الوضع الأمني.. عمليات داعش لا تدل على قوة ودحرها بحاجة لإرادة سياسية

مشاهدات


 
فؤاد عبد الله

جاء إعلان العراق رسميا عن انتهاء المهام القتالية لقوات التحالف وانسحابها من أراضيه، ليفتح الباب أمام زيادة هجمات داعش الإرهابية على القوات الأمنية العراقية بمختلف صنوفها، بالإضافة إلى المدنيين في القرى التي تسمى مناطق رخوة أو هشة أو فيها فراغ أمني بين القوات الاتحادية وقوات البيشمركة.

القدرة على حفظ الأمن

رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي قال خلال كلمته باحتفالية مئوية الدولة العراقية في بغداد: “لن نسمح بمساس أمن واستقرار العراقيين، وأن انسحاب القوات القتالية للتحالف الدولي وبينها القوات الأمريكية دلالة على قدرة قواتنا بكل صنوفها على حفظ الأمن”.

دحر الإرهابيين

العميد الركن عادل زنكنة ممثل إقليم كوردستان في قيادة العمليات المشتركة في بغداد يقول لـ(المسرى) في هذا السياق إن “العمليات الإرهابية التي يقوم بها تنظيم داعش الإرهابي في الآونة الأخيرة، ليس دليلاً على قوتهم، وإنما من هكذا عمليات إرهابية يريدون إرسال رسالة للقوات الأمنية بأنهم مازالوا باقين وبأمكانهم القيام بأي عملية إرهابية في أي مكان وبقعة كانت”، مبيناً أن “القوات الأمنية العراقية قادرة على دحرهم، وحماية الشعب العراقي من إجرامهم وتأمين حياتهم وتثبيت الأمن والإستقرار لجميع المواطنين”.

التنسيق والتعاون المشترك

وأوضح زنكنة أن “أفضل إستراتيجية لمحاربة هذا التنظيم الإرهابي، هو التنسيق والتعاون بين الحكومة الاتحادية وحكومة إقليم كوردستان للقيام بعمليات مشتركة لتمشيط وتنظيف الأماكن التي يتواجد أو يختبيء بها عناصر التنظيم، إضافة إلى ملء الفراغات الأمنية بقوات مشتركة من الجيش والبيشمركة للحد من تمددهم والقضاء أوكارهم”.

التعاون الثنائي لن يتوقف

ومن جهته رأى العميد ضياء الوكيل الخبير في شؤون الأمن والدفاع لـ(المسرى) إن إنتهاء المهمات القتالية للتحالف الدولي في العراق لن يؤثر ميدانياً وتعبويا وحتى إستراتيجياً على الموقف الأمني العراقي، لأن الذي يقاتل على الأرض هي القوات العراقية، وأن التعاون الثنائي بين الجانبين الدولي والعراقي لن يتوقف بعد الإنسحاب، وإنما سيستمر في المجالات الأمنية و تبادل المعلومات الاستخبارية والاستشارية في مجالي التدريب والتسليح وذلك وفق البيانات المعلنة”، موضحاً أن ” تنظيم داعش لا يزال يلقي بظلاله القاتمة على الوضع الأمني، ولكن ليس كما كان في العام 2014″.

العدو أصبح مجهولاً

الوكيل أشار إلى أن “الحرب اختلفت الآن، العدو أصبح مجهولاً والهجمات أصبحت قريبة أشبه بحرب الأشباح والعصابات، ولا ترتبط بمكان معين، ولكن تثير القلق وترفع من منسوب التوتر الأمني”، منوهاً أن “الحل ليس بالسلاح فقط لأنه  يحقق النصر في المعركة، ولكن لا يصنع الاستقرار والسلام، وإنما السلام يتحقق بالخطط والبرامج والإرادة السياسية الشجاعة القادرة على اتخاذ القرارات الصعبة وتجرع الدواء المر، وان المشهد الأمني في العراق سيبقى يراوح في المنطقة الرمادية، وسيشهد المسرح الاستراتيجي العراقي الكثير من الخروقات والإضطرابات في المرحلة القادمة الذي يستدعي الإنتباه والتيقظ والحذر”.

ذئاب مفترسة

أما الخبير والمتخصص في الشؤون العسكرية زياد الشيخلي فأشار لـ(المسرى) إلى أن “تنظيم داعش الإرهابي لا يزال موجوداً في العراق وسوريا، وهذا ما نلمسه من خلال العمليات الإرهابية التي يقوم بها بين فترة وأخرى، وخاصة في المناطق المحاذية لسلسة جبال حمرين وجنوب غرب كركوك والمناطق المتنازع عليها بين المركز والإقليم والمحافظات الأخرى وبغداد والمناطق المحيطة بها”، منوهاً أن “عمليات داعش الإرهابية قد تقلصت أو تحجمت من عمليات إستيلاء ومسك أراضي إلى عمليات الذئاب المفترسة، بمعنى مجاميع صغيرة تنفذ عمليات هنا وهناك ضد القوات الأمنية والمواطنين الأبرياء وكل من يقف ضدهم ولا يؤيدهم”.

عمليات خيطية

وأكد الشيخلي أن “عمليات داعش الإرهابية الحالية، هي عمليات خيطية، أي أن كل مجموعة معينة تعمل بقيادة واحدة وليست بسلسلة قيادات، والدليل أنه عندما يلقى القبض على واحدة من تلك المجموعات الإرهابية من الصعب أن تجد من يقف خلف هؤلاء أو من هم القيادات الأخرى التي تمسك بخيوط هذه المجاميع الصغيرة”، مستدركاً بالقول إنه “على الحكومة العراقية إتخاذ إجراءات أمنية كثيرة فيما يتعلق بضبط الحدود مع سوريا، لأننا نسمع غالباً بتسلل عناصر أو عوائل داعش منها إلى العراق، وهو خرق أمني كبير، هذا بالإضافة إلى السيطرة على المناطق الرخوة وسد الثغرات التي يستغلها العدو للتسلل وتنفيذ عمليات إجرامية”.

الاستشارة والتدريب

وفي الآونة الأخيرة أجلى التحالف الدولي أكثر من 2100 شحنة من المعدات العسكرية، كما نقل أكثر من 1800 آلية ما بين عربات ومدرعات ورافعات وصهاريج وغيرها من ملكيته إلى الجيش العراقي، ولم يتبق للولايات المتحدة في العراق سوى 2500 جندي مهمتهم القادمة ستكون الاستشارة والتدريب حسب الاتفاق بين رئيس الحكومة، مصطفى الكاظمي، والرئيس الأميركي، جو بايدن.

المصدر: موقع المسرى

إرسال تعليق

0 تعليقات