تأثير الحظ والمخاطرة على تحقيق النجاح

مشاهدات



عمر سعد سلمان 


الجهد الفردي ليس دليلاً واحداً على النجاح، فالحظ والمخاطرة يغيران النتيجة، وهما متشابهان ولا يمكن ان يأخذ المرء بأحدهما دون الآخر. كلاهما وارد، فالعالم معقد للغاية و100% من افعالك لا تملي 100% من نتائجك. 

الحظ والمخاطرة مدفوعان بالقوة نفسها، فأنت شخص في لعبة مع 8 مليارات شخص آخر، وعوامل لا تعد ولا تحصى. يمكن ان يكون التأثير العرضي لعوامل خارجة عن ارادتك اهم من تأثير افعالك الواعية، لكن يصعب قياس هذين التأثيرين، ويصعب قبولهما حتى انهما لا يدخلان في الحسبان في كثير من الاحيان. 

لا أحد ينكر دور الحظ في النجاح، لكن صعوبة تحديد مقداره، ومدى تأثيره في النجاح يدفع الناس الى الميل الى تجاهله عاملاً للنجاح. 

عندما تعزو نجاح الآخرين الى الحظ ستبدو غيوراً ولئيماً حتى لو كنا نعلم مدى دور الحظ في نجاحهم، وعند الحكم على نفسك فان عزو النجاح الشخصي الى الحظ قد يكون محبطاً للغاية ولا يمكن قبوله. وعموماً صعوبة تحديد ما هية الحظ وما هية المهارة، وماهية المخاطر، هي واحدة من أكبر المشكلات التي نواجهها عند محاولة التعرف على أفضل طريقة لإدارة الاموال. لكن يمكن ان يساعدك امران في تحديد أفضل اتجاه ممكن، الامر الأول هو ان تكون حذراً ممن تتعجب به او تثني عليه. كن حذراً ممن تنظر اليه بازدراء، فقد يولد بعض الناس في اسر تشجع على التعليم، وآخرون في اسر ضد التعليم. يولد البعض في اقتصادات مزدهرة تشجع ريادة الاعمال، والآخرون في الحرب والفقر. من الأفضل ان تكون ناجحاً وان تكسب معركة الحياة، لكن عليك إدراك ان النجاح لا يعود الى العمل الجاد فحسب، وان الفقر ليس بسبب الكسل فحسب. ضع ذلك في اعتبارك عند الحكم على الأشخاص، بما في ذلك نفسك. 

والامر الثاني لا تصب تركيزك على حالات خاصة واشخاص بعينهم، انما على نماذج عامة أوسع انتشاراً، فقد تكون دراسة حالة شخص معين امراً خطيراً، لأننا بطبيعتنا نميل الى الأمثلة المتطرفة، فنمضي مباشرة في دراسة حالة المليارديرات او الرؤساء التنفيذيين في حالة النجاح، وفي حالات الإخفاق نميل الى الاطلاع على حالات الإخفاق المريعة التي تهيمن على الأخبار. 

المشكلة هي ان الأمثلة المتطرفة تحمل اقل إمكانية للتطبيق من بين الأمثلة الأخرى، وذلك لتعقيدها، وكلما كانت النتيجة متطرفة اكثر قل احتمال تطبيق دروسها على حياتك لان نتيجتها متأثرة بالحظ السعيد او المخاطرة الشديدة. ستقترب اكثر من الوجبات الجاهزة القابلة للتنفيذ، عندما تبحث عن أنماط اشمل للنجاح والاخفاق، وكلما كان النمط شائعاً اكثر زاد احتمال تطبيقه في حياتك. 

إذا سارت امورك على ما يرام لا تنخدع بها، فقد لا تكون متماسكة كما تعتقد. لست محصناً من النكبات، وإذا ما اعترفت ان الحظ ساهم في نجاحك، فعليك الاعتراف بشقيقه، أي المخاطرة، والتي قد تغير قصتك بالسرعة نفسها. وهذا يعني ان نغفر لانفسنا والا نكون قساة في الحكم على اخفاقنا. ما هو جيد ليس جيداً كما يبدو، وكذلك الحال مع ما هو سيء.

إرسال تعليق

0 تعليقات