د.تحسين الشيخلي
تشهد حياتنا تغيرات كبيرة بفعل تأثير الفضاء الرقمي . نعم ، إن الحياة الواقعية تتميز عن الفضاء الرقمي بكل تطبيقاته التي تمثل جانبا افتراضيا نعيش فيه. لكن هناك الكثير من المعايير الجديدة المستحدثة والناشئة في الفضاء الرقمي تنتقل منه إلى حياتنا الواقعية وتؤثر فيها، والعكس صحيح. مما يجعل الحد الفاصل؟ بين الفضائين يكاد يكون معدوما.
ففي التطبيقات التي نعيشها في الفضاء الرقمي الافتراضي نجد أن شعور المرء بأن هويته مجهولة يعزز لديه مفهوم عدم التحفظ وبالتالي عدم الشعور بالإحراج مما يقول أو يفعل. وبالتالي نحن نعيش مرحلة فريدة جدا فيها الكثير من التقنيات الجديدة التي تؤدي إلى عمل تشويش على الأفكار. كما يترتب عليها حدوث تغييرفي نمط العيش والتفكير.
إن أكثر الأوهام التي يصدرها الفضاء الرقمي. إنك في أمان مقارنة بالحياة الواقعية وأن تواصلك مع الناس أقل خطرا من الحياة الواقعية. لغياب تعبيرات الوجه، ولغة الجسد، والفضاء المادي، إلى جانب بعد المسافة. فيوحي هذا الغياب للمرء بأن هويته مجهولة وإنه غير مرئي ، فبالتالي يشعر بالشجاعة والجسارة وعدم الإحراج والتحرر من القيود لعدم وجود أي رادع أخلاقي. فيتخلى بذلك عن التزاماته وكل ما يكبح تصرفاته على باب العالم الرقمي قبل أن يلج إليه.
وهذا يسمى بتأثير عدم التحفظ والتصعيد في الفضاء الرقمي. إذ يتضخم السلوك. فيتقبل الإنسان أن يتلقى إيميلات ورسائل تحتوي بذاءات وصور فاضحة أو نصوصا و آراء متطرفة و عدوانية. كما يمكن أن يقبل أي سلوكيات ومعايير جديدة وشاذة بسبب تأثير عدم التحفظ والهوية المجهولة. كما نلاحظ أن مستويات الإثارة والتعاطف لدى المرء تتضاعف بشكل كبير عما هي في الواقع. فأنا أجد إن الناس على الإنترنت أكثر كرما وعطاء مما لو كانوا وجها لوجه. بل ويشعر المرء ،إن بإمكانه الوثوق في الموجودين في الفضاء الافتراضي ويميل إلى الشعور بالأمان في حديثه معهم. فيبوح لهم بحياته الخاصة بأدق تفاصيلها.
إن العدد الهائل. من المواقع الإلكترونية التي تهتم بنشر الشذوذ، سواء كان شذوذا فكريا أو جنسيا أو غيرهما. جعل من السلوكيات والتصرفات غير السوية ظاهرة شائعة بين الناس. فقبل نحو. 20 عاما، كان من الصعب على المرء أن يجد المواد الإباحية بسهولة لكن التكنولوجيا غيرت كل ذلك. فالإحصاءات تدل بأنه خلال السنوات العشر الأخيرة زاد البحث عن المواد الإباحية المتعلقة بالسادية والمازوخية إلى 67%. كما انتشرت المواقع والمجموعات التي تتكلم عنهما. فتح الإنترنت بذلك. مفهوما جديدا وغريبا عن الحرية، وهو حرية إيذاء الآخرين من أجل المتعة. وكذلك حق الإنسان في أن يتعرض للأذى والألم من أجل المتعة أيضا.
وأصبح بالامكان بضغطة واحدة يستطيع أي شخص أن يطرح سلوكياته وأفكاره وآرائه الشاذة ويجد آخرين يشاركونه ذلك.
كما إن التعارف على الإنترنت تحت تأثير عدم التحفظ والهوية المجهولة قد يجرف المرء الطبيعي والسوي أن يدخل في مجموعات شاذة وأن يكون صداقات مريبة ومثيرة توقع به في النهاية. فقد يتبنى الإنسان تلك المواقف أو الآراء الشاذة بسبب انتشارها في الفضاء السيبراني، فيترتب على ذلك أن يصير الأمر الشاذ مألوف واعتيادي بالنسبة إليه، ثم ينتابه بعد ذلك شعور بالرغبة والفضول في ممارسة تلك السلوكيات والأفعال الشاذة. ما يعني أن أي أفكارأو معتقدات تكون مستهجنة أو لا تشعرك بالارتياح، قد تصبح عادية وطبيعية بمرور الزمن.
هناك نوع آخر من الشذوذ،. وهو التلصص على الآخرين والاعتداء على الحياة الخاصة. وحرمات الأشخاص. والأداة المستخدمة في ذلك هي الكاميرا. ومع وجود الإنترنت، زاد هذا النوع من التلصص على الآخرين. فصممت العديد من البرامج والتطبيقات الخبيثة التي ما أن تنزل على الهاتف المحمول أو الكومبيوتر حتى تفتح الكاميرا دون علم المستخدم ثم تصوره. الكاميرا هي أعظم إنجاز قدمته التكنولوجيا للمتلصصين على الحياة الخاصة، وقد ساعد على ذلك خاصية اختفاء هوية المرء وعدم شعوره بالإحراج.
الأسباب الرئيسية. لجلوس الإنسان على الإنترنت والولوج الى مواقع التواصل الاجتماعي لساعات طويلة هو شعوره بالإغراء المتقطع فهذا النوع من الإغراء. يكون له تأثير كبير في سلوك الإنسان. وهو يستمر في ما يفعله لأنها تمنحه نوعا من الإثارة والمتعة. بسبب زيادة إفراز مادة الدوبامين في الدماغ التي تشعر الإنسان بالسعادة. فنحن نستمر في تصفح المواقع الإلكترونية. و شبكات التواصل الاجتماعي لأنها تمنحنا المتعة والإثارة.
فتلك المواقع بأشكالها المختلفة مصممة من أجل تلبية احتياجاتك الفسيولوجية. ستمنحك المكافآت التي تغريك بالعودة إليها مرة أخرى. ومن الاحتياجات الفسيولوجية التي تلبيها للإنسان الاحتياج إلى الأمان والحب والانتماء والتقدير وتحقيق وإثبات الذات. فكون المرء مجهولا على الفضاء السبراني يمنحه الإحساس بالأمان لأنه سوف يقول ويفعل ما يشاء دون قيد أو رقيب، كما إن اشتراكه في التجمعات والمجموعات يمنحه الشعور بالانتماء. إلى جانب إنه تلقيه للرسائل وحصوله على إعجابات وعبارات المادحين على منشوراته، يحقق له الاعتزاز بالنفس وإثبات الذات.
فمحرك البحث جوجل. يمنحك تلك الجرعات من الدوبامين من خلال بحثك المستمر عن كل ما هو جديد والفضول تجاه معرفة كل شيء. وكذلك مواقع التواصل الاجتماعي مثل الفيس بوك تمنح المرء تلك الجرعات عن طريق نشر المعلومات الشخصية ومشاركة المشاعر والآراء، والدخول في النقاشات التي تشعر الإنسان بالإثارة والمتعة.
وللإدمان على مواقع التواصل الاجتماعي آثار الجانبية، كالعزلة والوحدة. فأنت تشعر إن زوجتك التي تجلس بجانبك بعيدة عنك. لأنها تقضي ساعات طويلة منشغلة بالمجاملات وإبداء التعليقات، كما تجد صديقك المقرب يقطع الحديث لحظة سماعه صوت إشعار الرسائل الصادر من هاتفه.
ظاهرة أخرى من ظواهر تأثير العالم الافتراضي الرقمي ، هي تعزيز النرجسية في ذات الانسان .
إن الصورة التي تلتقطها بكاميرا الهاتف وتدخل عليها التعديلات من خلال البرامج والتطبيقات، وتنشرها، تصبح هي المعبرة عن ذاتك في الفضاء الأفتراضي. فهي تعد الصورة المثالية التي يرغب كل إنسان أن يكون عليها. فأنت تنشرها على مواقع التواصل الاجتماعي طارحا سؤالا على من يشاهدها. هل تحبني هكذا؟
شجعت مواقع التواصل الاجتماعي الأشخاص على مشاركة المعلومات الشخصية والخاصة ،وبالتالي شجعت على التشهير بالذات. وبسبب شيوع النرجسية في الفضاء الأفتراضي، فإن الإنسان صار يهتم بذاته كثيرا إلى جانب اهتمامه بكيف ينظر الآخرون إليه؟
إن الذات الافتراضية تتضخم كل يوم عن اليوم السابق. فالصور المنشورة تخضع لتعديلات برامج الفوتوشوب، كما تخضع لتطبيقات أنقاص الوزن وتطبيقات أخرى تجعلها أطول وذات بشرة خالية من العيوب. وبالتالي يستطيع أي شخص أن يتحول إلى شخصية نموذجية ومثالية. عنوانها الجمال والرشاقة. تحصل على الكثير من الإعجاب لايك، وفي المقابل توضع الذات الحقيقية في صندوق مغلق.
ولذلك أثره في الواقع. حيث تنتقل تلك الصورة المثالية التي خلقها الإنسان في الفضاء الأفتراضي إلى الواقع، فنجد انتشارا واسعا لعمليات وجراحات التجميل. كما نجد أثر ذلك أيضا في ملابس المراهقين والأطفال. وهو نوع من الاستعراض المبكر لأجسامهم قبل أن يكون الشباب والأطفال مستعدين لذلك عاطفيا وعقليا ودينيا.
وبالتالي على الإنسان أن يدرك ويعي إن الذات الحقيقية هي الأولى بالاهتمام و بالحب و العناية والاحترام وأنه لن يستطيع أن يحب ذاته الحقيقية إلا إذا خرجت من الصندوق المغلق الذي وضعها فيه.
وختاما، فإن إدمان الإنترنت يوصل الإنسان إلى حالة اللاوعي، وهي ذاتها الحالة التي يصل إليها مدمن الكحول والكوكايين، وهو إدمان من الصعب مقاومته، كما أصبحت الإنترنيت الوسيلة المثلى للحصول على المتعة الشاذة ومشاركة الآراء والأفكار الشاذة، وبالتالي على كل منا أن يكون واعيا لمخاطر الفضاء الأفتراضي الرقمي وتأثيراته في حياتنا حتى يتجنب الأضرار الناتجة عنه. فالمشكلة الحقيقية ليست في التكنولوجيا، لكن في الطريقة التي تستخدم بها دون إدراك أو وعي.
ففي التطبيقات التي نعيشها في الفضاء الرقمي الافتراضي نجد أن شعور المرء بأن هويته مجهولة يعزز لديه مفهوم عدم التحفظ وبالتالي عدم الشعور بالإحراج مما يقول أو يفعل. وبالتالي نحن نعيش مرحلة فريدة جدا فيها الكثير من التقنيات الجديدة التي تؤدي إلى عمل تشويش على الأفكار. كما يترتب عليها حدوث تغييرفي نمط العيش والتفكير.
إن أكثر الأوهام التي يصدرها الفضاء الرقمي. إنك في أمان مقارنة بالحياة الواقعية وأن تواصلك مع الناس أقل خطرا من الحياة الواقعية. لغياب تعبيرات الوجه، ولغة الجسد، والفضاء المادي، إلى جانب بعد المسافة. فيوحي هذا الغياب للمرء بأن هويته مجهولة وإنه غير مرئي ، فبالتالي يشعر بالشجاعة والجسارة وعدم الإحراج والتحرر من القيود لعدم وجود أي رادع أخلاقي. فيتخلى بذلك عن التزاماته وكل ما يكبح تصرفاته على باب العالم الرقمي قبل أن يلج إليه.
وهذا يسمى بتأثير عدم التحفظ والتصعيد في الفضاء الرقمي. إذ يتضخم السلوك. فيتقبل الإنسان أن يتلقى إيميلات ورسائل تحتوي بذاءات وصور فاضحة أو نصوصا و آراء متطرفة و عدوانية. كما يمكن أن يقبل أي سلوكيات ومعايير جديدة وشاذة بسبب تأثير عدم التحفظ والهوية المجهولة. كما نلاحظ أن مستويات الإثارة والتعاطف لدى المرء تتضاعف بشكل كبير عما هي في الواقع. فأنا أجد إن الناس على الإنترنت أكثر كرما وعطاء مما لو كانوا وجها لوجه. بل ويشعر المرء ،إن بإمكانه الوثوق في الموجودين في الفضاء الافتراضي ويميل إلى الشعور بالأمان في حديثه معهم. فيبوح لهم بحياته الخاصة بأدق تفاصيلها.
إن العدد الهائل. من المواقع الإلكترونية التي تهتم بنشر الشذوذ، سواء كان شذوذا فكريا أو جنسيا أو غيرهما. جعل من السلوكيات والتصرفات غير السوية ظاهرة شائعة بين الناس. فقبل نحو. 20 عاما، كان من الصعب على المرء أن يجد المواد الإباحية بسهولة لكن التكنولوجيا غيرت كل ذلك. فالإحصاءات تدل بأنه خلال السنوات العشر الأخيرة زاد البحث عن المواد الإباحية المتعلقة بالسادية والمازوخية إلى 67%. كما انتشرت المواقع والمجموعات التي تتكلم عنهما. فتح الإنترنت بذلك. مفهوما جديدا وغريبا عن الحرية، وهو حرية إيذاء الآخرين من أجل المتعة. وكذلك حق الإنسان في أن يتعرض للأذى والألم من أجل المتعة أيضا.
وأصبح بالامكان بضغطة واحدة يستطيع أي شخص أن يطرح سلوكياته وأفكاره وآرائه الشاذة ويجد آخرين يشاركونه ذلك.
كما إن التعارف على الإنترنت تحت تأثير عدم التحفظ والهوية المجهولة قد يجرف المرء الطبيعي والسوي أن يدخل في مجموعات شاذة وأن يكون صداقات مريبة ومثيرة توقع به في النهاية. فقد يتبنى الإنسان تلك المواقف أو الآراء الشاذة بسبب انتشارها في الفضاء السيبراني، فيترتب على ذلك أن يصير الأمر الشاذ مألوف واعتيادي بالنسبة إليه، ثم ينتابه بعد ذلك شعور بالرغبة والفضول في ممارسة تلك السلوكيات والأفعال الشاذة. ما يعني أن أي أفكارأو معتقدات تكون مستهجنة أو لا تشعرك بالارتياح، قد تصبح عادية وطبيعية بمرور الزمن.
هناك نوع آخر من الشذوذ،. وهو التلصص على الآخرين والاعتداء على الحياة الخاصة. وحرمات الأشخاص. والأداة المستخدمة في ذلك هي الكاميرا. ومع وجود الإنترنت، زاد هذا النوع من التلصص على الآخرين. فصممت العديد من البرامج والتطبيقات الخبيثة التي ما أن تنزل على الهاتف المحمول أو الكومبيوتر حتى تفتح الكاميرا دون علم المستخدم ثم تصوره. الكاميرا هي أعظم إنجاز قدمته التكنولوجيا للمتلصصين على الحياة الخاصة، وقد ساعد على ذلك خاصية اختفاء هوية المرء وعدم شعوره بالإحراج.
الأسباب الرئيسية. لجلوس الإنسان على الإنترنت والولوج الى مواقع التواصل الاجتماعي لساعات طويلة هو شعوره بالإغراء المتقطع فهذا النوع من الإغراء. يكون له تأثير كبير في سلوك الإنسان. وهو يستمر في ما يفعله لأنها تمنحه نوعا من الإثارة والمتعة. بسبب زيادة إفراز مادة الدوبامين في الدماغ التي تشعر الإنسان بالسعادة. فنحن نستمر في تصفح المواقع الإلكترونية. و شبكات التواصل الاجتماعي لأنها تمنحنا المتعة والإثارة.
فتلك المواقع بأشكالها المختلفة مصممة من أجل تلبية احتياجاتك الفسيولوجية. ستمنحك المكافآت التي تغريك بالعودة إليها مرة أخرى. ومن الاحتياجات الفسيولوجية التي تلبيها للإنسان الاحتياج إلى الأمان والحب والانتماء والتقدير وتحقيق وإثبات الذات. فكون المرء مجهولا على الفضاء السبراني يمنحه الإحساس بالأمان لأنه سوف يقول ويفعل ما يشاء دون قيد أو رقيب، كما إن اشتراكه في التجمعات والمجموعات يمنحه الشعور بالانتماء. إلى جانب إنه تلقيه للرسائل وحصوله على إعجابات وعبارات المادحين على منشوراته، يحقق له الاعتزاز بالنفس وإثبات الذات.
فمحرك البحث جوجل. يمنحك تلك الجرعات من الدوبامين من خلال بحثك المستمر عن كل ما هو جديد والفضول تجاه معرفة كل شيء. وكذلك مواقع التواصل الاجتماعي مثل الفيس بوك تمنح المرء تلك الجرعات عن طريق نشر المعلومات الشخصية ومشاركة المشاعر والآراء، والدخول في النقاشات التي تشعر الإنسان بالإثارة والمتعة.
وللإدمان على مواقع التواصل الاجتماعي آثار الجانبية، كالعزلة والوحدة. فأنت تشعر إن زوجتك التي تجلس بجانبك بعيدة عنك. لأنها تقضي ساعات طويلة منشغلة بالمجاملات وإبداء التعليقات، كما تجد صديقك المقرب يقطع الحديث لحظة سماعه صوت إشعار الرسائل الصادر من هاتفه.
ظاهرة أخرى من ظواهر تأثير العالم الافتراضي الرقمي ، هي تعزيز النرجسية في ذات الانسان .
إن الصورة التي تلتقطها بكاميرا الهاتف وتدخل عليها التعديلات من خلال البرامج والتطبيقات، وتنشرها، تصبح هي المعبرة عن ذاتك في الفضاء الأفتراضي. فهي تعد الصورة المثالية التي يرغب كل إنسان أن يكون عليها. فأنت تنشرها على مواقع التواصل الاجتماعي طارحا سؤالا على من يشاهدها. هل تحبني هكذا؟
شجعت مواقع التواصل الاجتماعي الأشخاص على مشاركة المعلومات الشخصية والخاصة ،وبالتالي شجعت على التشهير بالذات. وبسبب شيوع النرجسية في الفضاء الأفتراضي، فإن الإنسان صار يهتم بذاته كثيرا إلى جانب اهتمامه بكيف ينظر الآخرون إليه؟
إن الذات الافتراضية تتضخم كل يوم عن اليوم السابق. فالصور المنشورة تخضع لتعديلات برامج الفوتوشوب، كما تخضع لتطبيقات أنقاص الوزن وتطبيقات أخرى تجعلها أطول وذات بشرة خالية من العيوب. وبالتالي يستطيع أي شخص أن يتحول إلى شخصية نموذجية ومثالية. عنوانها الجمال والرشاقة. تحصل على الكثير من الإعجاب لايك، وفي المقابل توضع الذات الحقيقية في صندوق مغلق.
ولذلك أثره في الواقع. حيث تنتقل تلك الصورة المثالية التي خلقها الإنسان في الفضاء الأفتراضي إلى الواقع، فنجد انتشارا واسعا لعمليات وجراحات التجميل. كما نجد أثر ذلك أيضا في ملابس المراهقين والأطفال. وهو نوع من الاستعراض المبكر لأجسامهم قبل أن يكون الشباب والأطفال مستعدين لذلك عاطفيا وعقليا ودينيا.
وبالتالي على الإنسان أن يدرك ويعي إن الذات الحقيقية هي الأولى بالاهتمام و بالحب و العناية والاحترام وأنه لن يستطيع أن يحب ذاته الحقيقية إلا إذا خرجت من الصندوق المغلق الذي وضعها فيه.
وختاما، فإن إدمان الإنترنت يوصل الإنسان إلى حالة اللاوعي، وهي ذاتها الحالة التي يصل إليها مدمن الكحول والكوكايين، وهو إدمان من الصعب مقاومته، كما أصبحت الإنترنيت الوسيلة المثلى للحصول على المتعة الشاذة ومشاركة الآراء والأفكار الشاذة، وبالتالي على كل منا أن يكون واعيا لمخاطر الفضاء الأفتراضي الرقمي وتأثيراته في حياتنا حتى يتجنب الأضرار الناتجة عنه. فالمشكلة الحقيقية ليست في التكنولوجيا، لكن في الطريقة التي تستخدم بها دون إدراك أو وعي.
0 تعليقات