قصة (نملة القبر)

مشاهدات

 




عباس الغليمي
 
 ذاتَ مرة كانت نملة صغيرة تتجول لتجمع الغذاء وفي احد الايام انهكها التعب قرب مقبرة فدخلت فيها وتوقفت عندَ أحد القبور لتستريح فشاهدتْ نملة كبيرة الحجم  ضخمة البنية تخرج من ذلكَ القبر فتفاجأت واستغربت من منظرها فقالت لها أتسمحي لي إن أسئلكِ سؤال فقالت لها النملة الكبيرة:  نعم أسمح لكِ أن تسألي وما هوَ السؤال. سؤالي لماذا أنتِ كبيرة الحجم؟ فأجابتها أن سبب حجمي الكبير هو غذائي الذي يختلف عن غذاء باقي النمل. فكان رد النملة الصغيرة:  لماذا غذائكِ يختلف عن باقي النمل أَلَيْسَ نحنُ من فصيلةٍ وجنس واحد ؟ وكيف يختلف طعامكِ ؟اجابت النملة الكبيرة:  أَنَّ طعامي المُختلف هو ما أتغذى عليهِ يومياً من لحمِ بني أدم . فتعجبت النملة الصغيرة:  وكانت في حالة استغراب ، وقالت كيف بكِ تأكلين لحم الإنسان القوي الذي يمتلك الاموال و الاراضي ويشيد القصور  ونحنُ ضعفاء نسكن الجحور ونراه عِمْلَاقًا ويحطمنا دون أن يشعر ونتغذى من فتات بقايا طعامه ، اعذريني أيتها النملة الكبيرة : لا أصدق كلامكِ ، فقالت النملة الكبيرة:  كلامكِ صحيح لكن عندما يموت الإنسان ويدفن في القبر يصبح جسدٌ هامداً وبعد عدة ايام يتحلل وتخرج رائحته النتنه وبعدها يجف ويصبح كلخشبه اليابسة التي تتغذى عليها الأرضة  فنأكل لحمة بحرية دون أن يحس فقالت النملة الصغيرة:  هل تأكلين جميع الناس حتى أصحاب المقامات الرفيعة في مجتمعهم أم تميزين بينهم؟
 النملة الكبيرة : لا نميز بينهم ملكًاًّ كان أو عبداً ، غنياً او فقير ، أبيض أو أسود فجميعهم متساوين داخل القبر.
 النملة الصغيرة:  هل يعلم الإنسان المتكبر الذي يمشي في الأرض فخورًاًّ بنفسه أن يصبح يومًاًّ طعام للنمل؟
 النملة الكبيرة : نعم يعلم كل شيء.
 النملة الصغيرة : لماذا الإنسان لا يتعظ فهو يسفك الدماء ويأخذ المال الحرام ويظلم الناس اجحافاً وكأنه يملك الدنيا.
 النملة الكبيرة : لوتُشاهدين عذابهم في القبر ذلك الإنسان المتجبر يصبح ذليل وهو يتوسل وينكر كل شيء قبيح فعله.
 النملة الصغيرة : الآن عرفت بأن الإنسان كائن فقير عبارة عن لسان ينطق فقط .

إرسال تعليق

0 تعليقات