الجميع يرسم الظلام من يوقد الشموع ؟

مشاهدات





سلوى البديري/ كاتبة عراقية



لا مراء أننا نعيش في العراق حالة من العتمة العامة والشمولية في ايكال التهم وصناعة البؤس بشكل غير مسبوق ؛  الإتهامات بيننا بدليل وبغير دليل، ومن معارض لهذا ومؤيد لذاك، ولا شك أن موضوع الفساد والمفسدين أخذ متسعاً من الوقت للحديث عنه أكثر مما يناله عملنا. 


وفي هذه الحالة فإنه من وجهة نظري أن لهذا المثل وجهان:  وجه يجب أن يفهمه المواطن ووجه آخر يجب أن يفهمه المسؤول، فهما وجهان لعملة واحدة يجب أن يتقابلا حتى يفهم كل طرف منهما الآخر. فالوجه الذي يجب أن يفهمه المواطن يتمثل في أن تكون شمعــه تضيء نورا للآخرين بحسن أخلاقك و تصرفاتك وتعاملك، خيــر وأفضـــل من أن تقوم بلعن الآخرين، فلتكن كالشمعه تضيء على دروب الآخرين وتنير دروبهم بالحب والخير والكلمة الطيبه والمساعده، وأن تُطبــق هــذه المقولة على من يـــلعنــوا الحكــومات المتعاقبة وهم لم يبدأو بتغيير أنفسهـم بعد، ومنهم من هم غير مستعدين للجلوس والحوار لإيصال وجهة نظرهم ولفهم وجهة نظر الآخر، فكثير من الناس لديه عين ناقدة، لا ترى الأشياء إلا بعين سلبية ناقدة، فلو وجّه جهده إلى ما هو إيجابى فى نفس الشئ الذى ينقده لكان خيراً، ولو وجه طاقاته إلى العمل البناء لكان أفضل. 

الإنسان الناجح هو الذى يغلق فمه قبل أن يغلق الناس آذانهم ويفتح أذنيه قبل أن يفتح الناس أفواههم. فعندما يمدح الناس شخصاً، قليلون من يصدّقون ذلك وعندما يذمونه فالجميع يصدقون. 


أمّا ما يجب أن يدركه المسؤول فهو أن هذا المثل عبارة جميلة لها وقع على مسامع القارئ، لدرجة انه يحفظها من أول مرة يسمعها، ولكن السؤال الذي يمكن أن يسأله من يفهم هذا المثل هو: هل من الممكن أن أُضيء شمعة إذا كان الظلام أكبر حجماً وكمّا من أن أستطيع أن أجد الشمعة المناسبة التي سأضيئه بها؟ وهل من الممكن أن أجد الوسيلة الآمنة التي أشعل فيها هذه الشمعة؟ وهل أجد في هذا الظلام ما أنشده إذا وجدت شمعة صالحة أشعلها؟ أليس الديناميت يشبه الشمعة وله فتيل كالشمعة وقابل للاشتعال ويمكن أن يضيء الظلام؟ فلا يحزنك إذا فشلت يوما مادمت تحاول الوقوف على قدميك من جديد "سأل الممكن المستحيل: أين تقيم؟ فأجابه في أحلام العاجز". ف "من اشترى ما لا يحتاج إليه باع ما يحتاج إليه" و"كل الظلام الذي في الدنيا لا يستطيع أن يُخفي ضوء شمعة مضيئة" و"الريش الجميل ليس كافيا ليصنع طائرا جميلا" و"إذا اختفى العدل من الأرض لم يعد لوجود الإنسان كرامة ولا قيمة". وأن المواطن بحاجة الى حلول جذرية دائمة للتخفيف من معاناته وخاصة لقمة عيشه وعيش من يعيل وليس حلول تخديرية مؤقتة لأنه إذا أعطيت فقيراً سمكة تكون قد سددت جوعه ليوم واحد فقط .. أما إذا علّمته كيف يصطاد السمك تكون قد أوجدت له عملا يسد جوعه طوال عمره، وليست كل الوعود مفيدة ومهدئة لأن "الحطب لا يباع قبل قطعه ولا يباع السمك في البحيرة". وأختم قولي بهذه العبارة وهي أن نكون صادقين مع بعضنا البعض مواطنين ومسؤولين حتى نتمكن من إضاءة الشمعة المناسبة التي تنير طريقنا نحو غد مشرق يحفظ لنا بلدنا وأمننا واستقرارنا.

إرسال تعليق

0 تعليقات