كفاءات عراقية في ظلام المهجر

مشاهدات



حسن راسم محمد


إن الإنسان المتطلع الى الستراتيجيات التي تتبعها الدول في تعاملها مع اصحاب العلم وأهل المعرفة يجد بأن هذه الدول تسخر كل مالديها من قواعد الدعم وقواعد التحفيز الى هذه الشخصيات المرموقة والتي لها شأن جم في بناء الاوطان وتقدم الأمم فتجدها بأنها تسخر كل انواع الدعم وعلى مختلف الاصعدة لهذه النماذج سواء كان ماديا أو معنويا والذي من شأنه ان يسهل لهولاء النخبة وهولاء الأفذاذ من تحقيق تجاربهم ونجاح أبحاثهم والتي يحتاجون الى من يقدم ويذلل لهم العطاء وذالك من اجل تحقيق غاياتهم العلمية والواقعية المنشودة ، ومن ثم الابحار في الدعم المعنوي لهولاء الصفوة من خلال إكرامهم وأحترامهم واعطائهم مقامهم في الواقع الاجتماعي وتسخير كل مايحتاجونه بين الاوساط الاجتماعية وذالك لأشعارهم بأنهم هم القدوات وهم المبدعين وهم نور المجتمع وهم حماة ودروع الوطن المعرفية والذين يتصدون الى كافة الهجمات الفكرية والثقافية وغيرها من انواع المعارف التي تريد الأذية لأوطانهم وبلدانهم،

 وبحول الله سنتحدث عن ماهو دور الكفاءات في بناء الأمم والاوطان ومن ثم ماهي النتائج المترتبة على هجرتهم الى الدول الأخرى، ثم اسباب هجرة الكفاءات العراقية خارج الوطن وآثارها السلبية المترتبة على الواقع"


دور الكفاءات في بناء الأمم والأوطان


"ان الدول المتقدمة في كافة المجالات وعلى كافة الأصعدة لم تصل الى هذا المستوى الكبير من النمو الاقتصادي والمعرفي والعلمي الا بهمة هولاء الكفاءات العظيمة والذين أسسوا ووضعوا ألأسس المتينة والقوية والتي ستسير عليها الأجيال والشعوب وتستند عليها في النهضات التي ستنالها في كافة المجالات،حيث إن هولاء الكبار وكل حسب تخصصه يؤدون في أوطانهم مهمات مشرفة ومهمات سامية كلها مسخرة من اجل خدمة الناس ومن اجل انعاش مجالات الحياة وجلبهم السرور الى شعوبهم فهم كالغيث الذي ينزل على على الأرض الجدباء فيحييها بعد مماتها فهولاء لهم غايات ولهم أهداف تنحني لها الرؤوس وترفع لهم القبعات وتضع القبلات على جبينهم بسبب تكريس جل اوقاتهم وأعمارهم في الارتواء من عذب العلوم ونقاء الثقافات ومن ثم محاولة صياغتها واعادة ترتيبها بما ينسجم مع روح مجتمعاتهم وتطبيقها على الواقع لك يظهر بالصورة التي يليق به وبأفراده وتتويجه بالجمال البيئي والمعرفي والدأب المستمر في ان يكون واقعهم في اعلا المراتب وأسماها،

فالدور كبير وعظيم بما يؤديه هولاء الرائعون والذين سيخلدهم التاريخ وتخلدهم الشعوب وتخلدهم الثقافة وتاريخ العلوم بسبب ما أضفوا وصححوا وغيروا وجاهدوا في تغيير واقعهم الى الافضل والى الأحسن،


النتائج المترتبة على هجرة الكفاءات 


"هناك آثار وسلبيات وخيمة جدا تهدد كيان المجتمعات وتسهل عملية زوالها من خرائط ومقاييس المعارف والعلوم عندما تخرج هذه الكفاءات من بلدانها ثم عن حجم الفراغ الذي ستخلفه هذه النخب على الساحة العلمية والمعرفية وعن مصير الأجيال الذي سيصبح مجهولا وضبابيا وغير رصينا إذ كيف لجيل ان ينشأ دون ان يجد له اساسات علمية وقواعد قوية وضعت من اجله ومن اجل تقدمه وبمن سيحتذي ويقتدي إذا كان الكبار قد خرجوا او غيبوا عن واقعهم،

إذ سيأخذ التعليم والعملية التعليمية تدريجيا الى الانحدار والسقوط وسينتشر الجهل المدقع وتنتشر كل المفاهيم التي ليس لها اي أثر يجدي نفعا على الأمم والاجيال وستصبح الأجيال في خواء معرفي والى مصير مجهول المعالم اسطحته مشققة وأرضيته مخسفة،

فعندما يخرج هولاء الكرماء سوف لن يحل مكانهم الا كل ماهو شر وسيء وهذه معادلة منطقية جدا فالخير عندما يذهب يأتي الشر مكانه وعندما يجن الليل لا بد ان يفيق النهار ويأخذ مكانه فالكفاءات هم الكفة الكبيرة التي يميل بها المجتمع الى الغايات العلا وهم الذين يجددون للأمة ثقافتها ومجدها ونموها وتطورها وارتقائها وصعودها في عربة الأمم المتحضرة والمؤثرة علميا وأجتماعيا"


الكفاءات العراقية المهاجرة


"لا تجرأ السنتنا أحيانا او عقولنا بالتحدث عن مسألة الكفاءات العراقية التي خرجت من العراق وذالك لكمية الألم التي تنتاب ارواحنا وتحرق قلوبنا حينما نتحدث عنها، 

حيث يشهد العراق في السنوات الأخيرة هجرة عدد كبير من خيرت كفائاته العلمية والمعرفية وذالك لعدت اسباب وعدت قضايا منوعة مابين الأمنية ومابين العقدية ومابين المذهبية والعنصرية حيث من المحزن ومن المؤلم ان ترى ان الذين يرتكز عليهم المجتمع ويرتقي بهم من اطباء ومهندسين ومفكرين وغيرهم من التخصصات المهمة والتي لها دور بارز هم مغيبون عن وطنهم ولا يستطيعون ان يقدموا لوطنهم من خبرات واعمال ترتقي به وتجعله بلدا كبيرا وعظيم الشأن في عيون الآخرين، حيث إن هولاء الكبار لهم دور بارز من جانبين مهمين وأساسيين الا وهو الدور الذي تلعبه هذه الكفاءات في تنمية الفرد العراقي وإنارة عقله وتصحيح مساره الفكري والسلوكي وهذا فيما يتعلق من الناحية الاجتماعية،ومن جهة أخرى جانب الثورة التقدمية التي تقوم بها على ارضية المجتمع من النواحي العمرانية والخدمية والهندسية والبيئية والتي تعطي لهذا البلد الصورة المعبرة والمهمة لبلد قد دون تاريخه في سجل الحضارات التي امتازت بالعلم والمعرفة وامتازت بأبداعها وتميزها على اغلب الحضارات الأخرى ثقافيا وتقدميا،

 ننأى بأنفسنا دوما عن خروج هذه الطبقات المباركة الطبقات النخبوية التي بخروجها ينطفئ نور العراق وينطفئ نور العلم فيه حيث إن استمر هذا المنوال  سيتعمق الظلام ويحل في جميع مفاصل الحياة وسيكون العراق عبارة عن جسد بلا روح ليس له أي تأثير حول مايحدث من تغييرات وتقدمات كبيرة يشهدها العالم وتشهدها الشعوب وسيصبح كالضرير الذي لا يرى وكالأصم الذي لا يسمع وكل هذا يعود أصله الى فقداننا الى الفئات المهمة في المجتمع الى الفئات التي لها دور ريادي وكبير في تحقيق مايسعى له المرء من انجازات ومن تطلعات ورؤى مستقبلية تبني مجد الوطن وترفع رأس افراده وطبقاته"


"على الحكومات التي تريد ان تجعل شعوبها شعوبا واعية ومفكرة ولها بصمة معرفية وأبداعية أن تقوم بدعم علمائها ومفكريها وإحتوائهم وتسخير جميع الجهود لهم لأنهم هم الاسس القوية التي سيرتكز عليها الاجيال والناشئة في حصدهم للألقاب العلمية وإحداثهم التغيير الواقعي للأوطان والشعوب،ف يجب ان يعطوا مساحة واسعة من الحرية ومن العمل فيما يريدوه لأوطانهم وان لا يحاربوا او ينفوا نتيجة بعض المهاترات العاطفية الجاهلة او الآراء الفردية التي لا تريد نجاحا او إزدهارا للبلدان وشعوبها"

إرسال تعليق

0 تعليقات