صفحة صغيرة من الفساد لكنها مدوية !

مشاهدات




بسام كريم المياحي


صفحة جديدة من الفساد والانحدار الثقافي والسقوط الفكري يسجلها تاريخ العراق المعاصر .

و استقالة جماعية لمدراء المدارس هل سيحقق مالم يكن في الحسبان ..

فمنذ الصباح الباكر وانا اتفجر غضبا بسبب ما يحدث في بلدي من فساد وخراب وانتهاك القيم الإخلاقية والتربوية. 

أحد ابنائي لديه امتحان رياضيات وزاري هذا الصباح وطوال هذه الفترة وهي لم تدخر  جهدا طوال الفترة الماضية في الدراسة مع والدتها وصلت إلى الإجهاد العصبي والقلق النفسي بغية اجتياز الامتحان بتفوق.

وما أن أدرك شهريار الصباح يستقيظ العراقيون على فاجعة بل مهزلة جديدة ألا وهي أن  الإمتحانات قد أجلت إلى اشعار آخر وبدون سابق إنذار!

بصراحة أنا وعائلتي وأبنتي المسكينة لم نصدق الخبر واجرينا اتصالاتنا ، من ثم تبين أن الخبر صحيح، لأن أسئلة الامتحان  قد سربت ونشرت منذ منتصف الليل وبشكل واسع غير مسبوق في تاريخ العراق الماضي والمعاصر. والكوميديا السوداء أن الأسئلة قد انتشرت بأضعاف عدد الطلبة المشاركين في الامتحانات.

ماذا عسانا نفعل؟

إلى من نشتكي، ومن يسمعنا لكي  ينظر في شكوانا، ومن سيؤازرنا في مأستنا؟

فجلست افكر وأمسكت القلم وأنا استشيظ غضبا واتسأل مع مع نفسي من يتحمل مسؤولية هذه الكارثة؟

هل النظام السياسي من يتحمل مسؤولية ماجرى؟ وكيف وإن الطبقة السياسية وابرز عناوين هذا النظام  لايجدون غضاضة أن يتهمون انفسهم بالفساد؟

إلى من أوجه الاتهام .. إلى رئيس الوزراء السابق. الذي قال بنفسه، نحن لدينا فساد في كل شيء حتى في تجارة الماشية وتهريبها و طباعة الكتب المدرسية واسئلة الامتحانات؟

وهنا حضرت الفكرة وربما تكون ناجحة هذه المرة،  حيث أنني قررت مخاطبة كل  مدراء المدارس في القطر راجيا منهم تقديم  استقالاتهم بصورة جماعية. إضافة إلى تسجيل  اعتراضهم واحتجاجهم على ما يجري من فساد وخراب في هذه المؤسسة التعليمية العريقة. وما شهده محال التعليم منذ سنوات ومايزال من انتهاك لحقوق الطلبة والمدرسين وإضاعة لجهودهم وجهود الطلبة وذويهم الذين يأملون بمستقبل تعليمي مشرق لابنائهم.  وعليه من وجهة نظري المتواضعة أن  الاستقالات الجماعية لمدراء المدارس  ربما تكون من الدوافع والعوامل الرئيسية التي ستغير مجرى الأحداث.

لانه بلا شك الاحتجاج من نخبة معينة وشريحة مثقفة ومهمة لها  تأثير كبير في  أوساط وطبقات المجتمع العراقي من شأنه أن يضع صانع القرار وإدارة الدولة وما يسمى بالزعماء السياسيين على المحك.

فأما حياة تسر الصديق 

وأما ممات يغيض العدى.

وتأسيسا لما تقدم، فأني أوجه هذه الدعوة  إلى من هم أساس المجتمع وصانعوا الأجيال  إلى المعلمين والمعلمات من إدارات المدارس للقيام بهذا العمل والنظر فيه بجدية ودراسته بتمعن من أجل غدا افضل.

فربما يكون على ايديكم صناعة مالم تصنعه المظاهرات والاحتجاجات والفعاليات الأخرى لمكافحة الفساد.



 


إرسال تعليق

0 تعليقات