مفاهيم و أعراف …

مشاهدات


 

نزار العوصجي

للدبلوماسية أكثر من معنى ، فهي تعني فن التفاوض ، كما تعني التمثيل السياسي للبلاد و تصريف شؤونها الخارجية لدى الدول الأخرى . و يطلق على مسؤولي بعثات الدول و ممثليها في سفاراتها و قنصلياتها تسمية الدبلوماسيين .. و نظراً لأهمية العمل الدبلوماسي يتمتع الدبلوماسيون بامتيازات و حصانات متعددة مهمة أثناء خدمتهم خارج بلادهم ..

تعرف الدبلوماسية بانها مصطلح يعود إلى العصر اليوناني . و تستند الدبلوماسية الى الوثائق و المعاهدات التي تبرم بين جهتين ، و في العصر الحالي انتشرت الدبلوماسية كجزء من العلاقات الدولية التي تربط الدول معاً ، و تشمل كافّة الالتزامات المتبادلة بين دولتين تتمتعان بالاستقلال الذاتي ، لتصبح الدبلوماسية جزءاً مهماً من السياسة الدولية ، و أساساً من أسس التعامل بين شعوب العالم ، و طريقة للتواصل و التفاعل يستخدمها مجموعة من الأشخاص أثناء القيام بعمل ما ، والذي يطلق عليه الحوار الدبلوماسي ..

العمل الدبلوماسي هو الذي يرتبط بتمثيل دولة أو جهة ما ، و من المهم أن توفر الدول للدبلوماسيين القدرة على تحقيق طبيعة عملهم دون وجود أي قيود أو معوقات تمنعهم من ذلك ، ولكن في حال قيام الدبلوماسي بتجاوز الأعراف الدبلوماسية ، و تقليل احترام الدولة المتواجد فيها ، أو تسهيل خرق قوانينها ، أو تجاوز القانون بشكل شخصي ، أو القيام بأي أعمال تلحق الضرر بسمعة الدولة التي يتواجد فيها ، يحقّ للمسؤولين في تلك الدولة طرد الدبلوماسي فوراً ، و الطلب منه العودة إلى دولته بأسرع وقت ممكن ..

هنالك ايضاً البعثات الدبلوماسية الاممية و غالباً ماتعمل على زيارة الدول التي تعاني من الحروب ، و يتم توجيهها من قبل هيئة الأمم المتحدة ، مع مراعاة اختيار أعضائها من الأشخاص الحياديين ، و الذين لا يميلون إلى أي طرف من أطراف النزاع في الدولة التي يذهبون إليها ، فيعملون على التوفيق بين آراء الأطراف المتخاصمة ، و تقديم المساعدات الأنسانية الممكنة ، من طعام ، و خدمات صحية ، كما يساهمون في توفير المساعدات المالية لإعادة تعمير البنى التحتية للدول التي تعاني من الحروب ، و أحياناً يساعدون في النهوض بالقطاعات الصحية و التعليمية ، و الصناعية ، و التجارية ..

الى هنا نكتفي بالتعريف الأكاديمي ، لما يتضمنه مصطلح الدبلوماسية في البعض من جوانبه ، و سنتطرق الى خروقات العرف الدبلوماسي الملموسة ، فنعود الى الجزئين ما قبل الاخير و الاخير من ما تقدم ، المتعلقان بأقدام الدبلوماسي على تجاوز الأعراف المنصوص عليها ، في تقليل احترام الدولة التي يتواجد فيها ، و تسهيل خرق قوانينها ، و تجاوز القانون بشكل شخصي ، و القيام بأعمال تلحق الضرر بسمعة و أمن تلك الدولة ، ودور الهيئات الأممية في الحيادية و عدم الميل إلى أي طرف من الأطراف ..

من هنا نسأل :
هل ان ماجاء اعلاه من مفاهيم ، يتطابق مع سلوكيات البعثات الدبلوماسية الإيرانية و ممارسات سفرائها ، و خرقهم للأعراف الدبلوماسية في عدد من دول المنطقة ، و منها العراق الذي استباحوا سيادته منذ الغزو الغاشم و لغاية الأن ؟؟

هل ان الاعراف الدبلوماسية تسمح بالتدخل في الشؤون الداخلية للدول ، مثلما يتدخل سفراء إيران ، في اصدارهم الاوامر لحكوماتها ، و الزامها بدقة التنفيذ ، الى حد التدخل في تشكيل الحكومة ؟؟

هل من حق البعثات الدبلوماسية ، الاجتماع و التنسيق مع قادة الميليشيات ، التي تمارس شتى الانتهاكات بحق الأنسانية ، و العمل على تزويدهم بالسلاح و المعدات ، لتشكيل قوة تفرض هيمنتها على مقاليد الامور ؟؟

في المقابل هل تسمح إيران لممثلي البعثات المتواجدين لديها ، التدخل في شؤونها الداخلية ، مثلما هي تفعل و بنفس الأسلوب ؟؟

كل ذلك يجري في ظل صمت و تعتيم تام و مطبق من قبل البعثات الاممية ، بعيداً عن الحيادية و الميول ، المنصوص عليها ..

أسئلةً كثيرة تحتاج الى أجابات واضحة و صريحة ، عسى ان تجد أذاناً صاغية تسمع ، لتجيب …

















إرسال تعليق

0 تعليقات