بقلم ابراهيم المحجوب
في اغلب بلدان العالم هناك معالم ومراقد تزورها الناس لعدة حالات قسم منها يعتبر تراثي وتاريخي والاخر يعتبر معالم دينية مقدس للتبرك به.. وهذا موجود في بلادنا منذ ازل العصور والحمد لله فنحن بلاد حضارتين احدهما وثنية والاخرى إسلامية وتجد كل المعطيات التاريخية... والمبروكات المقدسة لدينا وربما يظهر بين الحين والآخر ومن باب المصادفة معالم مقدسة جديده.. ففي محافظة نينوى وبالتحديد مدينة الموصل ظهرت لدينا هذه الايام احد هذه المقدسات وهي نافورة باب الطوب التي اعتبرها السادة المسؤولين شيء مهم ومهم جدا ومشروع حيوي لابد ان نشيد به وبدأ الناس يتوافدون للتبارك بهذا المعلم المهم وربما ماءه مقدس لان الايادي التي عملته فيها نوع من البركة والمشروع اقيم بمبلغ مالي زهيد جداً جداً لا يستحق ان نذكر ارقامه كونه لا يتعدى العشرة ارقام..
تزور هذه النافورة المعجزة اغلب العوائل الموصلية للاطلاع على تفاصيل هذا المشروع العملاق الذي انجز بوقت قياسي الغاية منه انقاذ اهالي الجانب الايمن من مدينة الموصل من معاناتهم ومأساتهم وتوفير اماكن ترفيهية لهم حتى لا يشعرون بالملل وهم ينعمون بالخدمات الحكومية من طاقة كهربائيّة وتوفير مياه للشرب وطرق معبدة تصلح لان تكون مدارج للطائرات..
اليوم وانا عائد من منطقة جنوب الموصل وتحت اصرار صديقي الذين رافقني في السفرة قمنا بزيارة نافورة باب الطوب ووجدنا اغلب العوائل تفترش الارض قرب النافورة التي يبدو ان هناك اوقات خاصة لتشغليها وحسب ما اعلمني احد العمال المشرفين على تشغيل النافورة والذي قال تشغيلها يكون في الغالب بعد الساعة الثانية عشر ليلا ولمدة ربع ساعة فقط وهذه الفكرة اعتقد التقطها الاخوة المسؤولين في محافظة نينوى من النظام الياباني حفاظاً على النافورة وبنفس الوقت توفير للطاقة الكهربائية.. وبصراحة لم اجد في النافورة شيء يسمى خدمة المواطن فالمنظر مؤلم لكثرة الاوساخ المرمية على الارض ورائحة الطحالب الكريهة تفوح في كل المنطقة والاهالي يلومون دوائر البلدية في حين تلوم دوائر البلدية الاهالي بذلك والمكان لا يصلح للعوائل كون التواجد الشبابي اكثر..
ومع كل هذا وبما انني جئتها طالب حاجة فأنطقني الله وقلت لها ايتها النافورة المقدسة جئتك من جنوب الموصل الآن فانا مواطن قروي يسكن هناك ولكن الطريق الذي يربط مناطقنا بمدينة الموصل غير مؤهل حتى لمرور المكائن الثقيلة ولكثرة مطباته والحفر الموجودة هناك اصبحت السيارات واغلبها من النوع الحديث عرضة للعطلات فالطريق فيه حفر ومطبات تقيد سائق السيارة من السير بحرية وكل ما طالب اهالي المنطقة هناك اسمعهم المسؤولين كلام معسول طيب ولكن دون اي تنفيذ وها انا اقف امامك كاتفاً الايادي مستنجدا بك ان تنقذيني من مشكلة الشارع الرئيسي الذي يربط بين ثلاث نواحي حيوية
ومهمة وبين مدينة الموصل فلقد وصل به الحال الى طريق شبه وعر والسير فيه يعرض كل العجلات الى الضرر...
علما وليس فضلا ان اهالي تلك المناطق يستحقون من يخدمهم كونهم من المضحين لهذا البلد منذ ان صنع اول خنجر في التاريخ وصور شهدائهم الابطال موجودة على طول الشارع المذكور.... فهنيئا لك يانافورتنا المقدسة اذا استجبت طلباتنا وقام احد زوارك من المسؤولين بتبليط هذا الطريق...
اللهم اني بلغت اللهم فاشهد..
0 تعليقات