استعمار عقول الشعوب لاستعمار دولها

مشاهدات



د. نبأ البرزنجي


الْحَمْدَ للهِ، نَحْمَدُهُ، وَنَسْتَعِينُهُ، وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، ومِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ له، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إلَهَ إلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ, وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ -صلي الله عليه وعلى آله وسلم-.

فعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَدِمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المَدِينَةَ فَرَأَى اليَهُودَ تَصُومُ يَوْمَ عَاشُورَاءَ، فَقَالَ: «مَا هَذَا؟»، قَالُوا: هَذَا يَوْمٌ صَالِحٌ، هَذَا يَوْمٌ نَجَّى اللهُ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ عَدُوِّهِمْ، فَصَامَهُ مُوسَى، قَالَ: «فَأَنَا أَحَقُّ بِمُوسَى مِنْكُمْ»، فَصَامَهُ، وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ. أخرجه البخاري في "صحيحه"

وعن أبي قتادة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ، أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ، وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ، وَصِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ، أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ» أخرجه مسلم في "صحيحه

عاشوراء هي ذكرى حزينة وأليمة، ترمز إلى الظلم والاضطهاد الذي تعرّض له حفيد الرسول، ففي هذا اليوم قتل الإمام الحسين وأهل بيته بعد محصارتهم لمدّة أيّام من جيش يزيد بن معاوية، مُنع خلالها الماء عنهم، فقطع رأس الحسين وسبيت النساء

قال تعالى :{لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ} .

وقال صلى الله عليه وسلم: ((إن خير الكلام كلام الله، وخير الهدي هدي محمد، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة)) . .

إن بعض النّاس يتخذّ الشهر عيدا يحتفل به، وهذا لا يجوز وبعضهم يتخذّه مأتما وعويلا ونياحة ولطما للصدور وضربا بالسيف على الرؤوس وإسالة للدماء ووضعا للسلاسل في الأعناق، وهذه بدعة قبيحة محرّمة ليست من الإسلام في شيء والإسلام بريء منها وممن ابتدعها، والله أرحم بعباده من أن يأمرهم بتعذيب أنفسهم بمثل هذه الأفعال  القبيحة، نسأل الله السّلامة والعافية

فمن أين اتيتوا بهذه الخزعبلات اللتي لا تمتد للدين الإسلامي الحنيف ولا إلى الرسول محمد صلى الله عليه وسلم ولا إلى أهل بيته؟!!

الا تعلمون أن استعمار الشعوب يتم عن طريق استعمار العقول!؟!!

الا تعلمون انكم بأفعالكم هذه تغضبون الله وتشركون به؟!

فمن يحب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وأهل بيته يتبع كتاب الله وسنة نبيه اي الأحاديث النبوية الشريفة وجميعها تحرم هذه الأفعال الخارجة عن العقل.

يوم عاشوراء هو يوم اخصه الله تعالى انه يوم شريف ضد الظلم ونال هذا الشرف أهل بيت رسول الله وريحانة قلب الرسول صلى الله عليه وسلمكما ورد في الحديث الشريف: إن الحسن، والحسين هما ريحانتاي من الدنيا. أخرجه البخاري، والترمذي، وأحمد.


ومما لا شك فيه أن ثورة الإمام الحسين (ع) في يوم عاشوراء بأرض كربلاء، مدرسة لكافة الأحرار والشرفاء والثوار في العالم من كل الاعراق والأديان، في فنون دروب الحرية والكرامة والإباء، والعزة والشموخ والبطولة والفداء، فالحسين عنوان العدالة الخالدة، وصرخة حق ترعب الظالمين والمفسدين والطغاة على مدى العصور.

نهضة الإمام الحسين (ع) في يوم عاشوراء، ثورة خالدة لا تموت انها جمرة لها حرارة ولوعة في القلوب العاشقة للحرية والكرامة، لا يمكن لأي جهة كانت منعها أو محاربتها أو تفريغها من مبادئها الثورية والإصلاحية، والدعوة للحرية والكرامة والعزة، والمقاومة للظالمين والطغاة

فلا تسمحون للطغاة باستعمال عقولكم بالجهل والتخلف والممارسات الغير صحيحة لأنكم بذالك تعكسون عدم الوعي و تشويه ثورة سيد شهداء الجنة فباستعمار عقولكم تستمر بلدانكم ويلهوكم بما يهلك أنفسكم ويشتت اذهانكم ويخدركم عن المطالبة بثروات بلدانكم.

فمن يحب الله ورسوله وأهل بيت رسوله ينهض بكل شجاعة ورباطة جاش وتحدي كما نهض الحسين عليه السلام ضد الظلم والظالمين وضد الفساد والفاسدين وينبذ الخزعبلات اللتي تسي إلى أهل بيت رسول الله لأنه وبلا شك ((إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)).

إرسال تعليق

0 تعليقات