داعش وطالبان وجهان لإرهاب واحد

مشاهدات



عبد الجبار الجبوري


مرة أخرى،يهدد تنظيم داعش الإرهابي،المدن المحررة في العراق،مستغلاً،الفراغ الأمني والسياسي،والصراعات السياسية ،والتنافس الانتخابي،في ظل غياب الجهد الإستخباري المهم،رغم تواجد قطعات عسكرية وحشد شعبي وعشائري ،على طول الحدود العراقية -السورية ، والحدود العراقية – الايرانية،ولكن ظهوره في المناطق الرخوة، في المناطق المختلف عليها مع الإقليم جبل قره جوغ/ وحزام بغداد الطارمية، وصحراء الحضر وأطراف نينوى جبال العطشانة،ومناطق في كركوك كوادي الشاي والرشاد والحويجة والدبس وغيرها،عملياته هناك خطرة ونوعية ومؤثرة في معنويات الجيش والشرطة،مثل عمليات الطارمية وكركوك،تؤكدان هاتان العمليتان،أن داعش، يستعيد قوته،وبإمكانه أن يهدّد المدن والعودة لها بسهولة،(كما يظن هو)،وكثرة عملياته تؤكد هذا الإصرار،وإرسال رسالة لعناصره بكل مكان،لرفع المعنويات اليائسة التي يعيشها،ورسالة للآخرين ،هي إثبات وجود،بكل تأكيد وثقة نقول،من المستحيل عودة تنظيم داعش لإحتلال مدن بعينها،ولكنه سيبقى عامل إقلاق للمواطنين والحكومة معاً، وهذا أخطر ما تعيشه الحكومة،والمواطنين،كحرب نفسية،إضافة الى أنه (يحلم)، أن يعيد تجربة عودة تنظيم طالبان للحكم في افغانستان،التي حرضته وشجعته ،على تنفيذ عمليات نوعية ،كالذي حصل في عملية كركوك،ظناً منه ،أنه سيجد حاضنة وموطيء قدم هنا أو هناك،ولكن في المقابل،نجد أن معالجة الجيش والشرطة والحشد الشعبي ،سريعة وقوية ومباغتة،مستنداً على تعاون غير مسبوق للمواطنين والعشائر في المناطق،كما حصل في الطارمية،فحقق الكاظمي نصرّين هناك،وأد فتنة يريدها (البعض)، وتشكيل فوج من أهل الطارمية،لمواجهة فلول داعش،وأزاء تنمر داعش هذا،في العراق،مردّه، الصراعات السياسية،وإنسحاب أمريكا من العراق،وغياب جهد التحالف الدولي الجوي والإستخباري،وهذا أبرز سبب وأخطر سبب،تستغّله داعش للظهور في المناطق الرخّوة،وهذا الإنسحاب، سببه إصرار إيران عليه ،من خلال أتباعها في العراق،فصائلاً وأحزاب وميليشيات، لإستخدام الإنسحاب، لهدفين أساسيين هما ،كورقة ضغط في مؤتمر فيينا للاتفاق النووي، وإحكام السيطرة العسكرية والسياسية على العراق،كما يؤكد التواجد السياسي لقادة ايران، في زياراتهم وتواجدهم بشكل دائم في العراق،وتدخلهم في أدق التفاصيل، وقصة وزير الخارجية عبد اللهيان في مؤتمر بغداد وإستخفافه ببروتوكول الحضور وخرقه،دليل على عمق التدخل والإستهانة بالسيادة العراقية، بسبب ضعفها أمام تصرفه المستهجن، من قبل الرؤساء ورؤساء الوزراء الحضور،داعش لديه قوة لايستهان بها، قدرها الأمريكان بعشرة الآف عنصر في العراق وسوريا،موزعين على الكهوف والأنفاق في العراق،إضافة الى التسلّل عبر الحدود السورية،مستغلين التراخي ،وغياب الجهد الاستخباري ،وتواجد الحشد الشعبي والعشائري على الحدود،الذي يفترض أن يكون بديله الجيش وشرطة الحدود فقط ،في مسك الحدود، وهذا سبب رئيسي لسهولة تنقّل فلوله، بين البلدين ،وتنفيذ عمليات نوعية،مستغلّين توقّْفْ الجهد الاستخباري الجوي الامريكي،إذن تنظيم داعش،يستمد قوة وجوده على ضعف الحكومة في مواجهته،ضعفها إستخبارياً، وضعفها سياسياً، وضعفها جوياً،وغياب الدعم الدولي الأمريكي،في حين شكّل الانسحاب الامريكي من أفغانستان، عامل قوة ،لعودة طالبان للحكم، برضى وقبول أمريكي،تمّ وفق تفاوضات وإتفاقيات صعبة في قطر،وحصلت الكارثة على أمريكا بسبب ماخلفه الإنسحاب المهين ،من طائرات ودبابات واسلحة ووو،التي وصفها الرئيس ترمب(أكبر هزيمة في التاريخ لأمريكا)،وديست سمعتها في الوحل،كما أعلن اعضاء في الكونغرس، وازاء هذه الكارثة، يتوقع المراقبون،أن يتكرّر السيناريو في العراق، قبيل الإنتخابات أو بعدها بأقل تقدير،وما يجري الآن خلف الكواليس،من تفاهمات أمريكية- ايرانية، وإيرانية –سعودية،وروسية -أمريكية لتقاسم النفوذ في المنطقة،يرجح إنسحاب امريكي كامل من العراق، حسب إتفاق بايدن- الكاظمي في واشنطن الآخير،وهذا ما يتخوّف منه العراقيون،لأن الاوضاع السياسية، والاقتصادية والأمنية هشّة،ذاهبة الى الإنهيار،خطرداعش من جهة، وأحزاب ولائية ،تتقاتل للفوز برئاسة الوزراء، وصراعات طائفية،تصرّ جهات ولائية اشعالها لتحقيق أهداف إنتخابية، والحصول على أعلى مقاعد البرلمان ،وتشكيل حكومة ولائية ، وميليشياوية، وتابعة بالصورة والصوت لإيران/كما تصرّ عليها طهران،وتريدها نسخة من برلمان المرشد، والرئيس ابراهيم رئيسي،وحرب شيعية – شيعية ،تطل برأسها بسبب الصراع الإنتخابي الواضح،وهذا الإنسحاب الأمريكي، يخضع لمصالح أمريكية – إيرانية كلٌّ من زاويته،بالرغم من إعلان بايدن ووزير خارجيته، أن لا إنسحاب من العراق،ناهيك عن الدور الفرنسي الجديد في العراق بتفويّض من الاتحاد الاوربي،والتفاهم الفرنسي – الإيراني ،بتقاسم الكعكة بعد الإنسحاب الامريكي ،وزيارة الرئيس ماكرون للموصل وبغداد واربيل،ومهاتفات ماكرون – رئيسي، تؤكد وجود صفقة ايرانية –أوربية، بمبادرة فرنسية، وما توقيع الكاظمي اتفاقية مع أكبر شركة فرنسية في العالم، وهي شركة توتال،ب27 مليار دولار ،الاّ البداية لتعاون فرنسي وأوروبي في تنفيذ مشاريع عملاقة ،وتعاون إقتصادي بإشراف وموافقة إيران،نعم جميع الاحتمالات واردة ،بعد الإنتخابات أو قبلها،وداعش وطالبان وجهان لإرهاب واحد، وخلط الأوراق للطرفين واقع،ولكن الهدف واحد،هناك تناغم وغزل بيمن ايران وطالبان، وبين طالبان وأمريكا،كل من زاويته، لتحقيق أهدافه في تغيير واقع المنطقة، والإستحواذ على أكبرقدر من الانجازات الجيوسياسية ،في عموم المنطقة،فلمَن ستكون الغلبة، لإيران، أم لطالبان وتحالفاتها المخفية مع تنظيمي القاعدة وداعش،أو أمريكا بتواطئها مع طالبان ،وتقديمها السلطة لها هدية ،على طبق من ذهب،الاحداث مازالت تتفاعل ،ومن الصعب التكهّن بمستقبل المنطقة، لسرعة التغييرات الحاصلة المفاجئة،وإمكانية حصول ضربة أمريكية وإسرائيلية مفترضة، لمفاعلات إيران إذا أخفقت إدارة الرئيس بايدن ،في إنجاح مؤتمر فيينا ،واخلال ايران بشروطها، وتأخير العودة للمؤتمر، كما تصرّ لكسب الوقت ،في تشكيل حكومة عراقية تابعة لها، من قبل أتباعها وأحزابها وفصائلها المسلحة الداخلة في الانتخابات، وهذا حلمها الأوحد ، لأن أذرعها في العراق ،وحزب الله في لبنان، يشكلان جناحيها في المنطقة،ويمكنّها من تحقيق أجندتها ومشروعها الكوني ،بسهولة وبدون خسائر،وهذا أيضا يقودنا الى كشف التعاون الإيراني مع داعش ،وإستخدام أراضيها ملجئاً ومنطلقاً لداعش ،في تنفيذ عملياته ،وتدريباته وتمويله وتسليحه ،وهذا أثبتته الوقائع على الارض بمقتل نائب الظاهري في شوارع طهران،لهذا قلنا الإرهاب لادين له، ولامبدأ له ،سوى شهوة القتل والتوسع والانتحار ،نعم داعش وماعش وطالبان والقاعدة ،أوجه لإرهاب واحد ، يستهدف تفتيت وتفكيك المنطقة ،وإثارة الرعب والخوف والقتل في العالم،وهذا الإرهاب تشرف عليه أمريكا وايران واسرائيل ،لإستخدامه في تنفيذ إستراتيجيتهم ومشاريعهم، في عموم المنطقة ،داعش وماعش وطالبان وجهان لإرهاب عالمي واحد،تذكروا وذكروا ،ولا تعْبرعليكم تصريحاتهم وتمسّكُنهم، حتى يستمْكنوا فيبطشوا بكم،كما بطشوا وذبحوا وقتلوا بنا في الموصل....نعم داعش وماعش وطالبان وجهان لإرهاب واحد ...

إرسال تعليق

0 تعليقات