يوميات سياسي كذاب

مشاهدات



بقلم إبراهيم المحجوب


قد يعتبر البعض ان عمل موظف الحكومة الكبير والذي تسمونه مسؤول هو سهل جدا ولكن مالا تعرفوه عن عملنا الشاق والمتعب سوف اختصره لكم بهذه المقالة...

اجلس عند الرابعة فجرا لأتهيأ لصلاة الفجر والتي تعودت عليها منذ دخولي المنطقة الخضراء ولم اكن اعرفها قبل ذلك..

بعد الصلاة مباشرة اقوم بتصفح جهاز الموبايل لأرى من اتصل بي او ارسل لي رسالة ولضيق الوقت لا استطيع ان اجيب على أي شخص...

تجلس بعدها الخادمة لتعد لي وجبة فطور سريعة وهي عبارة عن كاس حليب مع العسل فقط وبطبعي لا يعجبني الاكلات الغربية فانا احب اللحوم كثيرا وتكون وجبة الفطور الصباحي في المطعم الخاص التابع للدولة وعادة ما يكون مشويات او غيرها من الطبخات الدسمة...

بعدها يبدأ العمل فانا احب الاطلاع على امور الناس وحلحلة مشاكلهم ومن هنا توقيع ومن هناك توجيه مع استقبال قسم من اصدقائي المسؤولين ومناقشة الاوضاع العامة أشعر بنهاية الدوام ليبلغني المرافق الشخصي ان الموكب جاهز لنقلي الى منزلي الذي يبعد مسافة قريبة عن مقر العمل....

اعود الى البيت وبانتظاري طلبات واسئلة العائلة فالزوجة تريد اضافة راتب آخر لابن اختها المهندس الذي تم تعيينه على معرفتي في وزارة النفط قبل سنتان... وابني الكبير يريد تبديل سيارته الجكسارة لان صديقه يمتلك سيارة رانج روفر.. وبما انني رجل سياسي نظيف اواجه بعض المشاكل في تلبية طلباتهم لانهم لا يفهمون ان المستقبل يكون غامض بالنسبة لنا وضروري ان نؤمن لأنفسنا منزل فخم خارج البلد مع رصيد بالعملة الصعبة يتجاوز الثمانية ارقام من الملايين....

يحسدنا بعض الاصدقاء على حياتنا الخاصة وهم لا يعرفون ان سفري من اجل المصلحة العامة وان رفاهيتي هي لاجل ان اقوم بأداء عملي بصورة صحيحة....وغالبا ما يجدوني عائلتي وانا نائم في مكتبي فوق المنضدة لكثرة مشاغلي.. 

وانني افكر واحمل معي معاناة الشعب دوماً رغم اننا استطعنا كحكومة تأمين رواتب لكل ابناء الشعب مع خدمات لا يمكن تحقيقها في دول أخرى..

مصروفاتنا اليومية انا وعائلتي بسيطة جدا فالمدام لا تشتري الحلي الذهبية والمجوهرات الا عند سفرها خارج البلاد وعشرات الآلاف من الدولارات يكفي لذلك...

سيارات الابناء نبدلها  في العام مرة واحدة وانا ادفع فروقات تبديلها من الواردات التي تأتيني من ايجارات العمارات العائدة لي في دول الجوار...

انا مقتنع بحياتي وبالأموال التي احصل عليها رغم انها تعتبر فتات بسيط مقارنةً مع زملائي الاقدم والاعلى في مجال السياسة وعملي الوظيفي...

متواصل والحمد لله على الصلاة وادفع ما يترتب على شرعاً من اموال وقد رزقني الله بزيارة بيته الحرام اكتر من خمسة مرات وهذا مايعزز موقفي الاجتماعي بين ابناء الشعب كونهم يحبون الانسان الملتزم دينياً  مهما  تكون صفاته الاخرى...

امتلك حصة في احد المصارف الاهلية ولدي ثلاث شركات للصيرفة...

انا وعائلتي نحب العراق كثيرا ورغم اننا لانمتلك فيه شبرا واحدا لكننا مازلنا  نحمل الجنسية العراقية جنبا مع جنسيتنا الاجنبية الاخرى.... 

شعاري العمل دوماً وانا من المقتنعين بمبدأ فيد واستفيد...ولا أؤمن بصفقة واحدة تكفي مادام الخير  متوفر وكثير.... 

ارجو ان تكونوا قد اطلعتم على معاناة ووضع مسؤلكم  السياسي الكاذب....

قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا..... قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آَيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى...

صدق الله العلي العظيم

إرسال تعليق

0 تعليقات