فن الأبداع

مشاهدات




بقلم منال الربيعي 


ليس هناك من وقت مناسب او محدد للكاتب كي يخلق رواياته وشخصياتها ،ولكن الاهم عندما يكون ذهنيا مستعدا كي يخرج من ذاته ويلبس شخوص واحداث الرواية بتجرد وحياد من مشاعره ومواقفه ،اي لا يكتب تحت اي ضغط عاطفي او نفسي وهنا يكمن إعجاز الروائي بالانفصال تماما عن واقعة والتماهي مع احداث الرواية بكل تفاصيلها الجزء الكبير من الروايه هو خيال واقعي ،اي يرتكز على مخزون الذاكرة من تجارب الحياة للكاتب واصدقاءه وأقاربه ليعود ويضعها في قالب خيالي جميل يضيف عليه بعضا من احلامه وامنياته وحتى إحباطاته ..باختصار الرواية هي سيرة خيال واقعية :تكمن قوة الرواية بمدى لمسها مشاعر وفكر القارئ وحتى انه ممكن ان تمثلّه باحد المواقف حيث يمكن ان يرى نفسه بها .. ويشعر خلال مطالعتها بانه يعرف هذه الشخصيات ويعيش معها  ،ويفتقدها عندما يغادر  متن هذه الرحلة المشّوقة للاسف في عالم اليوم  تبدو الكتابة مهمة صعبة  ومجازفة خطرة في ظل كم هائل من المعوقات التي تقف حجرة عثرة في طريق الابداع وتفسح المجال للترهات  والسخافات المختلفة مما يضع الكاتب الجاد تحت سيف العمل الشاق من اجل نشر ثقافة متزنة وهادفةكل عمل ادبي وفكري يجب ان يخضع للنقد وهذا يفيد الكاتب ويضيف لمعارفه مهما كان قاسيا ،وبالفعل خضعت روايتي الثانية(الخط الفاصل ) لقراءة نقدية قاسية وبناءة ولكنها رغم ذلك انصفتني بالنهاية وعقد اسعدني ذلك كثيراكلمتي الاخيرة للقرّاء الاعزاء الذين منهم نستمد القوة والعزيمة كي نستمر بالعطاء والابداع كي نرتقى بمجتمعاتنا التي تواجه خطر انحلال فكري وثقافي يهدد بانهيار الكيان العربي برمته وهنا التحدي الاكبر والمسؤولية المشتركة بين الكاتب والقارئ.

إرسال تعليق

0 تعليقات