الموصل تنتظر الاعمار والتعويضات بعد خرابها وتشريد عوائلها ؟؟!!

مشاهدات



خالد النجار / تصوير:عبدالله سعد ـ نينوى


جولتنا الاخيرة في محافظة الموصل كانت لتسليط الضوء على بعض المعطيات او التطور والاعمار كما كان متوقعا ! ولكن الصور التي شاهدنها باعيينا فاقت كل التصورات والتوقعات، حيث بدت لنا باطلالها تاريخية حزينة ومؤلمة ذكرتنا بايام قنبلة هيروشيما التي القاها الاميركان على اليابان ،انذاك حيث كانت الموصل تبدوا شبيه بتلك الصور المؤلمة في اغنى بلد في العالم !! قوات التحالف وطيرانها الذي قادته الولايات المتحدة لضرب داعش لم تتوانى عن ضرب الجميع حتى العوائل التي كانت تحت رحمة الدواعش اللذين جعلوا اهاليها دروعا بشرية تناثرت اجسادهم الطاهرة بين الركام والبيوت المهدمه !؟ والتي يمكن وصفها بحجم القنبلة الاميركية على هيروشيما وناكازاكي اليابانية !! الموصل الحدباء لابد ان تتعافى يوما ما من جراحها ، ومنها التقينا بعدد من اهاليها الكرام اللذين تجمهروا وعبروا من خلال الصحافة بانهم اصبحوا منسيين من قبل الحكومة ؟؟ وموضوع تعويضاتهم اكل الدهر عليها وشرب؟! ومن احد تلك القصص التي يرويها لنا احد تجارها الكبار بانه اصبح بين ليلة وضحاها بائعا بسيطا يفترش الشارع ليحظى بما يسد رمق العيش وسط الركام .


ـ ومن تلك القصص ماحكاه لنا تاجر كبير وهو التاجر الموصلي المعروف محمود سعيد داود الذي تحول بين ليلة وضحاها من تاجر كبير الى بائع بسيط !؟ حيث يقول : نحن نعيش في محلة  سكنية عامرة باهاليها الكرام حيث هجرها معظم الناس بسبب الخراب الذي حل بها نتيجة القصف العشوائي لقوات التحالف الاميركي اثناء تحرير الموصل والذي لم يميز بين طفل وامراة ورجل مسن وبين داعشي قذر؟! جعل سكان هذه المنطقة وغيرها من مناطق الموصل (دروعاً بشرية) متبرعاً بها دفاعاً عن ذاته المريضة ؟!.


ـ ويؤكـــد داود : لقد ذقنا مرارة الحياة واهاتها ومهانتها من قبل اوغاد داعش !! هؤلاء اللذين لم يميزوا بين مسلم ومسيحي وبين اسود وابيض وبين طائفة واخرى فكل الموصليين هم هدفهم وكما خطط لهم اعداء العراق وشعبه الصابر !! اقول قبل هؤلاء الدواعش كنت تاجرا كبيرا وادير تجارتي كما هي حال البشر واعمالهم ومعيشتهم، وكانت تجارتي عامرة بالخير والحمد لله وكنت مكتفياً تماماً بما رزقني الله من نعمته ورحمته ولدي عائلة كبيرة اعيلها ... ولكن داعش سرقوا كل شيء منا ولم يعوضنا احد بما فقدناه، سرقوا حياتنا وبيوتنا  ومحلاتنا واموالنا وخصوصياتنا ونهبوا وحرقوا كل مايكون امامهم ، اعدموا الكثير من العوائل ولم يميزوا بين صغير وكبير بين مريض او مقعد وغيره من الحالات التي مرت بها نينوى ، وبعد تحريرها لم يتم تعويضنا ،وانا الان اعيل العائلة على هذا الدكان امامكم الذي لايتجاوز عرضه 1.5 متر ونصف وبسلع بسيطة جداً ولايوجد ذلك الاقبال من الناس انا اليوم باشد الحاجة الى ان يعاد الينا ويعوضنا من يهمهم الامر ولايمكن ان نبقى هكذا في دولة غنية في العالم !.


ـ ويضيف داود : وماحصل بعد تحرير المدينة لابد من القول ان السبب في ذلك هو هجرة معظم الاهالي لم يعودوا بسبب دمار بيوتهم بشكل كامل ،ولم يتم دفع التعويضات التي وعدونا بها الحكومة المركزية ، !!وقمت بترقيع بيتي بشكل بسيط لايرقى لوضعه قبل وبعد التحرير!! وانا صاحب عائلة كبيرة لدى(10 اولاد وزوجتان) كما ان اولادي متزوجون واحفادي يعيشون معي ايضاً وكل اهالي المنطقة يعرفون ذلك جيداً! كما تعرضت 5 مرات لمحاولة قتلي من قبل ارهابيي داعشي، بسبب قولي لهم (هل تقبلون بان ادخل بيتكم واستحوذ على غرفة منكم )؟! هل يجوز ذلك وباي (عرف او شريعة يكون ذلك) وهل يجوز لكم ان تاخذوا الموصل من العراق؟! وتعملوها ما يسمى (دولة اسلامية)؟! وقد تصبوا لي (مشنقة) وارادوا قتلي بالرصاص لاني صليت على الرسول الكريم محمد (صل الله عليه وسلم)!!هؤلاء الاوغاد!.


ـ مضيفا بالم وحسرة : انا اليوم اناشد الحكومة العراقية( رئيس الدولة ورئيس الوزراء والبرلمان ) ومن يعنيهم الامر،ان تباشروا بدفع التعويضات للعوائل وانا الان اسكن بيتاً بالايجار الشهري وعائلتي كبيرة ولدى اصابات قوية في قدمي كما تلاحظون ومصاب بشظايا في راسي وقدمي!! ولم يتم تعويضنا اطلاقاً ، واللجنة المكلفة بالفحص الطبي بالدرجة التي تستحقها !! وكل شيء لايمشي الا بالفلوس؟! ( الرشاوي ) رغم الامنا ومرارتنا !! وكتاب تحديد العوق يطالبوني بدفع (40 ورقة – اي اربعة الاف دولار ) فمن اين ادفع مثل هذا المبلغ وانا في هذه الحالة ؟!


-واخيرا يؤكد داود : من خلال وكالتكم الاعلامية الموقرة اناشد اصحاب الضمير والذمة والانسانية ونحن لا نملك مالاً، ولو كنت املكه لعالجت نفسي به ؟! فهل يجوز ان تنسى الحكومة(الموصل)؟! وناسها الطيبين؟! والله ان اهمال الموصل لاتقبل به كل الاعراف السماوية  بعدما مرت  به من ظلم وتعسف وقهر وقتل وتشريد لتكون المحطة الاخيرة عدم اعمار المدينة وتعويض اهاليها بما يستحقون من خيرات بلدهم وعراقهم ...حيث لانجد الان سوى بعض الاشخاص اللذين يسعون للفوز بانتخابات ( لاتغني ولاتسمن من جوع ) ولاتهم المواطن الموصلي ولا العراقيين جميعا !!ابد ان يقف معنا الجميع ويطالبون بتعويضنا ودفع مستحقاتنا وما تعرضت له المدينة، والله اقولها امام وسائل الاعلام العراقية لتوصل صوتنا الى من يعينهم الامر لقد كنت ادخر 20 مليون دينار وبعدها عرف الدواعش بالامر فهددوني باولادي واضطررت الى دفعها لهم حفاظاً عليهم !! والذي يسعفنا الان هم المنظمات الانسانية وعناية الله وحفظه، انها مناشدة انسانية ان تعمروا الموصل وتعيدوها الى سابق عهدها والقها بعيدا عن ابواق الساعين للانتخابات بوعود كاذبة ومعروفة للجميع ؟! .

إرسال تعليق

0 تعليقات