اضاءة عن كتاب "ليلة الكروان" للكاتب جابرييل جارسيا ماركيز

مشاهدات




اسمهان حطاب


.صدقت مقولة "ماركيز قارة لوحده"

يأخذنا ماركيز وخياله الساحر، في مجموعه قصصية، غاية في الجمال بدءا من ( الرجل المجنح).

تحكي هذه القصة القصيرة، حكاية عائلة( بيلانو) المتكونة الزوجين وطفلهم الصغير،حيث تتفاجأ العائلة، بوجود رجل غريب الشكل وعجوز في منزلهم، الغرابة تكمن في وجود اجنحة كبيرة وريش،سرعان ماينتشر النبأ بالمدينة،منهم من تفأئل به، واعتبره ملاك بريش جاء ليحمي طفلهم، كثر المتفرجون، بأزدياد خبر وجوده ، اخذ الناس بالتدافع على منزل( بيلانو وزوجته)، ارهقهم ذلك، لكنه كان وسيلة لجمع المال من المتفرجين، حتى تحسن مستواهم  ومنزلهم، كبر طفلهم واخذ يلاعب( الملاك) ويتسلى بوجوده، احيانا كان يفر من الغرفه التي احتجز فيها،الى مكان اخر، نبتت له اخيرا ريش جديد، اخذ يعاود الطيران محركا جناحه.حتى نجح وفر من منزلهم.


لغز عابرة المحيط.

.

.كان يقف متفرجأ على سواحل البحر ، حين مرت عابرة المحيط العملاقة والضخمه،هو رأى المنظر، لكن لااحد يصدقه حتى امه،يمر عام ويتكرر نفس الحدث،في نفس الوقت والساعه، يسرع ويخبر اهل الموانيء حيث كانت السفن الشؤاعية تشحن بضائعها من ببغاوات ممتلئة الحواصل بالماس المهرب، يسخر منه الناس، فيأخذ عهدا على نفسه بأن يثبت انها موجودة.

ينتظر عاما اخر قرب الساحل،في محاولة ناجحة استدرج،عابرة المحيط وجعلهم يشاهدوها.


.

.حديث المرأة.

.

رجل  فقد اخيه التوأم، لكن ظل يفتقد وجوده،يحاور نفسه صباحا، وتشتكل لديه الصور والاوهام معا، فيظن ان انعكاس المرأة، ماهي الا وجه اخيه، يحاور نفسه ويحرك يديه وانفه،يختلط عليه الامر،خيالات تراءت له، واختلط عليه اليقظة والمنام.

.

.نابو الرجل الاسود.

.

نابو رجل اسود قوي البنية، يعمل في تنظيف الجياد، ويحب ان يسمع العازفين ويراقب احدهم،احدى المرات اشترى مشطا، اراد ان يمشط ذيل الحصان، ركله الحصان على جبينه، فقد عقله، بعد ان غيب عن الوعي فترة طويلة

لكنه مابقي يسأل اين المشط، واين الجياد،حتى توفي.

.

.صيف السيدة موريس السعيد

.

) موريس) جليسة اطفال، من النوع الصارم والقاسي، الملتزم، تتولى العناية وتعليم الاتكيت، فتاة وفتى اخوة، غاب عنهم والديهم لاسباب غير معلومة، واشترطوا على( موريس) العناية بهم،العناية والانضباط ازعج الطفلين، قررا التخلص منها، بوضع مادة سامة في شرابها ليلا،حين حل الصباح اجتمع الناس والشرطة في منزلهم، حيث وجدت مطعونة عدة طعنات في جسمها.

.

.مواء داخل قطة.


.قصة فتاة تعيش في قصر في غياب غير معروف للاهل والخدم، في حديقة  القصر، ترقد جثة اخيها حيث شجرة البرتقال، تسيطر عليها هوس الخوف والخيالات المخيفه كا انها تعبت من جمالها.بل سئمت منه وتمنت ان تكون فتاة عادية،تخرج من وضعها المادي الى عالم الارواح، حيث لا مكان يحتويها، ولاتشغل حيزا، لكنها اشتهت ان تاكل البرتقال، تذكرت ان اخيها يرقد قرب الشجرة، تخيلت ان ماء الشجر وغذائها من جسد اخيها،لكن كيف للروح ان تأكل،تفكر في جسد لروحها،تسكن وتأكل،هنا فكرت بقطة المنزل، لكن القطة تأكل الفئران،وهذا شي لاتطيقه وتتخيله،اخيرا اقنعت نفسها بالبحث عن القطة وانهاء الامر، تبحث دون جدوى،كل شي في المنزل تغير ،ادركت اخيرا انها قد قضت ثلاثة الاف عام منذ اليوم الذي تملكتها الرغبه لاكل البرتقالة الاولى.

.

.الاذعان الثالث.

قصة فتى يكبر مع مرضه وعجزه حتى يصبح عمره خمسة وعشرون عاما،حين كان طفلا ابلغ الاطباء والدته.انه سيموت قريبا،فهو عاجز عن الحركة،سوى حواسه تسمع وترى،يعيش وينام في سريره،والدته تهتم وتنظف وتعتني به،وتفرح بنمو جسمه المتمدد على سرير يشبه التابوت،يسمع ويرى دون ان يحرك ساكنا،حتى يحين وقت وفاته وتختلط عليه الامور، ويشعر بالخوف،هل مازال حيا ام انه سيدفن حيا ظنا منهم انه ميت.

.

.ايزابيل في دوامة العاصفة.

.ايزابيل حامل تعيش مع ابيها وزوجته،في احدى ايام زيارتهم للكنيسة،ترشق  السماءالمدينة بالمطر الوفير،يسعد الناس بذلك، بعدها يتحول الى نقمة ومعاناة وفيضان مدمر، للبشر والحيوان.


تعد رواية ليلة الكروان نموذجا للواقعية السحرية، ذلك النوع الادبي الذي نضج تماما واينع، عند ماركيز، ليقدمه بابهى صورة،انتجها عام١٩٨٢،وكانت امتدادا لاعماله الفذة،( خريف بطريك)، ( وقائع موت معلن)،( الحب في زمن الكوليرا)، الجنرال في متاهته)، ذاكرة نسائي الحزينات)، ( عشت لأروي).

استلهم ( ماركيز) سحر رواياته، من النكهة اللاتينية الاصيلة، حيثقصص الجدة، والتراث الشعبي،والخرافات المحكيه،اجاد بلغة سردية ووصف دقيق بوصف المشاعر المتشابكة للبشر،منح ( ماركيز) الشخصيات حق العيش بالخيال، ان تعيش في شخصيات خيالية لاوجود لها،صنع لها ملامح واحلام، واخترق واقعها المعاش،نجد الفرح والحزن،الموت والولادة،الخيال المندمج بالواقع،نرى ونسمع اصوات المتألمين من حروفه الناطقه ،التاملات النفسية، وحوار النفس

إرسال تعليق

0 تعليقات