الديونتولوجيا كمحرك لحياتنا

مشاهدات

 

د. حسنين جابر الحلو
 
دأبت البشرية على فعل الخير فطريا،  حتى تؤسس لحالة حياتية متقبلة وفاعلة وقادرة على التوظيف ، لأنها تريد التغيير المؤدي إلى الأفضل،  والمكتسبات المفروضة او المرفوظة قد أسست لحالة أيضا ، بحيث تجد التقارب واضحا في الاساسات والعمل ، ويظهر على شكل سلوكيات واضحة المعالم في الواقع .
وهذه السلوكيات هي نتاج قبليات،  يستطيع أن يكتمها الفرد في حالة السلبية ، ويظهرها في حالة الإيجابية،  ويبقى الأمر بين أمرين، إما الواجب فعله وهو ان يتصور حالة التواجد المفضي اكسيولوجيا قيميا،  أو غير واجب واظهاره بين السلب والإيجاب،  تعّرض الانسان الى حزمة ضوئية خانقة تقربه من التوظيف لسلوكيات معينة ضمن الجريمة أو العنف أو حتى السادية.
فكل محاولة سلبية هو تأثير واقعي يبدأ بالفرد وينتقل إلى الجماعة ومن ثم ينتقل إلى كلية المجتمع،  فالنظر بعين واحدة لما يجب فعله يؤدي إلى هذا المسار ، لأنها تكرس ميادين العدوانية وتنقلها كثقافة سارية المفعول في مجتمعنا ، كيف نحدد قيمها وهي غير ثابتة ؟ بسبب تواجدها في حيز ضيق بدءً وتنتقل لتكون شمسا مشعة .
وهذا الإشعاع ألقى بظلاله في عموم المجتمع المكون للحالة ، فهل يعقل اننا لانوقف السير المرحلي للاشعاع بمقولة الأقوى.
ما يجب فعله الان ، التوقف عن تذكر الأخطاء ، وذكر وترديد المساويء ، لأنها بكل صراحة جالبة لنمط حياة متوازية ، لا تبين مساحة الشروع الى النقط الفاصلة بين الخير والشر ، والتسامح واللاتسامح ، فهي ازدواجية حاكمة ومحكومة ، لعل بعضهم يسأل: هل هذا واقع ؟ نعم،  أنه الواقع والمحرك لحياتنا ، فنحن بين ما يجب فعله  ومالايجب نقاط ، لاتلتحم بالقول ، ولاتنسجم بالعمل ، بل هي ذاهبة الى مساحات ما يجب أن يفعله إصرارا لخلفيته العلمية ، تماشيا لمقولته السردية .
فهل علم الواجبات يتغير من نمط معيشي إلى آخر،  أو هو قابلية فطرية تضمن احاديث لاواقع لوجودها المعاش تكوينا ، وهنا يبدأ التلعثم في ميزان القول والعمل ، أيهما واجب وكما يقول ريتشارد فاينمان   : "خيالنا يمتد لأبعد الحدود ولكن ليس كما في القصص الخيالية لنتخيل أموراً غير موجودة في الواقع إنما لنفهم تلك الأشياء التي هي بالفعل هناك " ، فالبقاء بالواقع هو رهن المتغير من حالة إلى أخرى ، بحسب الحاجة إلى الواجب الذي يجب أن نكون فيه ، أو الواجب الذي يجب أن نكون عليه .

إرسال تعليق

0 تعليقات