الصراع على الشارع وأشياء أخرى

مشاهدات

 


 

بسام كريم المياحي

ما يجري اليوم هو  التحول إلى بخار وفقدان القوى السياسية الراديكالية لكثافتها بسبب نار الفساد والنواتج العرضية التي أنتجتها عمليتهم السياسية المستوردة والمؤطرة بإطار الديمقراطية وبمحتوى طائفي مناطقي وقومي ..
سبقتها عمليات فشل واضحة وكبيرة ..
ينقسم الوضع في الصراع الظاهر إلى قسمين

الاول هو زعماء يعترفون بفشلهم ووجود الفساد والذي ينسبونه لخصومهم ضمنا أو علناً في بعض الأحيان ويعزونه للخيانة التي يمارسها خصومهم ( والذين هم شركائهم في العملية السياسية) في أحيان أخرى ..
لكنهم يريدون الاستمرار ويطالبون بنصرتهم والوقوف معهم من قبل الشارع .
والثاني خصم ( شريك ) يتنصل من الفشل المتراكم ويحملهم مسؤولية الفساد ويريد أن يصلح ما فسد بزعامة القسم الأول في حال انفرد بالإدارة بعيد عن الشراكة معهم ..
وايضا يريد أن يستمر .. ويطلب من الشارع أن يكون معه ومساند له .
وشركاء آخرون من نوع دول العالم الرابع وهي بتعريفي دويلات المدن  التي تريد أن تستقل بذاتها بدون أن تكون لها مقومات دولة وبدون التنازل عن بعض المكتسبات مقابل مساعدات تمكنها للتحول إلى دول مستقلة وكلما اقبلت على أمر الانفصال لاح أمامها مقومات الفشل وعدم التمكن من الانفصال ولو بطريقة تدريجية .
مع حملات متتالية على قمع واعتقال الناشطين والمعارضين لهم في دولتهم المنشود .
وحلفاء آخرون يدعون تمثيلهم للمكون الآخر والذي بات هو الأضعف في ظل التناحر والفوضى التي تمر بها العملية السياسية الفاسدة وانقسام ما يسمى زعمائه بين طرفي النزاع المتنافسين على تشكيل الحكومة .
وكل هذه الأطراف تدعي الشرعية والقيمومة والقدرة لها وحدها على إدارة المرحلة أما منفردة أو مشتركة مع الجميع .
وكل هذه الأطراف تعول على الشارع والمتظاهرين مطالبين بنصرتهم والوقوف معهم ..الشارع الذي كان بالأمس يأخذ توجيهاته من الخارج وسفارات بعض الدول المعادية لهذه الكتل أو تلك ( حسب زعمهم ) .
ووسط كل هذه الفوضى المركبة تخرج بين الفينة والأخرى تسجيلات صوتية وصور وفيديوهات لكلام وفضائح ورزايا تقشعر لها الأبدان وتزكم الانوف وتقزز النفوس وان كانت هذه أو تلك ليست الأولى ولن تكون الأخيرة وكان آخرها لأحد المنتمين لتيار الحكمة واخر لوزير الصناعة في حكومة عبد المهدي والتابع لأحمد الجبوري (ابو مازن) حيث ظهر وهو يعقد اليمين بولائه وانصياعه ويكون طوعا لرغبات ونصائح واراء زعيم كتلته أعلاه وكأنه يلزم نفسه بأكبر ما يمكن بعدم الحنث باليمين والتأكيد على استمراريته ان يكون رهن إشارة هذا ال (احمد الجبوري) .
النكتة هنا أن هذا الذي يردد القسم بخيانته الأمانة العامة لصالح رئيس الكتلة لأن رئيس الكتلة لا يستطيع السيطرة عليه بعد الأستيزار وانطلاقه كالحصان الجامح بوزارة الصناعة في بلد يفتقر للصناعة .. لكن هنالك الكثير والكثير من الوزراء والمسؤولين الذين شغلوا مناصب من غير أن يرددوا ذلك القسم لأسباب متعددة منها ولائهم المطلق للكتلة وزعيمها وإيمانهم الراسخ بها ومنهم من يخشى مجرد التفكير في تحرره من قيود الكتلة والزعيم والحرص على الوزارة والمال العام ومنهم من يكون وزير بالاسم وكتلته هي من تدير الوزارة وكل ما يتعلق بأمرها وهكذا دواليلك .
والنكتة الأخرى لماذا تخرج هذه التسريبات الان .. وسيكون الجواب هي حرب من أجل كسب الشارع واكبر قدر ممكن من التأييد الشعبي .



إرسال تعليق

0 تعليقات