عندما وسوس لنا الشيطان

مشاهدات

 





محمود الجاف

 
عندما وسوس لنا الشيطان تبدلت احوالنا . تغير الدين والاخلاق والقيم والمبادىء وتحول كل شيء الى نقيضه بل اصبحنا في عالم اخر . كاننا انزلقنا الى بعدٍ جديدٍ للدنيا غير الذي كنا نألفه . فبعد ان كانت بلادنا مهد التوحيد والساتر الذي يحمي الامة . اصبحت مرتعا للشرك والبدع والكفر والضلالة . وبعد ان كنا نمشي على سرف الدبابات من اجل الدفاع عن اهلنا في سوريا بتنا نتمنى قصفهم . بعد ان قاتلنا بضراوة ثماني سنين عجاف في ملحمة كبيرة سطّر فيها جيشنا وشعبنا اروع قصص البطولة والمجد وكانت عمائم الشياطين المُنحرفة الفكر والسلوك الد اعدائنا . صار اولادنا خدما لهم . كنا نحلم ونعمل على تحرير فلسطين . الان نحلم بالنوم بسلام في بلدنا . بل في اي بقعة يمكننا ان نغفو فيها . تحكمنا وتتحكم فينا المافيا التي تقودها جراء الامروصفيونية ( الصليبيين والصفويين والصهاينة ) هذا الثلاثي الذي لم نر منه سوى الحقد والشر . ولم ير منا ما يكفيه ليصمت الى الابد .
 
بعد ان وسوس لنا الشيطان صرنا مرتعا للجهل ووكرا للمُتخلفين بعد ان كانت ارضنا منارات الهدى وملاذ الباحثين عن الفضيلة والعلم وتجار الحضارات . كانت اكبر اخطائنا الرحمة بهم والتعامل الانساني والاخلاقي .
 
بعد ان وسوس لنا شيطان الصفويين بتنا نسب الصحابة ونُمجد العصابة . والاخ ينفر من اخيه والابن من ابيه والفقير لاشيء يغنيه . والغريب خوفا لا احد يؤويه . والمرأة سبية في وطنها والكل في تيه ...
 
الجميع يُهرول ليعبد العجل الذهبي تحت ظل الصليب ويتدفأ بالنار المجوسية ...
 
وضعوا على عيون حكامنا الغمامات blinders , التي تُستعمل في تغطية عيون الخيول , من اجل ان يركز الحصان نظره الى الامام فقط . فقد مكنها الله من رؤية ما في الخلف ايضا لحماية نفسها من الحيوانات المفترسة . وكذلك معظم الحيوانات التي عيونها على جانبي الرأس وليس للأمام كما هو حال حكامنا للاسف لهذا لايرون ما يحصل خلف مؤخراتهم فكيف اذا كانت شعوبهم تهان وتذبح وتجوع وتسرق على مدار الساعة . المهم انهم يرون العاهرات والذهب والملذات امامهم وهذا هو اقصى ما عليهم فعله وما يجيدونه ... ونحن مازلنا وسنبقى نمشي في شوارع الدنيا . نحمل على ظهورنا سلة الذكريات . عن بلد احببناه عندما كان حيا والان مات . عن يوم نصر غدا من التاريخ ... وفات .
 
 
ولكن احذروا من لقائنا القادم فنحنُ خُلقنا لننتصر فقط في هذه الحياة .

إرسال تعليق

0 تعليقات