامية للقيادة السياسية في المملكة العربية السعودية فنحن أمام حضارة وثقافة وتاريخ إنساني، وقد أنهى هذا الإصلاح أو على أقل تقدير انحسر الصراع الثقافي والفكري بين الأمة العربية والإسلامية وبين الغرب، كما جاءت به نظرية (صدام الحضارات) صامويل هنتجتون في إعادة صنع النظام العالمي، وذلك نتيجة لممارسات الاسلام السياسي، تلك الممارسات التي لا تتعدى مفاهيم وأفكار لأحزاب وجماعات تستثمر الدين وتدمر كيانه في ممارسات تتناقض مع جوهره وغاياته، بل حتى أن هذه الأحزاب والجماعات تختلف وتتناقض فيما بينها وهذا دليل يقطع بعدم استنادها لمبادئ وقيم وثوابت الدين التي لا خلاف عليها، فقط تعزز مفاهيمها بالاستناد لمذاهب وآراء أو اجتهادات لا تخلو من الغلو والتطرف الفكري العقلاني.
لقد تعاملت السعودية مع الوهابية بطريقة تشبه كما يحدث في الطبيعة من تقلبات مناخ وعواصف وكما يحدث طوفان واضطراب على صعيد المناخ السياسي، بالمختصر المفيد حاربت السعودية وبكل قوة المحن والفتن الكبرى بسبب جذور العقيدة الوهابية وكانت ومازالت سياستها تجاه هذا الموضوع كالزلازل التي سببت ارتدادات فرضتها على أرض السياسة. من هنا نحن امام واقع الثورة.
وثورة السعودية في مشروعها الإصلاحي ومحاربة الفكر التكفيري في مجملها وفق اعتبار مناخ السياسة ليست الفوضى، بل هي ساعة الفجر في يوم الشعوب والأمم، في كل جدليتها التغيير الشامل للواقع، وهي كذلك نقلة نوعية وخلاص وعبور من ضفة الى ضفة أخرى، من حالة التكفير والتطرف الى حالة الانفتاح والحيوية، ثورة السعودية على الفكر الوهابي هي ناموس فطري يحكم سلوك المجتمعات البشرية ويدفعها الى الحياة بنفس الطريقة التي تدفع الكائنات الى الهجرة من أجل البقاء واتمام دورة وجودها الحي. كل هذه العوامل الجدلية وغيرها في مناخ السياسة لم تبتعد عن مدارك صناع القرار السياسي في السعودية.الذين اتخذوا من بلاد الحرمين قاعدة لمنطلقات وجودنا الانساني فبادروا المسيرة بخطى مدروسة ومختمرة تنسجم مع متطلبات التغيير البشرية، عليه فقد تحصنت السعودية بالحكمة وعدم الوقوف ضد تيار الاصلاح و التغيير الثوري فكانت الخطوة الأولى بتسليم رايتها لجيل الشباب.
وفقا لما تقدم، فإن نهاية الفكر الوهابي هي الثورة البيضاء، ثورة العقل وثورة البناء في كل المجالات، ثورة التصدي للمؤامرات والعدوان الخارجي الذي حاول الانقضاض على عقيدتنا الإسلامية الصحيحة وديننا السمح، من خلال أجندة الارهاب الذي صنعته دوائر الشر أو من خلال الأبواق العميلة المأجورة.
السجال يتعلق بسقوط الشيوعية في حقبة آخر رئيس للاتحاد السوفيتي ميخائيل غورباتشوف، ومشروع الإصلاح الذي أطلقه أو مايسمى (البريسترويكا) وهو في جوهره إعادة الهيكلية، وعلى أثر هذا المشروع البريسترويكا تفكك الاتحاد السوفيتي واتتهت الشيوعية.
اما فيما يتعلق بالوهابية أو الفكر التكفيري الوهابي فقد تمكنت القيادة السياسية في المملكة العربية السعودية بمحاربة هذا الفكر والقضاء عليه من خلال مشروعها الإصلاحي. لاسيما أن الإصلاح قضية جدلية نختلف ونتفق عليها.
لكن بلا شك هناك فرق شاسع بين سقوط الشيوعية وإنحسار الفكر الماركسي وبين انتهاء الوهابية، والفرق يكمن في الأسلوب والممارسة.
غورباتشوف ومشروع البريسترويكا:
إن أحد أهم أسباب انهيار الإتحاد السوفيتي تخليه عن مبادئ أيديولوجيته الأممية مقابل لعبة السياسة الدولية وعقد الصفقات السريّة مع الغرب، لقاء مكاسب كان يحققها على حساب الشعوب التي تقبلت الشيوعية من أجل التحرر وتحقيق العدالة الاجتماعية والاقتصادية، فبينما كانت الشيوعية تقضّ مضاجع السياسة الإمبريالية في أمريكا الجنوبية ودول الشرق الأوسط.. كان زعماء الكرملين في روسيا يقايضون أو يبيعون تلك الشعوب ولا يدركون بأن مصدر قوتهم العظمى يكمن في العقيدة الأممية وليس بترسانة أسلحة التدمير الشامل، قبل أن يسقط الاتحاد السوفيتي، سقطت الأحزاب الشيوعية في العراق واليمن وإيران والسودان وتونس وفي كثير من دول العالم، وبدون مبررات سوى فشل القيادة السوفيتية أن تكون قيادة أمميّة. من ثم جاء غورباتشوف الذي دعا إلى إعادة البناء (البريسترويكا) أو مايسمى الإصلاح ليتفكك الاتحاد السوفيتي نهائيا على يد غورباتشوف أو البيريسترويكا.
القيادة السياسية السعودية ومحاربة الفكر التكفيري:
لعل من أهم عناوين هويتنا كعرب ومسلمين أن الأسلام ظهر في مكة، وبمكة تشكلت سايكولوجيتنا الذاتية والموضوعية في توازن المجتمع الاسلامي الذي ننتمي اليه. من هنا يمكننا أن نفهم لماذا كانت المملكة العربية السعودية ومازالت وستبقى حضن الأمة العربية ورمزا للأمة الإسلامية لكل المسلمين في العالم.
إن مشروع الإصلاح في المملكة العربية السعودية، ومحاربة الوهابية مختلف جملة وتفصيلا عن موضوع انتهاء الشيوعية، حيث استطاعت القيادة السياسية في السعودية أن تفرق ما بين سياسة الإسلام العظيمة وبين الإسلام السياسي بكل تفرعاته وعلى رأسهم جماعة الإخوان المسلمين، فهؤلاء صنيعة الاستعمار جاءوا لتفريق الأمة والإساءة للدين الإسلامي.
عليه فإن الاعتدال والوسطية في منهجية الفكر والتطبيق هما الأبرز في مجمل مشروع الإصلاح في المملكة، لأنهما من الأصول الدينية الإسلامية إذا تجاوزنا التشدد والتطرف الديني الذي كان يظهر ويختفي تبعا لظروف تاريخية وفكرية لا يحق اعتمادها في الحكم على الإسلام، وإذ لا يجوز اعتماد هذا التطرف كقياس في تقييم الإسلام. لذلك عندما نطلق مصطلح الإسلام السياسي وتحديدا( الوهابية) إنما نعني به مشروع تنظير أيديولوجي يستخدم الإسلام كمادة في بلورة نظريته السياسية من أجل تحقيق أهداف حزبية لا تعني الأمة الاسلامية .هنا بالتحديد تبرز إشكالية الدين والسياسة والفصل بينهما.
أما الإصلاح في السعودية لم يتجاهل مفاهيم الدين والقيم الأخلاقية التي أسست حكم وحضارة إسلامية استمرت لقرون في تاريخ البشرية، حيث قدمت المملكة نموذجا لحكم مختلف عما كان مألوفا في العالم وهو حكم الخلافة، بغض النظر عن التسمية ومدلولها العملي إذ أن غالبية المسلمين يرون التسمية صورية ولم تتعدى حكم الخلفاء الراشدين ويعتبرون من خلفهم ملوك يلتحفون بالخلافة ويورثونها كما هي الممالك والإمارات. لقد أثبت السعودية في مشروعها الإصلاحي أن الدين في جوهره لا يفسد السياسة والعكس أكثر إفسادا عندما يكون الدين مطية للسياسة كما هوعليه ما نسميه بالوهابية، لذلك يجب أن نفرق بين السياسة الإسلامية والاسلام السياسي. وعندما نتكلم عن السياسة الإسلامية للقيادة السياسية في المملكة العربية السعودية فنحن أمام حضارة وثقافة وتاريخ إنساني، وقد أنهى هذا الإصلاح أو على أقل تقدير انحسر الصراع الثقافي والفكري بين الأمة العربية والإسلامية وبين الغرب، كما جاءت به نظرية (صدام الحضارات) صامويل هنتجتون في إعادة صنع النظام العالمي، وذلك نتيجة لممارسات الاسلام السياسي، تلك الممارسات التي لا تتعدى مفاهيم وأفكار لأحزاب وجماعات تستثمر الدين وتدمر كيانه في ممارسات تتناقض مع جوهره وغاياته، بل حتى أن هذه الأحزاب والجماعات تختلف وتتناقض فيما بينها وهذا دليل يقطع بعدم استنادها لمبادئ وقيم وثوابت الدين التي لا خلاف عليها، فقط تعزز مفاهيمها بالاستناد لمذاهب وآراء أو اجتهادات لا تخلو من الغلو والتطرف الفكري العقلاني.
لقد تعاملت السعودية مع الوهابية بطريقة تشبه كما يحدث في الطبيعة من تقلبات مناخ وعواصف وكما يحدث طوفان واضطراب على صعيد المناخ السياسي، بالمختصر المفيد حاربت السعودية وبكل قوة المحن والفتن الكبرى بسبب جذور العقيدة الوهابية وكانت ومازالت سياستها تجاه هذا الموضوع كالزلازل التي سببت ارتدادات فرضتها على أرض السياسة. من هنا نحن امام واقع الثورة.
وثورة السعودية في مشروعها الإصلاحي ومحاربة الفكر التكفيري في مجملها وفق اعتبار مناخ السياسة ليست الفوضى، بل هي ساعة الفجر في يوم الشعوب والأمم، في كل جدليتها التغيير الشامل للواقع، وهي كذلك نقلة نوعية وخلاص وعبور من ضفة الى ضفة أخرى، من حالة التكفير والتطرف الى حالة الانفتاح والحيوية، ثورة السعودية على الفكر الوهابي هي ناموس فطري يحكم سلوك المجتمعات البشرية ويدفعها الى الحياة بنفس الطريقة التي تدفع الكائنات الى الهجرة من أجل البقاء واتمام دورة وجودها الحي. كل هذه العوامل الجدلية وغيرها في مناخ السياسة لم تبتعد عن مدارك صناع القرار السياسي في السعودية.الذين اتخذوا من بلاد الحرمين قاعدة لمنطلقات وجودنا الانساني فبادروا المسيرة بخطى مدروسة ومختمرة تنسجم مع متطلبات التغيير البشرية، عليه فقد تحصنت السعودية بالحكمة وعدم الوقوف ضد تيار الاصلاح و التغيير الثوري فكانت الخطوة الأولى بتسليم رايتها لجيل الشباب.
وفقا لما تقدم، فإن نهاية الفكر الوهابي هي الثورة البيضاء، ثورة العقل وثورة البناء في كل المجالات، ثورة التصدي للمؤامرات والعدوان الخارجي الذي حاول الانقضاض على عقيدتنا الإسلامية الصحيحة وديننا السمح، من خلال أجندة الارهاب الذي صنعته دوائر الشر أو من خلال الأبواق العميلة المأجورة.
0 تعليقات