60 ثانية

مشاهدات

 




نوار الزبيدي

في تجربة غريبة وفريدة من نوعها ولم ار مثلها مسبقا، حيث قام شاب بعمل تجربة ما وقام بتصوير تلك التجربة ، فلقد بدأت تلك التجربة والتي استمرت لمدة عشرة أيام بجلب زهرتين اثنتين ووضعَ كل واحدة منهما في اناء (قارورة ماء) وفي كل يوم من تلك الأيام العشر للتجربة كان يخصص دقيقة واحدة لكل منهما (60 ثانية فقط) حيث كان يكلم الزهرة الأولى بكلام جميل ومعسول ومهذب ورقيق وكأنه الغزل بينما يقضي الدقيقة الأخرى والمخصصة للزهرة الثانية بكلام فض وغليظ وقاس هو اقرب للتوبيخ والاستهزاء والتنمر والسخرية ، انتهت الأيام العشر والنتيجة ظاهرة وواضحة وجلية ... فالزهرة التي سمعت الكلام المعسول والجميل بقيت شامخة ، رافعة راسها ، غير منحنية او متدلية ،،، بينما انحنى رأس الزهرة الأخرى التي سمعت ما لا يسرها من كلام ...
اقشعر بدني وانا أرى هذه التجربة، حاورت نفسي مراراً وتكراراً، هل للزهرة عقل يا ترى؟ هل تملكان ما نمتلك من احاسيس ومشاعر لتفهمان الكلام فتزهو الأولى وتنكسر الثانية؟ ومهما كانت الإجابة فالغاية من التجربة بانت واضحة جدا وتأثير الكلام على كليهما واضح وضوح الشمس، مثالنا أعلاه والتجربة كانت على النبات فكيف يا ترى مع البشر، من يتعامل مع من حوله؟ أب وأم، أخ وأخت ، أبن وبنت ، زوج او زوجة ، عم وخال ، عمة وخالة ، جيران وأصدقاء وزملاء ، رب عمل وعمال ، حتى الغريب في الشارع فأنا أرى انه من اللازم ان يكون الحديث معهم  بغاية الادب واللطف والاحترام وبغاية الرقي واللطف الشديد ، حتى مع (السائل / الذي يطلب من الناس) في الشارع فإنه يجب ان يكون الكلام معه بغاية الادب والاحترام فلا يوجد داع ومبرر للاستعلاء والكلام الجارح الشديد ، فالكلمة الطيبة صدقة والابتسامة صدقة ولقد علمنا رسولنا الاكرم (محمد) (صلى الله عليه وسلم) (لا تحقرن من المعروف شيئاً ولو أن تلقى اخاك بوجه طلق) .
اما بالعودة لموضوعنا وأركز بالذات على الاقربين والاقربين والاقارب ولا سيما نرى ونسمع الكثير من التقارير الإخبارية والإعلامية ممن يتعاملون مع زوجاتهم مع الاسف ...بسوء (وهنا اخترت مثال واحد فالبعض يتعامل مع أولاده بسوء او مع امه وابيه واخوته واخواته، وأقول البعض وليس الجميع)
كيف سيكون شكل (حواء الانثى) لو سمعت الكلام الجميل والمعسول؟ ، كلام الحب والمودة والرحمة، كيف يكون حالها يا ترى لو ترجمت تلك الكلمات لأفعال ؟ كهدية بسيطة، كالخروج للتنزه، او حتى (قبلة) على راسها وكفها، الا تستحق حواء الانثى ذلك؟ بلى (من وجهة نظري تستحق وألف استحقاق)
والعكس يا سادتي صحيح أيضا فتصوروا حال (البعض من نون النسوة) وهي مكسورة وضعيفة وقليلة التدبير والحيلة ومن ثم اسرتها وبيتها، وانعكاسات ذلك على الأولاد والمجتمع، يدخل البعض من جنس (ادم الرجل) الى بيته مقطباً حاجبيه، يطلب الشيء بأمر شديد اللهجة ، ينهر ذاك ويصرخ بوجه ذلك ...وهو ذاته قبيل لحظات كان مع أصحابه ي الشارع او في المقهى ذو (الدم العسل والخفيف) وذو الروح المرحة والانسان الودود والمهذب .. لم هذه الازدواجية؟ ولم هذا التصرف والزوجة والأولاد هم الاحق بالكلمة الطيبة والودودة؟ ففقدان مشاعر الالفة والود في بعض البيوتات تولد حالات نفسية صعبة العلاج، وحالات نفسية لها انعكاسات على المجتمع قد تحتاج لأطباء نفسيين وخبراء وباحثين اجتماعيين لدراستها وحلها ممن يمارس هذا المكر والخديعة والجفاء ومن يتعامل مع مزدوج الشخصية ذاك مستقبلاً (الزوجة والأطفال أعنى)
ففقدان المشاعر والكلام الطيب والمشاعر الباردة وفقدان المودة والرحمة والحب والحنان والعاطفة ستولد اسرة (آيلة للسقوط بأي لحظة) اما بالطلاق، او بالصبر على الطرف الاخر في سبيل الأطفال (وما اكثر هذا النوع) ولكن مع حالات نفسية صعبة للغاية ستعانيها الزوجة والأطفال آنياً ومستقبلاً...ومع آثار اجتماعية قاسية.. ويوجد مثل عراقي يقول (اكل مر واشرب مر ولا تعاشر مر)، وعندما يفقد أحد الشريكين (الزوج او الزوجة (وهي على الاغلب ممن تعاني من ذلك ببعض المجتمعات) الحب والاحترام من الطرف الاخر فان تلك الزهرة ستذبل (كالتجربة في أعلاه) وتنهدم الاسرة، وتظهر الانعكاسات السلبية بهدم الاسرة على المجتمع مستقبلا،

وأخيراً أقول،
هي زهرتكَ وهو كالزهرة بالنسبة اليكِ
انتَ من يسقي تلك الزهرة لتبقى عطرة ونظرة
وانتَ من يجعلها تذبل وتنكسر
وانتِ كذلك يا حواء الانثى التي أتمنى ان اراها نظرة دائما، عطرة دائما، زاهية وبهية بتعاملك مع ادم الرجل
وكلا من (ادم الرجل وحواءالأنثى) بتعاملهما مع من حولهما اياً كان وفي اي زمان ومكان...
ودمتم سالمين


إرسال تعليق

0 تعليقات