النزوات السياسية والاستهتار بعقول الشعب

مشاهدات

 




ابراهيم المحجوب

ما نسمعه يوميا منذ سنين طويله في هذا البلد تصريحات فيها عجب العجاب وكذب ومراوغة وضحك على الذقون ولكن ما نراه ونسمعه اليوم بعد الاحتلال الامريكي كان هو الاقوى والاكثر اثارةً في ارض الواقع وخاصه عندما يخرج سياسي لا يعرف ان يتكلم بالسياسة شيئا ولا يفقه منها اي شيء او شخص يتكلم عن الاقتصاد وهو لا يفهم ما معنى الاقتصاد ويتحدث للشعب عن مشاريع كلها خياليه وهميه ومجرد حبر على الورق وهو يعرف جيدا ان هذه المشاريع لا يمكن تحقيقها على ارض الواقع...

المشكلة اليوم ان لكل مسؤول اصبح عدد من المستشارين وهؤلاء كلهم يشكلون عبء كبير على خزينه الدولة وواجبهم اصبح بدل الاستشارة وتحويلها الى مشاريع على ارض الواقع انما هي مدح المسؤول واعطائه الحق بانه صح دائما وقد وصل بنا الحال الى ان الجميع اصبح ينتظر كرم المسؤول الكبير حتى يشاركهم بتقاسم الكعكة من الذين  اطلقوا على انفسهم رجال السلطة وهم مجرد مافيات يتقاسمون فيما بينهم اموال هذا الشعب  وكانه غنيمه وكأن الشعب هو في خانة العدو لهم وان هذه الثروات هي مجرد لهم ولعوائلهم وان الطامة الكبرى قناعتهم التامة بذلك...

لقد اصبح بنا الحال الى بلد تنعدم فيه الرؤية المستقبلية ولا يوجد فيه اي امل او بصيص  انفراج في هذا النفق المظلم اننا اليوم نعيش ازمه سياسيه واقتصاديه حقيقيه خانقه لا يعرفها الا من يتابع الاحداث عن كثب فالعراق اصبح ملك لأشخاص معينين كانوا بالأمس القريب لا يملكون الدولار الواحد واليوم اصبحت في ارصدتهم عشرات المليارات من الدولارات ولا يوجد من يسال او يحاسب الفاسدين لانهم هم انفسهم من قام بالتفضل وتعيين فلان من الناس في موضع الرقابة.....

اننا نقول لهؤلاء من اين لكم هذا والجميع يعرف من اين هذا ولابد ان تأتي ساعة الحساب بعيدة كانت ام قريبة وان سكوت الجميع وخاصة الجهات التشريعية والرقابية وغيرها  لا يعني ان الامور صحيحة وتسير في مسار صحيح ولكن وصلنا الى قناعة تامة ان الاشخاص الباقين والمشاركين في هذه العملية السياسية ينتظرون ادوارهم في عمولة الصفقة القادمة...

لقد اصبح تقسيم الاموال على اساس الدرجات الوظيفية في المنصب السياسي فقط... اما باقي الشعب فينتظر راتب وظيفي او معاش تقاعدي او ربما راتب رعاية اجتماعيّة او ربما لا يحصل على دولار واحد في الشهر من هذه الثروات الطائلة....

ان العراق اليوم يعيش على شفا حفره عميقه جدا نتيجة السرقات للمال العام  والتي اصبحت في وضح النهار ولا يمكن السكوت او التهاون عنها واصبح المواطن البسيط يعيش تحت خط الفقر الشديد هو وعائلته وليس لهم اي معين او امل من هذه الحكومات الفاسدة وكل حكومة تأتي ببرنامج  جديد هو اكثر وطأة وفسادا من الذي قبله... وعندما يطبقونه على ارض الواقع تجده فاشل اكثر من الذي قبله وكل من الموجودين في العملية السياسية يحلمون بمنصب رئاسة الوزراء لإرضاء كل الاطراف السياسية المشاركة بهذه العملية فقط من خلال منحهم مبالغ ماليه طائلة ومناصب وزارية كبيرة مقابل تأييدهم ومنحهم الثقة لمنصب رئيس الوزراء وابقائهم

فترة اطول في هذا المنصب...

ان السياسة الاقتصادية اليوم للدولة تعيش على اساس انهاء الازمه الانيه فقط وليس على انهائها ووجود حلول شاملة لها...وكل مرشح لرئاسة الوزراء تجد لديه برنامج ورقي فقط. ولايمت للواقع بصلة...

. ان الواقع الذي يعيشه الشعب يختلف كليا عن الواقع الذي يعيشه سياسيي الصدفة جماعة المنطقة الخضراء فشتان بين من يملك البعير وبين من يرعى به فقط...

فاصحوا يا امة العراق والا متى هذه الغفلة المخيفة والتي طالت عليكم فهل اصبحتم تتمنون نومة اصحاب الكهف للهروب من واقع تتصورونه غير قابل للتغيير..

إرسال تعليق

0 تعليقات