رامي الشاعر
كاتب ومحلل سياسي
بالأمس، طالبت وزارة الخارجية الصينية الولايات المتحدة الأمريكية بالرفع الفوري لعقوباتها أحادية الجانب عن سوريا، وفتح الباب أمام المساعدات الإنسانية.
حينما قرأت ما صدر على لسان المتحدثة الرسمية باسم الخارجية الصينية ماو نينغ، تعجبت كيف كان علينا نحن البشر أن نتطرق إلى مثل هذه البديهيات من القضايا، وكيف أن الصين، البعيدة جغرافياً، وربما ثقافياً، إلا أنها قريبة سياسياً وإنسانياً من قضايا المنطقة، وروسيا المنخرطة فعلياً في المنطقة، وغيرهما من دول العالم الإنساني وليس العالم "الحر" ولا "الديمقراطي" ولا "المجتمع الدولي" استناداً إلى المصطلح الغربي، هبّوا جميعاً لمد يد العون لسوريا وتركيا على حد سواء، ولم يفرق أحد بين المنكوبين تحت أنقاض آلاف العمائر والبنايات والمنشآت التي ضربها الزلزال المهول فسوّاها ومن بداخلها بالأرض، ولم يتساءل أحد، قبل أن يمدّ يده لتلك المرأة أو لهذا الطفل أو لذاك الكهل ما إذا كانوا "من المعارضة" أو "من الموالاة"، وما إذا كان "تركياً" أم "سورياً"، فجميع البشر أمام الكارثة سواء، وكل إنسان أمام المأساة ضعيف ومقهور وبحاجة ليد العون من أخيه الإنسان، بصرف النظر عمّا إذا كان عربياً أم عجمياً أو حتى أمريكياً.
إلا أننا نرى كيف كان على الهلال الأحمر السوري على لسان رئيسه خالد حبوباتي أن يطالب المجتمع الأوروبي والدول الغربية برفع الحصار والعقوبات الاقتصادية المفروضة على سوريا، وكيف كان على المتحدثة باسم الخارجية الصينية ماو نينغ هي الأخرى أن تطالب الولايات المتحدة برفع الحصار.. أي عبث؟ وأي قاع إنساني وصلت له ما تسمى بـ "الحضارة الغربية"؟
بل إن الأكثر إثارة للدهشة، أن أحداً لم يحرك ساكناً من هؤلاء. وبالنظر إلى خارطة التحليق الدولي للطائرات المتجهة إلى تركيا وسوريا، سنجد كيف يتعامل العالم "الحر" مع المأساة، وسنلمس ازدواجية المعايير كأوضح ما يكون، فالغرب يطرح مساعداته للشمال الغربي السوري، ويطلب ضمانات أن تصل المساعدات إلى المناطق الخارجة عن سيطرة "النظام"، وألا تصل أي منها إلى من يوالي "الأسد".. فأي انحطاط إنساني يمكن أن يتجاهل صرخات المنكوبين في مثل هذه المأساة الإغريقية الماثلة أمام أعيننا جميعاً بالصوت والصورة، ليسأل قبل أن يقدم المساعدة ما إذا كان المصاب "مع الرئيس السوري بشار الأسد" أم "مع المعارضة"، ربما كانت بعض الجهات الغربية أيضاً تشترط أن يكون مع "منصة موسكو" أو "منصة القاهرة" أو "الائتلاف الوطني السوري".. الله أعلم! إلا أن الازدواجية قد بلغت منتهاها، حينما يدس لنا الغرب من خلال إعلامه ليل نهار برامجاً وأفلاماً حول المعايير الإنسانية الديمقراطية وحقوق الإنسان والحرية، ثم يفرّق في ظل هذه الكارثة ما بين البشر استناداً إلى معتقداتهم وانتماءاتهم السياسية، بعد أن ساوى الزلزال بين البشر والحكومات والدول جميعاً.
في مقالي الأخير، وقبل وقوع الزلزال المدمّر في تركيا وسوريا، ذكرت أن النظام في دمشق هو الممثل الشرعي والوحيد لسوريا المعترف به من قبل الأمم المتحدة، وقلت إنه يجب العمل على تجاوز العقوبات الأمريكية الغربية التي أدت إلى فرض أوضاع مأساوية وعقاباً جماعياً ضد الشعب السوري بأكمله.
اليوم، وبعد الزلزال، تتضاعف يومياً معاناة الشعب السوري المنكوب، الذي كان يعيش مأساته حتى قبل الزلزال، واليوم تصبح حتى هذه الحياة المأساوية قبل الزلزال ترفاً يعجز عن العودة إليه. ثم تستمع إلى أحد المسؤولين في الاتحاد الأوروبي مصرحاً بأن "الأسد لم يطلب المساعدة، لهذا لم نقدمها". ويعلل هؤلاء عدم مساعدة "الأسد" بسبب عدم اعترافهم بسلطته ونظامه. وكأن المساعدات المقدمة من أي جهة تقدم إلى شخص الرئيس، وليس إلى الشعب. وكأنهم يعاقبون الشعب بجريرة قائده، وكأنهم يعاقبون الشعب على اختياره، ويعاقبون الشعب السوري بأكمله نتيجة للخلافات السياسية الداخلية على نظام الحكم في سوريا.
إنها نفس المعادلة التي يطرحونها بفرض عقوبات اقتصادية ممتدة منذ 2014 ضد الشعب الروسي بأكمله لأنه اختار أن يكون بوتين رئيساً له، وبسبب أن هذا الشعب "لا ينتفض"، و "لا يثور" ضد بوتين!
هذه إذن هي الديمقراطية، وهذه هي الحرية التي يتشدقون بها آناء الليل وأطراف النهار، والتي قال الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي إنه "يدافع عنها" بإغلاق شبكة قنوات RT في الاتحاد الأوروبي. من ليس معنا ضدنا. ومن ليس مع أوكرانيا فهو كافر. ومن يعيشون على الأراضي السورية الخاضعة للسلطات الشرعية السورية لا حق لهم في المساعدة.
يخيّل إليّ أن الولايات المتحدة الأمريكية وقادة الغرب الحاليين قادرون على افتعال هزّات أرضية باستخدام قدراتهم النووية المدمرة لباطن الأرض للقضاء على شعوب بأكملها في روسيا وسوريا وفلسطين وغيرها من الدول التي "لا تروق لهم" في سبيل تحقيق أهدافهم والحفاظ على مصالحهم. وعلى الرغم من أن ذلك سيناريو أقرب إلى أفلام الخيال العلمي منه إلى الواقع، إلا أن ما تقوم به الولايات المتحدة والغرب يفضي إلى نفس النتيجة.
اليوم، يقف المسؤولون الأوروبيون والغربيون حتى عائقاً أمام من يريدون المساعدة، فهناك كثيرون ممن يريدون مساعدة سوريا، من الأشقاء العرب، ومن دول العالم الحر حقيقة وليس بالشعارات، وهناك شعوب تريد أن تساعد بما تملك، حتى ولو كانت لا تملك الكثير، لكن الغرب يقف معرقلاً لهذه المساعدات في الوصول إلى أخوة الإنسانية في سوريا.
يعلم القاصي والداني في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية أن سوريا لا تملك الخدمات الطبية الكافية ولا البنى التحتية المناسبة ولا المعدات التي تمكنها من تجاوز هذه المحنة، ولا أبالغ إذا ما قلت إن ما لا يقل عن 200 ألف إنسان في تلك المناطق السورية أصبح الآن في العراء بلا مأوى على الإطلاق، وحوالي 50 ألف مواطن سوري يحتاجون إلى العلاج والرعاية الطبية، وضمير المسؤولين الأوروبيين يقف بذات الصلف الأمريكي الغربي أمام مأساة هؤلاء، ويحاول في ظل تلك الظروف تصنيفهم بين "معارض" و"مؤيد".
إن قيادات وحكام أوروبا والولايات المتحدة بذلك إنما يساهمون بما لا زالوا يفرضون من عقوبات على سوريا في تضخيم تداعيات الكارثة نكاية في الشعب السوري الذي وقف أمام الإرهاب وأفشل مخططات الغرب، تماما كما يدفعون بالشعب الأوكراني إلى الموت من أجل "هزيمة روسيا"، ولا يكترثون قيد أنملة بما يحدث للدولة الأوكرانية أو الشعب الأوكراني.
يهمهم مخططاتهم واستراتيجياتهم ولا عزاء لحقوق الإنسان أو للحرية أو للديمقراطية، إنها مجرد واجهة براقة لضمائر مهترئة ومنعدمة، والمطلوب اليوم أكثر من أي وقت مضى هو موقف عربي ميداني موحد وصارم لتجنيد كافة الإمكانيات لمساعدة سوريا وتجاوز أي خلافات فرعية، وأنا على ثقة من أن معظم القادة العرب وشعوبهم سيتخذون كل ما يلزم على الفور لمساعدة الشقيقة العربية سوريا، وبإمكان العرب تجاوز جميع العوائق للمساعدة، ومن يريد المساعدة سيجد الطريق بعد أن فتحت المعابر بين تركيا وسوريا، خاصة على خلفية ما تم من مجهودات لتطبيع العلاقات بين البلدين، وأظن أن ظروف الكارثة التي يقف أمامها شعبا البلدين على حد سواء، ستساهم في إيجاد الآليات المناسبة لإيصال المساعدات، وأتصور أن السلطات الرسمية التركية والسورية ينسقان بشكل كامل بشأن هذه القضايا.
لا يجوز إعاقة أي وسائل متبعة لإيصال المساعدات للمنكوبين. إلا أنه يجب الوضع في الاعتبار أن السلطات السورية الرسمية تظل هي الجهة الرئيسية التي تمتلك الآليات والإمكانيات للتعامل مع الكارثة، كما مطلوب من المعارضة السورية أن تعلو في مواقفها عن مقاطعة التعامل مع مؤسسات الدولة السورية، وأن تجند علاقاتها وإمكاناتها وتتعاون مع كافة السفارات السورية حول العالم لمساعدة بلدها المنكوب.
حينما قرأت ما صدر على لسان المتحدثة الرسمية باسم الخارجية الصينية ماو نينغ، تعجبت كيف كان علينا نحن البشر أن نتطرق إلى مثل هذه البديهيات من القضايا، وكيف أن الصين، البعيدة جغرافياً، وربما ثقافياً، إلا أنها قريبة سياسياً وإنسانياً من قضايا المنطقة، وروسيا المنخرطة فعلياً في المنطقة، وغيرهما من دول العالم الإنساني وليس العالم "الحر" ولا "الديمقراطي" ولا "المجتمع الدولي" استناداً إلى المصطلح الغربي، هبّوا جميعاً لمد يد العون لسوريا وتركيا على حد سواء، ولم يفرق أحد بين المنكوبين تحت أنقاض آلاف العمائر والبنايات والمنشآت التي ضربها الزلزال المهول فسوّاها ومن بداخلها بالأرض، ولم يتساءل أحد، قبل أن يمدّ يده لتلك المرأة أو لهذا الطفل أو لذاك الكهل ما إذا كانوا "من المعارضة" أو "من الموالاة"، وما إذا كان "تركياً" أم "سورياً"، فجميع البشر أمام الكارثة سواء، وكل إنسان أمام المأساة ضعيف ومقهور وبحاجة ليد العون من أخيه الإنسان، بصرف النظر عمّا إذا كان عربياً أم عجمياً أو حتى أمريكياً.
إلا أننا نرى كيف كان على الهلال الأحمر السوري على لسان رئيسه خالد حبوباتي أن يطالب المجتمع الأوروبي والدول الغربية برفع الحصار والعقوبات الاقتصادية المفروضة على سوريا، وكيف كان على المتحدثة باسم الخارجية الصينية ماو نينغ هي الأخرى أن تطالب الولايات المتحدة برفع الحصار.. أي عبث؟ وأي قاع إنساني وصلت له ما تسمى بـ "الحضارة الغربية"؟
بل إن الأكثر إثارة للدهشة، أن أحداً لم يحرك ساكناً من هؤلاء. وبالنظر إلى خارطة التحليق الدولي للطائرات المتجهة إلى تركيا وسوريا، سنجد كيف يتعامل العالم "الحر" مع المأساة، وسنلمس ازدواجية المعايير كأوضح ما يكون، فالغرب يطرح مساعداته للشمال الغربي السوري، ويطلب ضمانات أن تصل المساعدات إلى المناطق الخارجة عن سيطرة "النظام"، وألا تصل أي منها إلى من يوالي "الأسد".. فأي انحطاط إنساني يمكن أن يتجاهل صرخات المنكوبين في مثل هذه المأساة الإغريقية الماثلة أمام أعيننا جميعاً بالصوت والصورة، ليسأل قبل أن يقدم المساعدة ما إذا كان المصاب "مع الرئيس السوري بشار الأسد" أم "مع المعارضة"، ربما كانت بعض الجهات الغربية أيضاً تشترط أن يكون مع "منصة موسكو" أو "منصة القاهرة" أو "الائتلاف الوطني السوري".. الله أعلم! إلا أن الازدواجية قد بلغت منتهاها، حينما يدس لنا الغرب من خلال إعلامه ليل نهار برامجاً وأفلاماً حول المعايير الإنسانية الديمقراطية وحقوق الإنسان والحرية، ثم يفرّق في ظل هذه الكارثة ما بين البشر استناداً إلى معتقداتهم وانتماءاتهم السياسية، بعد أن ساوى الزلزال بين البشر والحكومات والدول جميعاً.
في مقالي الأخير، وقبل وقوع الزلزال المدمّر في تركيا وسوريا، ذكرت أن النظام في دمشق هو الممثل الشرعي والوحيد لسوريا المعترف به من قبل الأمم المتحدة، وقلت إنه يجب العمل على تجاوز العقوبات الأمريكية الغربية التي أدت إلى فرض أوضاع مأساوية وعقاباً جماعياً ضد الشعب السوري بأكمله.
اليوم، وبعد الزلزال، تتضاعف يومياً معاناة الشعب السوري المنكوب، الذي كان يعيش مأساته حتى قبل الزلزال، واليوم تصبح حتى هذه الحياة المأساوية قبل الزلزال ترفاً يعجز عن العودة إليه. ثم تستمع إلى أحد المسؤولين في الاتحاد الأوروبي مصرحاً بأن "الأسد لم يطلب المساعدة، لهذا لم نقدمها". ويعلل هؤلاء عدم مساعدة "الأسد" بسبب عدم اعترافهم بسلطته ونظامه. وكأن المساعدات المقدمة من أي جهة تقدم إلى شخص الرئيس، وليس إلى الشعب. وكأنهم يعاقبون الشعب بجريرة قائده، وكأنهم يعاقبون الشعب على اختياره، ويعاقبون الشعب السوري بأكمله نتيجة للخلافات السياسية الداخلية على نظام الحكم في سوريا.
إنها نفس المعادلة التي يطرحونها بفرض عقوبات اقتصادية ممتدة منذ 2014 ضد الشعب الروسي بأكمله لأنه اختار أن يكون بوتين رئيساً له، وبسبب أن هذا الشعب "لا ينتفض"، و "لا يثور" ضد بوتين!
هذه إذن هي الديمقراطية، وهذه هي الحرية التي يتشدقون بها آناء الليل وأطراف النهار، والتي قال الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي إنه "يدافع عنها" بإغلاق شبكة قنوات RT في الاتحاد الأوروبي. من ليس معنا ضدنا. ومن ليس مع أوكرانيا فهو كافر. ومن يعيشون على الأراضي السورية الخاضعة للسلطات الشرعية السورية لا حق لهم في المساعدة.
يخيّل إليّ أن الولايات المتحدة الأمريكية وقادة الغرب الحاليين قادرون على افتعال هزّات أرضية باستخدام قدراتهم النووية المدمرة لباطن الأرض للقضاء على شعوب بأكملها في روسيا وسوريا وفلسطين وغيرها من الدول التي "لا تروق لهم" في سبيل تحقيق أهدافهم والحفاظ على مصالحهم. وعلى الرغم من أن ذلك سيناريو أقرب إلى أفلام الخيال العلمي منه إلى الواقع، إلا أن ما تقوم به الولايات المتحدة والغرب يفضي إلى نفس النتيجة.
اليوم، يقف المسؤولون الأوروبيون والغربيون حتى عائقاً أمام من يريدون المساعدة، فهناك كثيرون ممن يريدون مساعدة سوريا، من الأشقاء العرب، ومن دول العالم الحر حقيقة وليس بالشعارات، وهناك شعوب تريد أن تساعد بما تملك، حتى ولو كانت لا تملك الكثير، لكن الغرب يقف معرقلاً لهذه المساعدات في الوصول إلى أخوة الإنسانية في سوريا.
يعلم القاصي والداني في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية أن سوريا لا تملك الخدمات الطبية الكافية ولا البنى التحتية المناسبة ولا المعدات التي تمكنها من تجاوز هذه المحنة، ولا أبالغ إذا ما قلت إن ما لا يقل عن 200 ألف إنسان في تلك المناطق السورية أصبح الآن في العراء بلا مأوى على الإطلاق، وحوالي 50 ألف مواطن سوري يحتاجون إلى العلاج والرعاية الطبية، وضمير المسؤولين الأوروبيين يقف بذات الصلف الأمريكي الغربي أمام مأساة هؤلاء، ويحاول في ظل تلك الظروف تصنيفهم بين "معارض" و"مؤيد".
إن قيادات وحكام أوروبا والولايات المتحدة بذلك إنما يساهمون بما لا زالوا يفرضون من عقوبات على سوريا في تضخيم تداعيات الكارثة نكاية في الشعب السوري الذي وقف أمام الإرهاب وأفشل مخططات الغرب، تماما كما يدفعون بالشعب الأوكراني إلى الموت من أجل "هزيمة روسيا"، ولا يكترثون قيد أنملة بما يحدث للدولة الأوكرانية أو الشعب الأوكراني.
يهمهم مخططاتهم واستراتيجياتهم ولا عزاء لحقوق الإنسان أو للحرية أو للديمقراطية، إنها مجرد واجهة براقة لضمائر مهترئة ومنعدمة، والمطلوب اليوم أكثر من أي وقت مضى هو موقف عربي ميداني موحد وصارم لتجنيد كافة الإمكانيات لمساعدة سوريا وتجاوز أي خلافات فرعية، وأنا على ثقة من أن معظم القادة العرب وشعوبهم سيتخذون كل ما يلزم على الفور لمساعدة الشقيقة العربية سوريا، وبإمكان العرب تجاوز جميع العوائق للمساعدة، ومن يريد المساعدة سيجد الطريق بعد أن فتحت المعابر بين تركيا وسوريا، خاصة على خلفية ما تم من مجهودات لتطبيع العلاقات بين البلدين، وأظن أن ظروف الكارثة التي يقف أمامها شعبا البلدين على حد سواء، ستساهم في إيجاد الآليات المناسبة لإيصال المساعدات، وأتصور أن السلطات الرسمية التركية والسورية ينسقان بشكل كامل بشأن هذه القضايا.
لا يجوز إعاقة أي وسائل متبعة لإيصال المساعدات للمنكوبين. إلا أنه يجب الوضع في الاعتبار أن السلطات السورية الرسمية تظل هي الجهة الرئيسية التي تمتلك الآليات والإمكانيات للتعامل مع الكارثة، كما مطلوب من المعارضة السورية أن تعلو في مواقفها عن مقاطعة التعامل مع مؤسسات الدولة السورية، وأن تجند علاقاتها وإمكاناتها وتتعاون مع كافة السفارات السورية حول العالم لمساعدة بلدها المنكوب.
0 تعليقات