صدر مؤخرا وباللغة الأنكليزية عن دار نشر جامعة نوتردام الأميركية الكتاب الجديد للأكاديمي العراقي الناقد الدكتور محسن جاسم الموسوي والموسوم ب “الأفصاح العربي: أطلس السيرة الذاتية في عصر ما بعد الأستعمار”.. وفي محاضرة له حول كتابه الجديد قال الدكتور الموسوي “أننا نستعين بأستدعاء الماضي بقصد بناء الحاضر..فهذا هو ما نبغيه من خلال كتابة السيرة الذاتية، فما قام به الأديب الكبير الراحل طه حسين (1889-1973) من خلال أصدار كتابه الأيام يعتبر فاتحة الدرب..مما ذكره وأفاد منه العديد من الكتّاب العرب..”. وذكّر الموسوي بالفيلسوف الألماني نيتشه (1844-1900) وآراءه حول كتابة السيرة الذاتية حيث أشار نيتشه الى أن السيرة الذاتية أنما تعني كتابة الموت.. فأنت تكتب سيرتك الذاتية لكي تنتهي..”.رغم ان طه حسين نفسه كان قد عاش لما يزيد على الخمسين عاما بعد أصداره لكتابه الأيام..ولكننا –والقول للموسوي- لا نتحدث عن السنوات هنا.. ففن السيرة الذاتية هو فن بناء نهاية.. وهو يعني فيما يعنيه أيضا أنبعاث الشخص من خلال الكتابة.. وهذا بالذات ما قاله المتصوفة أيضا.. فالسيرة الذاتية ليست بالبساطة والسذاجة لتعني على أنها تاريخ شخص ما فحسب..بل أننا نعّد –يقول الموسوي- كتابة السيرة الذاتية عملية معقدة ودقيقة تتناول الشجن الداخلي للأشخاص..وعليه فالكتاب الجديد “الأفصاح العربي.” هو محاولة لأيجاد أبجدية نظرية لطبيعة التفكير بمعنى السيرة الذاتية.
وبرأي المؤلف د محسن الموسوي فأن كتابة السيرة الذاتية هي بحد ذاتها أعادة تكوين للحاضر بطرق مختلفة، ولكنها مهمة وتشكّل لبنات فاعلة لتكوين رؤيتنا للعالم… حيث تبقى السيرة الذاتية محتوية على مجاورة قريبة جدا من الأبداع.
وفي محاضرته تناول الأستاذ الناقد الموسوي كتاب الأيام لطه حسين مذكّرا بأن كتاب السيرة الذاتية أنما ركّز على الزمن كمتوالية تنمو بأطراد ..في حين أن سيد قطب (1906-1966) مثلا والذي أصدر كتاب سيرته الذاتية المعنونة ب “طفل من القرية” وأهداه الى طه حسين كان قد أكد على المكان. وأشار الموسوي الى لقاء طه حسين بالسياسي المصري المشهور سعد زغلول (1859-1927) في فرنسا حيث كان حسين يدرس وكان زغلول في زيارة..فسأل زغلول طه حسين عن فهمه للتاريخ ليجيبه زغلول نفسه بأن التاريخ يكتبه الأقوياء.
وذكر الموسوي أن أمتلاك الوعي لطبيعة اللحظة التاريخية للفرد في زمن معين قد جعل من طه حسين (من خلال كتابه الأيام) يسعى لفكرة مراجعة عملية التعليم في بلاده وهو في فرنسا حيث كان يرى نفسه قائدا.
وحول سيرة الكاتب أحمد أمين (1886-1954) الذاتية فأن الموسوي وصفها بأنها سيرة ذهنية تحوّل فيها الرجل من العمامة الى الطربوش..كما أشار الموسوي الى رواية لطيفة الزيات (الباب المفتوح مثالا) ورواية وكالة عطية لخيري شلبي وروايات الكاتب السوري خليل نعيمي على أنها روايات سيرة ذاتية وفيها بعض التخييل.
وفي تفسيره لوجهة نظر الغرب الأستعماري حول الفرد العربي..قال محس الموسوي أن الفكر الأستشراقي الذي تكوّن في أوروبا القرن التاسع عشر يشير الى الفردانية عند العربي، حيث ألغى الأسلام الفردانية كما يقول المستشرقون.. وعليه أستنتج الغربيون أن العربي لا يمكنه كتابة السيرة الذاتية، وقد أنساق المفكر هشام جعيط لهذا الطرح.. فالعرب وهم سكان الصحراء قد تذرروا (ذرات الرمل)..وهذا جزء من خطاب الأستعمار الذي يعتقد دائما أنه الأفضل ولا قدرة للآخر على أن يكون مثله.
هنا ننشر جزءا مصورا من محاضرة الدكتور محسن جاسم الموسوي والتي ألقاها مساء الأحد المصادف 21 آب 2022 من على منصة الزوم التابعة للصالون الثقافي العراقي في أميركا.
وبرأي المؤلف د محسن الموسوي فأن كتابة السيرة الذاتية هي بحد ذاتها أعادة تكوين للحاضر بطرق مختلفة، ولكنها مهمة وتشكّل لبنات فاعلة لتكوين رؤيتنا للعالم… حيث تبقى السيرة الذاتية محتوية على مجاورة قريبة جدا من الأبداع.
وفي محاضرته تناول الأستاذ الناقد الموسوي كتاب الأيام لطه حسين مذكّرا بأن كتاب السيرة الذاتية أنما ركّز على الزمن كمتوالية تنمو بأطراد ..في حين أن سيد قطب (1906-1966) مثلا والذي أصدر كتاب سيرته الذاتية المعنونة ب “طفل من القرية” وأهداه الى طه حسين كان قد أكد على المكان. وأشار الموسوي الى لقاء طه حسين بالسياسي المصري المشهور سعد زغلول (1859-1927) في فرنسا حيث كان حسين يدرس وكان زغلول في زيارة..فسأل زغلول طه حسين عن فهمه للتاريخ ليجيبه زغلول نفسه بأن التاريخ يكتبه الأقوياء.
وذكر الموسوي أن أمتلاك الوعي لطبيعة اللحظة التاريخية للفرد في زمن معين قد جعل من طه حسين (من خلال كتابه الأيام) يسعى لفكرة مراجعة عملية التعليم في بلاده وهو في فرنسا حيث كان يرى نفسه قائدا.
وحول سيرة الكاتب أحمد أمين (1886-1954) الذاتية فأن الموسوي وصفها بأنها سيرة ذهنية تحوّل فيها الرجل من العمامة الى الطربوش..كما أشار الموسوي الى رواية لطيفة الزيات (الباب المفتوح مثالا) ورواية وكالة عطية لخيري شلبي وروايات الكاتب السوري خليل نعيمي على أنها روايات سيرة ذاتية وفيها بعض التخييل.
وفي تفسيره لوجهة نظر الغرب الأستعماري حول الفرد العربي..قال محس الموسوي أن الفكر الأستشراقي الذي تكوّن في أوروبا القرن التاسع عشر يشير الى الفردانية عند العربي، حيث ألغى الأسلام الفردانية كما يقول المستشرقون.. وعليه أستنتج الغربيون أن العربي لا يمكنه كتابة السيرة الذاتية، وقد أنساق المفكر هشام جعيط لهذا الطرح.. فالعرب وهم سكان الصحراء قد تذرروا (ذرات الرمل)..وهذا جزء من خطاب الأستعمار الذي يعتقد دائما أنه الأفضل ولا قدرة للآخر على أن يكون مثله.
هنا ننشر جزءا مصورا من محاضرة الدكتور محسن جاسم الموسوي والتي ألقاها مساء الأحد المصادف 21 آب 2022 من على منصة الزوم التابعة للصالون الثقافي العراقي في أميركا.
0 تعليقات