هل دفع الحمداني عبد الامير حياته ثمنا لرجوع كلكامش

مشاهدات




 

رنا عبد الحليم صميدع الزيادي


فترة توليه وزارة الثقافة فترة مميزة جدا جاءت بعد فترة تولي شخوص لا علاقة لهم بالثقافة لا من قريب او بعيد .. وكانت اكثر تميزا عندما لم يترك اثارا عراقية مسروقة في بلد او في مزاد الا وطاردها وارجعها لحضن العراق فهو الوزير الوحيد الذي استطاع اعادة ٣٣ الف قطعة اثرية منهوبة للعراق وهو رقم لن يستطيع ان يتخطاه احد غيره   مما ازعج اللوبي الدولي التي يعتاش على تهريب الاثار العراقية.. فدفع حياته ثمنا لارجاع لوح كلكامش عام ٢٠١٩ الذي طالب باعادته على اعلى مستوى وكونه درس الماجستير في جامعة ولاية نيويوك الامريكية والدكتوراه في ستوني بروك في امريكا مكنه من معرفة كل الطرق المحكمة التي تعجل من اجراءات وزارة العدل الامريكية والانتربول لفرض سيطرتها على متحف الكتاب المقدس بواشنطن الذي تعاون مع مزاد الهوبي لوبي في اوكلاوهما الامريكية على شراء 5500 قطعة اثرية عراقية مهربة منها لوح كلكامش المسروق الذي باعته جمعية الاثار الاردنية عام ٢٠٠٣ لتجار اللوبي هوبي ..بقمة هذه الانجازات العظمى فجاة يسرق المرض الخبيث حامي اثار العراق من عرينه بعد ان استعاد العراق به مجده واصبحت نشرات الاخبار تتلو يوميا رجوع عدة اثار منهوبة للعراق بعدما كانت تتناقل اخبار بيعها في المزادات وسط صمت حكومات ما بعد ٢٠٠٣ ..مرض مريب يسرق الحمداني وهو بقمة عطاءه وهو بنشوة النصر ..مرض توقيته اكثر ريبه يصيب شخص بعمر الثانية والخمسين ذو جسم رياضي نشط وصحة تامة هكذا مرض لا يمكن ان يكون مصادفة ..خاصة وان الغرامات التي دفعها مهربوا الاثار بملايين الدولار فمتحف الكتاب المقدس وحده دفع غرامة ثلاثة ملايين دولار اضافة لخسارتهم لمبالغ شراء القطع المسروقة من الهوبي لوبي ..عمل الحمداني كبد دور مزادات الاثار كوارث مالية وكبد مافيا تهريب الاثار كذلك اضافة للفضائح الاعلامية التي اضرت بسمعتهم في السوق واصبحوا تحت اعين السلطات الفيدرالية في دولهم ..لا يمكن ان يكون مرض الحمداني صدفة وسط تكتم غريب لم يظهر للعلن الا عبر صفحات اصدقاءه قبل اشهر قلائل من رحيله الذي من سوء حظ العراق ان يخسر حامي ومدافع شرس كالحمداني اليوم عاد منقب الاثار ليدفن في تراب الوطن تراب عشق تنقيبه وهاهو يحتضنه كتحفة اثرية فريدة ..الرحمة لروحه والصبر لمحبيه والعوض للعراق الذي نكب بفقده.

إرسال تعليق

0 تعليقات