الصهيونية وحرب المصطلحات

مشاهدات

 



 
عبد المنعم إسماعيل
 

أدركت المنظمات الجاهلية العالمية المنبثقة من المؤسسة الإبليسية الشيطانية التي قوام فكرها يعتمد على تفكيك البنية العقلية والفكرية للأمة الإسلامية ولذا كان يجب التركيز على حرب المصطلحات الماكرة التي من توابعها تفكيك الأمة الإسلامية وضرب المقومات العامة المكونة لهذا المجموع الكلي للأمة كما جاء في الحديث الصحيح الثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : إنَّ الشَّيْطانَ قدْ أيِسَ أنْ يَعْبُدَهُ المُصَلُّونَ في جَزِيرَةِ العَرَبِ، ولَكِنْ في التَّحْرِيشِ بيْنَهُمْ.رواه مسلم من حديث جابر بن عبد الله .
يقول أهل العلم العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب فحرب التحريش الشيطانية ضد الأمة الإسلامية ليس محصورة في جغرافيا الجزيرة العربية بل تسع كل الخريطة الإسلامية حول العالم العربي والإسلامي .
لقد أدرك شياطين الصهيونية العالمية وفروع جاهليتها البالية أهمية ترسيخ فكرة التحريش بين مكونات الأمة العربية والإسلامية عن طريق حرب المصطلحات المصنوعة لاكتساب وتحمل مفاهيم ممسوخة تساهم في تحقيق البعد الإستراتيجي الخادم للمنظمات الصهيوصليبية حول العالم بصفة عامة وداخل الكيان الصهيوني المغتصب لبلاد المسلمين في فلسطين بصفة خاصة .
إن فلاسفة السياسة الأمريكية والغربية بشكل عام يدركون الدلالات الواضحة للمفردات الربانية التي جاء بها القرآن الكريم والسنة المحمدية الصحيحة ووعاها السلف الصالح رضي الله عنهم أجمعين ومنها مصطلح الإسلام والسنة والأمة هذه الثلاثية التي جمعت من خلالها الأمة الإسلامية بجميع المكونات الديموغرافية للعرب والأكراد والبربر والنوبة والأمازيغ والترك والبلوشستان والفرس والبشتون والأوزبك والطاجيك والشركس بل وجميع الأقليات الإسلامية التي شعرت واعتقدت أن الولاء العام للإسلام يجعل من الغلاف الخاص للغة أو للقومية  ما هو إلا وسيلة حصرية لتحقيق العز العام للإسلام والسنة والأمة فيكون من توابعها استقرار الجميع في كيان الأخوة الإيمانية الجامع للعقول والقلوب والمفاهيم والمحدد لبوصلة الولاء والبراء للفرد  والجماعة الأممية وليس الجماعة المبتورة من كيان الأمة المصنوع لها ولاء خاص داخل الولااء العام أو التي ينتج منها بيعات سرية تؤسس لقيادة موازية داخل الكيان العام للأمة فيسقط الجميع في الإنقسام المتوالي نتيجة  الولاء الخاص لكل أصحاب توجه فقهي أو لغوي أو جغرافي أو عرفي أو نفسي أو سياسي ومن ثم التيه للجميع وسط اجتماع كل شياطين الأرض حول الأمة الإسلامية .
يعيش عملاء الصهيونية العالمية على ترسيخ فكرة التهميش للأقليات كما يزعم شياطين الأرض وهذا الذي قام به المدعوا الشريف حسين ضد الخلافة العثمانية فيما يعرف بالثورة العربية الكبرى داخل بلاد العرب ضد الدولة العثمانية الجامعة لكل المكونات العربية والإسلامية فنجح الشريف حسين في تأليب الناس على الدولة العثمانية ولكنه فشل في تحقيق الهدف فسقطت بلاد العرب تحت أقدام الإنجليز والفرنسيين والإيطاليين فلا بقي الدولة الجامعة ولا جاء البديل الذي يجمع الجميع كيان أممي موازي وكان هذا هو الخنجر المسموم لقيام الدولة الصهيونية في فلسطين المحتلة بل وتمهيد الطريق نحو التمدد الصفوي في بلاد ايران من جانب آخر .
إن حرب المصطلحات أقوى وأخطر الحروب بل أضرارها تفوق في الأمة العربية والإ‘سلامية مخاطر ضربها بمائة قنبلة نووية فالقنابل النووية خطرها مادي محسوس ينتج من توابعها ذوبان الجميع في كيان مقاوم للعدو المحارب أما الحرب على المصطلحات فهي حرب ممتدة الآثار وعابرة للقرون ومدمرة للعقول والبنية الفكرية العامة والخاصة لكل فرد وأسرة وقبيلة ودولة وأمة .
إن غربان الإعلام العربي والإسلامي حين يسقطون في تيه الحرب الماكرة على المصطلحات يمثلون طابوراً خامساً وسادساً لتدمير البنية العقلية للأمة العربية والإسلامية في آن واحد حين يسعون بمكر متوالي وخبث جاهلي متتابع يهدف إلى :
تحريف دلالة المصطلحات الإسلامية الربانية الموروثة مثل الإسلام والسنة والأمة فيجعلون من الإسلام مصطلح الإسلاميون لصناعة فجوة داخل الأمة بين أبنائها الذين جميعهم يقولون لا اله إلا الله محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ويجعلون من السنة وهي الطريقة المحمدية الصحيحة  على صاحبها الصلاة السلام مجرد طرق تصل في جميعها إلى وادي مهلكة الهوى ومحرقة العقيدة الصحيحة حينم يجعبون الطرق كيانات عقدية مختلة تقوم بشرعنة الإستغاثات بغير الله وطلب التشرع بغير الشريعة والإهتداء بغير منهج الهداية المحفوظ بين دفتي الكتاب والسنة وفهم صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم خير أمة أخرجت للناس الذين يكونون علاى ممر التاريخ بمثابة بوصلة العقيدة الصحيحة والدلالات الصريحة لكل مفردة حال الإلتزام بالمصطلح تعبداً وحراسة لمآلات الإنقسام الفكري والعقدي المصنوع بمنهجية خبيثة ترعاها الصهيونية والصليبية والصفوية مثل الحديث عن :
تهميش الأقليات داخل الأمة العربية والإسلامية تمهيداً لفرعنة فكرة الذاتية أو القومية أو العرقية أو القبلية زعماً منهم أن القبلية أو العرقية أو الحديث عن حقوق خاصة جزء من الحرية أو جزء من الحقوق الخاصة لإثبات الذات كما يقول مهندسوا سياسة تفريق وتفكيك العقول للأمة  بشكل عام وللأسف تتم هذه الجريمة بعقول من نفس الكيان الأممي رغم أن  فكرة القومية لم تكن من أدبيات النصر عند الأمة أيداً وحين كان التداول الذي وجدناه على ممر التاريخ بين قيادة العرب ثم الأكراد ثم الأتراك ثم الفرس المسلمين المحبين للسنة ثم الأمازيغ كانت القيادة ظاهرها عام وباطنها عام والراية عامة وإن كان القائد كردي أو تركي أو سلجوقي أو بربري أو عربي فلم تكن فكرة الطائفية أو القولبة الخاصة أحد الأهداف المحمودة أبداً أو القريبة من عقل القادة على ممر  التاريخ إلا في عقود الإنتحار العلماني خلال القرن الأخير الذي شهد االإنتحار العام والجماعي للأمة العربية والإسلامية عقب قبول تيه وفوضى التعصب الحزبي أو التقسيم الفكري المتناغم مع مؤسسة الكيان الصهيوصليبي صاحب منظومة حدود الدم التي خطط لها فلاسفة الشرق الأوسط الجديد كما يزعم غربان البيت الأبيض وشياطين المنظومة الخمينية والجماعات الوظيفية التي لا تعي معنى للوطن أو تفهم دلالة للأمة غير التي خطط  لها المفسدون والله المستعان .

الخلاصة :
=======
كيف نواجه حرب المصطلحات ومفخخات التفكيك للأمة الإسلامية ؟
أولا: يجب أن نفهم أن الحرب على المصطلحات الشرعية الجامعة للأمة هي نصف الحرب العالمية على الإسلام والسنة والأمة وعموم جغرافيا الأرض الإسلامية العامة .
..
ثانيا: تتم عملية المواجهة من خلال ترسيخ العقيدة الصحيحة وتعميق مصطلح الإتباع للسنة المحمدية الصحيحة وقبول فهم الصحابة رضي الله عنهم أجمعين والتلاقي حول مصطلح الأمة الجامعه للأخوة الإيمانية لا الأخوة العرقية أو الولاءات السياسية التي تهدم المخالف لو كان معه الحق وتنصر المؤيد ولو كان معه الباطل وتطعن في العالم الخارج عن منظومة الولاء العام للتيار الحاكم أو تستسلم للآخر الذي يعيش مجرد بوق لفكرة الإمام الغائب أو المبايع سراً أو خلف منظومة الولاءات الطائفية لكل كيان لغوي أـو عرقي أو مذهبي .
..
ثالثا : يجب الحذر من المنظمات الصهيونية مرة ومن الجمعيات الأهلية الفكرية التي قوامها تفريق الأمة وتشتيت الكيان العام الف مرة تحت مسميات حقوق الأقليات أو الهوية الخاصة بكل إقليم أو قبيلة أو عرق أو منطقة تمهيدا لتيه التقسيم ووثن التفريق الخادم لبني صهيون وصفوي ودواعش الهدم المتوالي.

إرسال تعليق

0 تعليقات