رفيق البراءة والنقاء

مشاهدات



عادل السرحان


عقيل 

أتذكرها ؟

تلك الخطى البريئات الى المدرسة

والملائكة تسوق الغيوم فوق رؤوس النخيل 

وصايا الأمهات 

الخبز والتمر 

المشط الذي تلحقنا به امهاتنا الى باب الدار 

كيس القماش الذي يحمل كتبنا

طرقاتنا الملتوية كالأفاعي بين النخيل 

رائحة البطنج على الأنهار 

هديل الحمام وسقسقة العصافير 

خوفنا الذي يلتصق بقلوبنا من المعلّم

الذي لمحتنا عيناه في الطريق

سقوطنا على الأرض حين تمطر السماء

وتصير الأرض زلقاً وكركرات الأصحاب

شوقنا لبعضنا حين يأتي يوم السبت 

وعدتك بحبات من سدرة البيت

ووعدتني بباقة جوري جميلة 

شوقنا لدرس الرياضة 

والزراعة خارج قاعة الدرس الرتيبة

اعجابنا بأناقة معلمينا والمدرسين

احلامنا الممتدة كالغروب في أفق القرية الوادعة

خيالاتنا القروية المحلقة في فضاء من قصص الموروث الشعبي

نظراتنا الى السماء القلادة من باحة البيت

والقرية غارقة في ظلامها الأخّاذ

عقيل 

أهكذا كان صوتي حين افترقنا 

وتذكرته بعد كل تلك السنين 

يارفيق البراءة والنقاء

إرسال تعليق

0 تعليقات