التنمر الإجتماعي ... المناخات وسبل المناهضة

مشاهدات

 




محمد حمزة الجبوري


التنمر بمعناها الأشمل حالة من حالات  الإساءة والإيذاء موجه من قبل فرد أو مجموعة نحو فرد أو مجموعة تكون في الغالب أضعف  جسدياً ، والتي تنطوي على خلل قد يكون حقيقياً أو متصورا  في ميزان القوى بالنسبة للطفل ذي القوة الأكبر أو بالنسبة لمجموعة تهاجم مجموعة أخرى أقل منها في القوة. فالتنمر عادة يكون بأشكال مختلفة؛ قد يكون لفظيا أو جسديا أو حتى بالإيماءات، ويمكن أن يكون التنمر عن طريق التحرش الفعلي والاعتداء البدني، أو غيرها من أساليب الإكراه الأكثر دهاء مثل التلاعب.

ومن أهم العوامل التي تساعد على تفشي ظاهرة التنمر مجتمعيا خلل وتصدع في المنظومة القيمية والتربوية لدى بعض المجتمعات واضمحلال الثقافة الجمعية الداعية إلى المحبة والوئام فضلاً عن تناسي بعض المؤسسات الحكومية وشبه الحكومية الترويج للثقافة المناهضة للتنمر ومحاولة عزل المتنمرين عن المشهد الاجتماعي واستهجان الظاهرة الغير مسؤولة والأمر الأهم ضعف الرقابة القانونية حيال المتنمرين والمروجين للتنمر في وقت تضج مواقع التواصل الإجتماعي بحالات التنمر الأسري والمدرسي حتى بلغ الأمر مراحل خطيرة من قبيل التعذيب اللفظي والجسدي وهذا بات من المسلمات في البيئة الاجتماعية العراقية للأسف الشديد ما يستدعي وقفة حقيقية وخطوات عملية رادعة للحد من هذا الخطر الاجتماعي المتزايد

وهنا والآن ندعو منظمات المجتمع المدني إلى الالتفات لظاهرة التنمر والقيام بحملات توعوية للحيلولة دون اتساع نطاق المشكلة وتطويقها وقطع أوصال هذه الثقافة التي تمقتها كل الديانات والثقافات وتمثل رجعية ثقافية وتصرف غير حضاري لا يليق ببلاد ما بين النهرين

وليفهم كل ذي لب أن القسوة والتنمر والصلابة من علائم الموت الاجتماعي واللين والرقة وإشاعة ثقافة الحب من علائم الحياة والتطور والنهضة الحضارية ما سيجعل من الفكر البشري الذي يراد له التطور حالة بناء وتكامل مجتمعي بدلاً من الركود والتراجع الذي سيكون فيه الرابح خاسرا لأن المجتمع مكون من وحدات مجتمعية أصغر وإذا نمت وتطورت هذه الوحدات ينمو ويتطور ويتميز البناء الاجتماعي الكبير وهذا لعمري غاية الوجود وماهيته .

إرسال تعليق

0 تعليقات