دق الجرس

مشاهدات




بلقيس خيري شاكر البرزنجي

 

_ماري....ماري استيقظي أنها الآنسة لافينا تتمشى في ممرات الدار لتوقظ الفتيات. 

_حسنا يا الكس كفي عن ازعاجي، سانهض.


انا ماري روليكسا فتاة يتيمة أعيش في دار الايتام منذ ولادتي، لا أعلم من هم امي وأبي؟ ومن الذي رماني في هذا المكان؟  ولا أعرف شيئا من الحياة سوى مدرسة الراهبات التابعة لدار الايتام التي اعيش بها، انها دارنا التي ترعرعنا بها انا وباقي فتيات الميتم.

معي في غرفتي صديقتاي المقربتان آلكس وبيكي، أما ايفين فانها اكبر منا بعدة سنوات، كانت بغيضة وشريرة وتختلق لي المشاكل في اغلب الاحيان، رغم تعاملي الطيب معها .

وفي صباح احد الايام جمعتنا الآنسة لافينا معلمة الدار لتتحدث معنا، قالت :صغيراتي انا ذاهبة في اجازة لمدة أسبوعين ارجو ان تحافظوا على النظام في الدار اثناء غيابي . قلنا جميعا: حاضر انستي.


ومضت الايام في سلام ولم اكن اعلم مايخبئ لي القدر،  استيقظنا صباحا بعد مضي الأسبوعين كالعادة تناولنا الفطور وقمنا بواجباتنا الدراسية والخصوصية ثم وفقنا صف واحد لنحيي الانسة لافينا بعد عودتها من الاجازة. 

كانت الامور تسير بشكل طبيعي حتى سمعنا صراخ الانسة وهي تقول للعاملات: فتشوا جميع الغرف. ونحن في حيرة من امرنا لانعلم سبب ذلك، وبعد انتهاء التفتيش تم استدعائي لغرفة الادارة،  ذهبت وانا اقلب الامور براسي وماسبب طلب الانسة لافينا حضوري لغرفة الادارة ؟  وعندما دخلت الغرفة رأيت الانسة لافينا وهي تمسك قلادتها بيدها والشرر يتطاير من عينيها، صرخت بي قائلة : كيف تجرؤين على سرقة قلادتي وتخبيئها تحت سريرك؟ 

وقع كلامها كالصاعقة على رأسي واسودت الدنيا في عيني وانهمرت الدموع على وجهي ... استجمعت قواي لأقول لها باني بريئة ولست سارقة وليس لي علم بسرقة القلادة، ولكن دون جدوى لاني كنت المتهمة الوحيدة بالجرم المشهود، فقررت الانسة معاقبتي وطردي من الدار. 

ولكن بمساعدة صديقتاي المخلصتان آلكس وبيكي لانهم كانوا واثقين من براءتي ويشكون ب ايفين فقاموا بتفتيش ملابسها ووجدوا فيها شظايا خشب تم كسره يشبه خشب خزانة الانسة لافينا، عندها تم استدعاء ايفين ومواجهتها بالدليل  وقفت محنية الرأس أمام المعلمة وتغير لونها وتلعثم لسانها ولم تستطع أن تنطق بكلمة لتدافع عن نفسها، عندها عرفت الآنسة أن ايفين فعلت هذا بسبب غيرتها الشديدة مني، أرادت معاقبتها  وطردها خارج الدار .. كانت ايفين تبكي بشدة واعترفت بذنبها وانها دبرت المكيدة حيث قامت بسرقة القلادة وخبئتها تحت سريري للايقاع بي  وانها نادمة اشد الندم على فعلتها، وتوسلت لكي نعفو عنها، اشفقت على حالها وعفوت عنها وطلبت من الانسة ان تعفو عنها وان تبقيها معنا، سامحتها الانسة  وكذلك سامحها الجميع  .....

في النهاية يا أصدقائي الكذب نهايته سوداء وغير مرضية وحبل الكذب قصير. ..وماتفعله بإنسان يعود عليك أضعاف مضاعفة ... ومن حفر حفرة لاخيه وقع فيها. ..

وكنتم سالمين دوما.



إرسال تعليق

0 تعليقات