ألإيزيديون ومعركة سنجار..!!

مشاهدات

 



 

عبد الجبار الجبوري

لم يظلم شعب في التاريخ ، مثلما ظُلِم شعبنا الإيزيدي في سنجار،والظلم مزدّوج، ظلم ذوي القربى، وظلم داااعش الارهابي المتوحش،أما ظلم ذوي القربى فهو أشد وأقسى،فالشعب الإيزيدي ، تعرض الى وحشية لامتناهية من تنظيم وحشي، هجّروفجّر،وهتك العرض، وقتل الرجال والشيوخ والاطفال، وإغتصب النساء، وحولهن سبايا،فهل هناك أبطش واقسى من هذا التوحش،ولكن ما تعرض الايزيديين بعد التحرير هو الاقسى، وذلك لتجاهل الحكومات المتعاقبة بعد التحرير ،على اعادة اعمار سنجار،وإيلائها أول اهتمام، لأنها المتضرّر الآول من داعش، وإعادة نازحيها فوراً، وتعويضهم فوراً،وتطبيع الأوضاع هناك وفرض الامن،هذا أقل ماكان تنتظر ونحن معها ،تجازى به سنجار واهلها،ولكن ماحصل ويحصل للآن ، هو الاقسى ظلماً، فسنجار تتنافس عليها دول اقليمية، وجهات داخلية، وتدفع ثمن هذا التدافع والتنافس،فلا إعمار ولا عودة اهلها النازحين،ولاتعويضهم وتشجيعهم للعودة ،ظلّت سنجار بعد التحرير، تشهد صراعاً داخلياً،تمثّل في وقوع سنجار بين ثلاث ولاءات،فقسم يحسب على الإقليم والحزب الديمقراطي الكردستاني، ويريد عودة البشمركة الى سنجار ومنهم جماعة ( ماجد شنكالي وفيان دخيل ومحما خليل وكفاح محمود وسيبدو جتو وآخرين)، وقسم آخر إنضم الى الحشد الشعبي ،تحت يافطة حماية سنجار(يبشة إيزيدخان،)، ولكن ظلّ ولاءه وعمله لحزب العمال الكردستاني التركي البككا،والذي جعل سنجاربفضلهم خاضعة عسكرياً للبككا،بحجة حمايتها من داعش، وقسم آخرإنحاز للحكومة المركزية ،ورفض أي إنضمام للجهات الاخرى، وتمسّك بعراقيته ،أما الصراع الخارجي، وهو الاخطر علة مستقبل سنجار وأهلها، هو الصراع التركي- الايراني على إخضاع سنجار لسيطرته،لعدة اساب، فتركيا لها أهدافاً اقتصادية وعسكرية في سنجار، منها ماهو طريق نقل الغاز من الاقليم الى تركيا، ومنها تأمين حدودها من خطر حزب العمال التركي،الذي بات يهدد أمنها القومي،داخل حدودها الدولية مع العراق،والعمليات العسكرية التي تنفذها( قفل المخلب)،  ودخولها اكثر من ستين كيلومتر داخل الاراضي العراقية ، للقضاء على بؤر البككا ،على طول الشريط الحدودي، من سنجار الى قنديل وجبال متين وجبل حديد، في أقصى السليمانية ، في حين تريدها ايران معبراً إستراتيجياً  للوصول الى البحر المتوسط( طريق الحرير)، لنقل النفط والغاز الى اوروبا،هذا الصراع الإقليمي والدولي ، جعل من إعادة الإعمار والنازحين في سنجار في أمراً مستحيلاً وفي مهب الريح،والسبب هو ضعف إرادة القرار العسكري والسياسي العراقي، وعدم حسم (قنبلة سنجار) في وقت مبكر، من بعد  تحريرالموصل، وتركها للأهواء الخارجية ، وصراعاتها الداخلية،اليوم مايحدث في سنجار من مواجهات عسكرية، بين الجيش واليبشه( قوات إيزيد خان) حماية الايزيدية، التي قلنا وحذرنا من وقت مبكر جدا، من خطرها وتناميه، ولعبها لعبة(الولاء المزدوج) للحشد الشعبي تمويلاً وتسليحاً، وللبككا عملاً وخضوعاً أعمى لاوامرهم،وتمردهم على الحكومة المركزية ،فحصلت مواجهات دامية بين الطرفين،في مجمع حطين وناحية سنوني واطرافها وقراها،بعد أن أنشأت سواتر ترابية وأنفاقاً عديدة ومحصنة جداً،(على غرار أنفاق داعش) في جبل سنجار، لتثبيت سيطرتها على عموم سنجار، وجعلها معبراً إستراتيجيا للتهريب، بكل أنواعه( مخدرات وسلاح ونفط ومقاتلين دواعش )،الى خارج العراق،وجاء الجيش وإقتحم هذه السواتر وأزالها جميعاً، وركّز تواجده في داخل سنجار، التي شهدت قبل شهر إشتباكات ومواجهات عناصر اليبشة والموالين للبككا ، بعد رفع صورة كبيرة لعبد الله اوجلان في وسط المدينة،تم على إثرها حرق همرللجيش ،وجرح جنود ،وضرب المركبات العسكرية بالحجر ،إن حسم الجيش للاوضاع المزرية في سنجار تأخر كثيراً، وإزدادت الغدة السرطانية( اليبشية) حجماً، وكاد من الصعب تفجيرها وقطع دابرها، لولا إقتحام الجيش لمعاقل البككا واليبشة ، وطردهم خارج سنجار، الى الأنفاق والحدود، وتسليم المئات من عناصر اليبشة نفسهم للجيش العراقي، وإنحسم الأمر عسكرياً لصالح الجيش هناك، وعادت سنجار عراقية رغم أنف أعدائها، ولكن هل إنتهت المهمة ،أم تعدقدّت هناك،الحسم العسكري حسم نعم، ولكن الحسم السياسي ،وهو الاخطر لم يحسم بعد، وتنفيذ بنود إتفاق سنجار التأريخي مازال حبراً على ورق، رغم أهميته، في تطبيع الأوضاع في سنجار وإعمارها ،وعودة أهاليها بكل طوائفهم ومذاهبهم وقومياتهم،نعم الصراع السياسي على أشدّه ، ما لم يتم تشكيل حكومة عراقية ،تأخذ على عاتقها ،وتدرك اهمية معالجة وحسم مشكلة سنجار ،ومالم تحسم ستظل الفوضى قائمة هناك، والصراع الإقليمي يتجذّر، وتكبر غدته السرطانية، وينذر بالإنفجار بأية لحظة،إذن الأزمة مرتبطة بظهور حكومة عراقية وطنية قوية، تفرض الأمن والإستقرار بسنجار ،وتمنع التدخل الخارجي بكل أشكاله، والحلّ الأمثل، إخراج اي مظاهر للسلاح  خارجها، وتسليم المدينة للشرطة المحلية، من ابناء سنجار والمنطقة،والجيش يرابط كحزام أمني يطوق المدينة،ونعتقد هذا الأمر بعيداً في الوقت الحاضر، والسبب هو رفض هيئة الحشد الشعبي ، والفصائل الولائية ، (من المس)( باليبشة ) (كحليف لها)،وهذا يعقّد الأزمة عراقياً، ويؤخر تطبيّع الأوضاع في سنجار ونواحيها وقراها،بل هو أسّ المشكلة  وجوهرها،وهو من يؤخر عملية إعادة أهلها وإعمارها ،وما التهجير الأخير قبل يومين إلاّ دليل على ذلك، فالصراع داخل سنجار بين طرفين ألآن ،هما الطرف الذي يرفض وجود قوات ايزيدخان ، مزدوجة الولاء ويرفض البككا، ومع عودة البشمركة والحكومة المركزية ، والطرف الآخر العكس،والإقليم والحكومة المركزية عاجزة عن مواجهة الطرف الآخر المدعوم من ايران والحشد الشعبي والفصائل الولائية المسلحة،هذا من يعقد المشكلة ويؤخرعملية التطبيع السكاني، ويزيد من خطرها ، لاسيما وإن تركيا لن تبقى مكتوفة الأيدي في وضع سنجار الكارثي، لأن بقاءه يشكل خطراً حقيقيا على مستقبل أمنها القومي،ولاسيما تواجه في سنجار عدواً مزدوجاً هناك،مسنود إقليمياً من طرف إيران، فالصراع الآن في سنجارتركي- إيراني ، له عدة اهداف وغايات اقليمية واضحة، يدفع ثمنها أغبياء السياسة  وأغبياء الولاءات المزدوجة،إن تواجد الجيش الأن في سنجار لايكفي ابداً ،في تطميّن أهل سنجار ويشجّع على إعادة نازحيها، وإعمار مادمره أشرار داااعش، ولكن ما لم يتم التفاهم سياسياً، وإقليمياً وعراقياً،(ولن يتم) في الوقت الراهن، لشدة وعمق الصراع الإستراتيجي بين الأطراف، ستبقى سنجار تنزف دماً عراقياً غالياً علينا، وسيقى أهلها مشردين في الشتات والمنافي والنزوح، وستبقى سنجار ورقةً ،بأيدٍ قذرة تلعب فيها لعبة الكوتشينة،وترميها متى شاءت بعد تحقيق مصالحها،الإيزيديون ضحية السياسات القذرة ،لأصحاب الولاءات المزدوجة، وللصراع الاقليمي في العراق والدولي، والذي بسببه ، تنمّر تنظيم داعش الارهابي، وسيطر على مدننا ودمرها وقتل اهلها،وإستثمر هذه الصراعات الداخلية والخارجية، لصالح مشروعه التخريبي في الشرق الاوسط، ومازال يطلُّ برأسه ،وينفذ عمليات عسكرية جبانة وقذرة  في المدن العراقية ، نعم سنجار ضحية وجلادها من بين ابنائها وبين ظهرانيها ،ومن يريدها كبش فداء وبقرة حلوب لصالحه ، سنجار مدينة عراقية، وأهلها أصلاء القوم ،عراقيو الإنتماء جذراً وإنتماء عبر التاريخ،لم يخونوا تربة العراق يوماً، ولهذا يدفعون ثمن إنتمائهم للعراق، حفظ الله أهلنا الإيزيدين في سنجار وأعادهم سالمين غانمين الى ديارهم وبين أهلهم ....

إرسال تعليق

0 تعليقات