للكلمة تأثيرها في رسم ملامح الامل للشعوب

مشاهدات



حوار مع الكاتب سلام المهندس 


فرح تركي


أن تكون إنسان.. وشاعر وكاتب وناشط في حقوق الانسان وتنذر حياتك في خدمة الانسانية.. فذلك منتهى درجات الإيثار.. وللكشف ابرز اسهامات الاستاذ سلام المهندس اجرينا معه هذا الحوار.. وقد لبى الحوار بسعة صدر وسلاسة  


تحية طيبة نشكرك لتلبية الحوار.. ليكون حديث عن ابرز اسهاماتك في مجال الادب والصحافة

من خلال سيرتك الذاتية عرفت كشاعر وكاتب وناشط صحفي هل هناك المزيد تود ان تخبرنا به عنك

...

الأسم سلام نعمة محمد المغري أكتب بإسم (سلام المهندس)  من مواليد كربلاء، بكالوريوس لغات جامعة بغداد، دبلوم عالي هندسة حاسبات، لقب المهندس أقرب الى قلبي فبدأت أكتب بأسم سلام المهندس، كنت سابقاً مدير شعبة الكوارث في الهلال الأحمر العراقي في كربلاء وحاصل على عدد من الشهادات الدولية من خلال عملي في الهلال الأحمر وحقوق الإنسان، وحالياً أمارس الكتابة والدفاع عن حقوق الآخرين من خلال تطوعي في منظمة العفو الدولية أحس أقرب شيء لي الدفاع عن الفقراء والمستضعفين وهو شبيه بعمل الهلال الأحمر العراقي. .


_أستاذ سلام المهندس كيف ترى نفسك وسط هذا الضجيج الانساني.. الذي تغلب على الصراعات ليكون الانسان هو القربان؟؟


أنا أنظر للأنسان كقيمة عليا مجموعة من الكرامة والكبرياء، ولذلك هذا يبين تعلقي بالفقراء وأبحث عن الإنسانية في كل مكان، ودائماً الإنسان المستضعف هو الضحية لجميع الصراعات الداخلية والخارجية، ويتم إستغلال الفقير بذلك مع الأسف مع إستغلال أحتياجة المالي، وهُناك من يأخذ توعيتنا للفقراء والوقوف جنبهم على أنه إنشقاق على قيم فئة معينة أو طائفة ما، الشيء الذي أضافَ لإنسانيتي عملي السابق في الهلال الأحمر العراقي عندما ارى شخصين مصابين في نزاع عسكري أحدهم أبن بلدي والآخر عدو لبلدي واجب عليه أنقاذ الأكثر أصابة بدون النظر الى جنسية وإنتماء الشخص المصاب إن كان إبن بلدي أو عدو لبلدي، لذالك ولائي وإنتمائي للإنسانية أكثر من الولاء للطائفة أو المذهب، المادة (1) من حقوق الإنسان العالمي (يولد جميع الناس أحرارًا ومتساوين في الكرامة والحقوق. وقد وهبوا عقلاً وضميراً وعليهم أن يعامل بعضهم بعضاً بروح الإخاء) هذا دستوري الحقيقي للتعامل مع الإنسان


_بين قصيدة وقصيدة.. اين تجد الهامك لمولدها.. لترى النور؟؟


كانت سابقا "سيدة الكلمات" كتبتها في سوريا عام 2000 كان عندي دفتر صغير أكتب به أشعاري، حيث لم يكن هناك أنترنيت وتواصل إجتماعي رغم كتبت كثير من القصائد بالعامية والفصحى، ونشرتها في مشاركة المنتديات سنة 2004 أو 2005 أول دخول الأنترنيت إلى العراق وبعدها نشرتها في صحيفة دنيا الوطن وحالياً قصيدة (نريد وطن) وأهديتها لصديقي الشهيد إيهاب الوزني بعد إستشهادة، حيث كان في ذاك الوقت معي في سوريا تربطني به علاقة وذكريات جميلة تعبر عن الغيرة العراقية الأصيلة في بلاد الأغتراب وأيضاً نحن نسكن نفس المحافظة


_ يتردد أسمك في اكثر المواقع العربية رواجاً في كتابة مقالات رائعة تتسم بالعمق والانسانية.. والاثر النقي.. ما هي رسالتك التي تسعى لأيصالها..


العدل والإنسانية ونصرة الفقراء ومحاربة الفاسدين، علماً انا صاحب موقع تباً للفاسدين المشهور، وصدى الحقيقة، وكروب كلية اللغات، علما موقع تباً للفاسدين كان هناك فوق 30 الف مشترك، بعد تغيير الأدارة بدأ أكثرهم الإنسحاب وهذه أيضاً حكاية طويلة سبب تغيير الإدارة كانت هناك ضغوطات عليه جداً وتهديدات على مستوى مسؤولين بالدولة اما لحظر الموقع او تغيير أسلوب الطرح، أنا أحب الفقراء جداً وأنبذ الفساد والظلم، لا يعنيني الإنسان مهما كان منصبة أحترمة على قيمته الإنسانية للمجتمع وأقف ضده عندما ارى سار في طريق الفساد والظلم، سبق وإن قلت ولائي للإنسانية لا غير ليس لي إنتماء لطائفة أو مذهب، لا أخاف سوى من مبادئي لا تنحرف الى طريق بعيد عن الإنسانية، لذا كتاباتي حتى ولو كانت سياسية فهي ذات بُعد إنساني


متى كانت البداية.. وكيف وجدت ذاتك بين قافية القصيدة؟؟


بدأت الكتابة عام 2005 من خلال المنتديات كنت أنشر موهبتي بالشعر والكتابة من خلال المشاركة بأسماء مختلفة حتى أستقريت على أسم سلام المهندس لكل كتاباتي، وأنشأت منتدى بأسم سلام المهندس، وشجعتني الصديقة دكتورة ليندا حداد بالكتابة في صحيفة دنيا الوطن، وفعلاً بدأت أنشر أشعاري وكتاباتي من خلال الصحيفة وبعدها بدأت أنشر في مركز النور ونلت عضوية المركز عام 2012. وبعدها بدأت أنشر في شبكة الناصرية ولكن كتاباتي بدأت تقل عندما تم تعييني في الهلال الأحمر عام 2011.. لكون شعبة الكوارث تماسها مع الفقراء وكنت وقتها رئيس لجنة المساعدات ورئيس لجنة النازحين واللاجئين السوريين، فأحببت العمل الذي أخذ أكثر وقتي فلذلك عشقت العمل في الهلال الأحمر، ولحد هذة اللحظة أبكي بسبب ترك عمل عشقته بجنون ولكن كانت هناك ظروف اقوى مني وخاصة لترك العمل.


_ الكاتب سلام المهندس.. هل للكلمة تأثيرها في رسم ملامح الامل للشعوب التي نكبت في مستقبلها..


أكيد ست فرح الكتابة سلاح ذو حدين إذا لم تستطيع إيصال الكلمة بشكل صحيح احتمال تتحول إلى نقمة تصيب المجتمعات النظيفة بعد ايصال كتابة مزيفة وتأثر على المجتمع  التي هي في أمس الحاجة إلى أن تبقى نظيفة لتحافظ على أبسط العوامل الحياتية التي تقودنا غالباً إلى أفضل الأمور. الكاتب الغرض من كتاباته هو التعبير في تحسين أحوال المجتمع، ويدعو إلى رسم صورة إنسانية جميلة  التي يجب أن يتحلى بها الإنسان الكاتب ، فالكاتب يجب ان تتعمق الإنسانية في داخلة حتى يكون حكيم  وإنساني بمعنى الكلمة، وهو بذلك الغاية يكون شخص مُصلح يدعو إلى الصلاح والعدالة، بعيد عن المجاملات على حساب الفقراء


_ كيف تجد حال المبدعين في العراق بعد عام ٢٠٢٠.. هل برأيك سيبقى العراقي تحت مقصلة الاهمال.. وكيف تعزو الحلول لذلك؟؟


العراق لعام 2020 من الدول الإولى في إنتهاك حقوق الإنسان، وأيضا لنفس العام تم تصنيفها من الدول الغير حرة، بغداد مركز الثقافة والعلم والآن بغداد تحت مقصلة الأهمال، العراق مجموعة من الفوضى ليس هناك رسم سياسة خاصة لجميع المبدعين وعندما اقول فوضى ليس هناك بناء ثقافة وفن كما كان سابقاً، الجميع معرض للمحاسبة ان كان ناشط أو كاتب او شاعر او صحفي ولا نريد ندخل في تفاصيل والأيديولوجية السياسية الحاكمة الموضوع طويل ومتشعب، لكن مقصلة الأهمال لم تصب فقط فئة معينة بل جميع الفئات في العراق إن كانت زراعة وصناعة وسياحة وغيرها  لذالك متى التزم العراق في قوانين والصكوك الإنسانية وإحترام حقوق الإنسان سوف يتجاوز  مرحلة الأهمال، الإنتقاد وحرية الراي أقرها قانون حقوق الإنسان والدستور العراقي، والإنتقاد هو النتيجة منه التصحيح للأفضل لا تبنى البلدان بدون إنتقاد وحرية الرأي


_ يقال ان الالم هو موقد الإبداع... هل لمست هذا في حياتك لتظهر أشراقاته في أعمالك ؟


جميع العراقيين جربوا الألم لكون أصبح جزء من حياتنا، ولكن هناك ألم الحُب وهناك الم الظلم وأصعب شيء عانيتة الم الظلم، وعندما يتم سحق تاريخك ونجاحك بلمحة بصر، عندما يحرقون أحلامك ونجاحك امام عينيك وانت لا تستطيع التحرك، عندما تدافع عن الحق وتحارب الفاسدين وتعرض حياتك للموت المحقق، تتجه للقانون وتدافع عن حقك وما أصابك من ظلم  الجميع يتخلى عنك، أصعب الم عانيته ترك عملي في الهلال الأحمر مرغماً وليس بإرادتي، عندما سلبوا حياتي وكل مستقبلي، لذالك اكتب من كل قلبي للدفاع عن الحق والفقراء والإنسانية الذي سوف لا تموت مهما تكالب عليها أعدائها.


_ من وهج ذاكرتك.. موقف او ذكرى صادفتك.. وللان تبقى عصية على النسيان؟


في اوج  آلامي وأحزاني هناك بذرة أمل عندما أتذكرها أبتسم، عاهدت عائلات فقيرة إن المساعدات الهلال الأحمر القادمة ستكون من حصتهم، ولكن نسيت لكون لم أرفع أسمائهم للمركز العام، وكانت سيارتي تحتاج بعض التصليحات، وعندما تم توزيع المساعدات، عاتبتني العوائل الذي عاهدتها فأشتريت براتبي مساعدات ووزعتها لهم على الاساس من الهلال الأحمر واجمل شيء دعاهن وأبتسامتهن فعلاً أنا اعشق الفقراء، وموقف آخر أمرأة طاعنة بالسن كنت أعطيها من راتبي كل شهر 100 الف على اساس ايضاً إنها من الهلال الأحمر، بقيت 6 أشهر أمنحها ال 100 الف وعندما قطعتها أتهمتني بأننا نسرقها ونعتتني بأسوء الأوصاف، تعلقي بالفقراء من كان عمري 10 سنوات بذرة جميلة وضعها والدي في داخلي حُب ومساعدة الفقراء. هذين الموقفين لا يمكن نسيانهن أبداً


_ يا فقراء العالم أنا هنا...

هذا نداء أنساني موجه بنبل وانسانية؟؟


تعرفين ست فرح كلمة الفقراء عندما اقرئها تغرغر عيوني بالدمع، أمنيتي أسس جمعية للفقراء وكان قبل ترك عمل الهلال الأحمر هذا المشروع قائم علية، وسأحققه عندي اصرار وتحدي لإنشاء هذة الجمعية مستقبلاً، علما نلت عدد من الألقاب الفخرية من جمعيات إنسانية سفير الفقراء، ورجل الإنسانية، القاب أحبها وأعشقها، سأبقى أحمل الفقراء على كتفي وبضمير حي في أي مكان في العالم بعيد عن التمييز والعنصرية، جميعنا بشر تجمعنا الإنسانية


_ المبدع سلام المهندس من خلال هذا الحوار. هل تود توجيه كلمة او رسالة..


أقدم شكري الكبير لكم والتواصل معي وتسليط الأضواء على جميع الكتاب والشعراء والرسامين، ورسالتي (يافقراء العالم أنا هنا)


_ ستبكي القصيدة.. وتنوح الحروف لو مررنا دون أن نقف لها حفاوة وأجلالاً.. فنطلب منك قصيدة خاصة لهذا الحوار


‏سيـــــــــدة الكلمـــــــــــــات


سجَى الليلُ … 


وداعب السَنا جفون الناظرُ الى السمـاء


وهاجَت بالنفسُ الذكرى …. 


متشوقةُ الى لقـــــــــــاء أميرة الكلماتِ


وسيدةُ حروف الهجــــــــــــــــاء.


عفواً سيدتى إن جاوزتُ قدرى …


فعاشقُ الكلمٍ يهذى كيف يشاء.


وكيف لمثلى أن يطيقُ صبراً……


وكيف لمثلك أن تضن بالسناء .


……………………


على مرفأ حروفك رسى قارباً …..


ما كان يعرف يوما غير الإبحار


ما عدت بعدك يا سيدتى اهوى القارب…..


ما عدت أهوى أن اصبح يوما بحٌار


فكلماتك يا سيدتى تذيب كل جبال الثلج…..


كلماتك يا سيدتى ..نورُُ ُ … ونار


بين يديكِ تُمحى كل حدود الدنيا


وبكلماتك تُهدم كل الأسوار


علمينى …. كيف بكلمة أرسم طفلا


يقذف حجراً ..كيف يدُك حصون جدار


كيف بكلمة انزع قيداً ……….


فيصير كل عبيد الدنيا … فى لحظة أحرار


كيف الكلمة تصبح لحنا …. انشودة


تتراقص فوق الاوتار


إرسال تعليق

0 تعليقات