الحرب الإلكترونية

مشاهدات


 

أ.د. يعرب قحطان الدُّوري

تعرّف الحرب الإلكترونية على أنها مجموعة من الأدوات الإلكترونية لاستخدامها في استطلاع الإشعاع الكهرومغناطيسي القادم من الجهة المقابلة ومنعها وإيقافها بشكل سريع وفوري لغرض إخلال عمل تلك الجهة ومقاومة وإعاقة الاستطلاع الإلكتروني. وتمثل الصراع المستقبلي للأمم بصورة رقمية وتكنولوجية، والتي كانت تعرف قديماً بأدوات الأصوات والتلغراف والهواتف اللاسلكية وانظمة البرق الصوتي وانظمة الترميز وآلات الطباعة كالتي استخدمت في الحربين العالميتين الاولى والثانية. وقد يعتقد أن الحرب الالكترونية مرتبطة ببيئة الانترنت فقط، وسببها انتشار المعلومات في مختلف ارجاء العالم بشكل كبير ومن هذا المنطلق فالحرب المشار إليها تستهدف المعلومات والتي تطال موقع البيانات الموجودة على الانترنت. وقد اتضح للقاصي والداني التطور السريع للتكنولوجيا في مجالي تكنلوجيا المعلومات مؤدياً إلى تغيرات متباينة في جميع مجالات الحياة والمتعلقة بالصراع بين الأطراف المتنافسة أو المتناحرة والذي يعزى إلى المستجدات الطارئة على أنماط التفكير الاستراتيجي والعلمي والبحثي والتكنولوجي علاوة على دراسة التطور الواضح للثورة التكنولوجية. ويعتبر المجال العسكري الأكثر التصاقا بالحرب الالكترونية والتي تتسم بتصويب نيرانها نحو الأهداف الالكترونية والمعلوماتية كالتجسس والاشارات الخاصة بالأهداف المستهدفة متخذة شكل هجمات أو اختراقات الكترونية لتعطيل البنية المعلوماتية للجهة المقابلة. وتستند الحرب الالكترونية في الفضاء الالكتروني على عنصرين رئيسيين وهما: توفر المعلومات الدقيقة والصحيحة، والقدرات العقلية والذهنية المسؤولة عن التخطيط الدقيق لتوجيه الهجمات الالكترونية مستنداً على تهيئة المستلزمات الفنية والتكنولوجية لتحقيق النجاح المؤكد. أما أنواع الحرب الالكترونية فهي: الحرب الموجهة والمستندة على المعلوماتية والقنابل الذكية قادرة على تطبيق التأثير المستهدف من اجل التأثير في ارادة المقابل. والحرب الشبكية والتي تعتبر شكل جديد التي تمكن من التأثير على نشاطات واعمال المقابل فيما إذا كان ذكياً ومتطوراً لغرض تحجيم المقابل وشل قدرته. والحرب التجسسية والتي تعتبر متقدمة تكنولوجياً للسيطرة والتمكن من المقابل بيسر وسهولة لأن من سيحصل على تكنولوجيا أكثر تطوراً سيسيطر في المجالات الأخرى. والحرب النفسية والتي تستخدم فيها الدعاية للتأثير على الأشخاص المقابلين وهي نوع آخر من القتال وتعتبر فناً. وأخيراً، الحرب الفضائية للسعي على السيطرة على فضاء العمليات العسكرية الارضية في مجال المراقبة والاتصالات والملاحة والرصد الجوي بحيث عمقت التكنولوجيا مفهوماً جديداً يخص الميدان والجبهة على كل الابعاد يدعى بالجبهة متعددة الابعاد. وبذلك تكون التكنولوجيا المتقدمة قد جددت وطورت ديناميكية القيادة والسيطرة والحاسبات والاتصالات والمراقبة والاستطلاع والاستخبارات في كافة أنواع الحروب فقد أحدث استخدام المعدات التكنولوجية الإلكترونية تطوراً هائلاً في مجالات الحروب وأصبح الحسم لصالح مستخدميها.
























إرسال تعليق

0 تعليقات