د. بشار قدوري
مع الأخبار السريعة التي تأتي من أفغانستان والتوسع الشاسع لقوات طالبان حيث سقطت خمسة ولايات خلال 24 ساعة فقط فإن فكرة الجحيم ونهاية العالم ستأتي من أفغانستان كأنها ايام القيامة للقوات الأمريكية ممثله ب 21 سنة لقواتها هناك .
ان وصول طلبان إلى أراضي طاجيكستان في الشمال الشرقي وإلى باكستان في الجنوب الغربي يمثل بداية الخسارة ولم يبقى كيلومترات للعاصمة كابل مركز الإدارة ومقر تواجد القوات التحالف الدولي بقيادة أمريكا.
ان الأخيرة الان تسعى إلى سحب قواتها بخطة تدريجية من ايام الرئيس ترامب ، واوعزت إلى المتعاقدين المحليين من مترجمين ومتعاونين بحزم امتعتهم لأجل اجلائهم قبل اكتمال الانسحاب النهائي .
سياسة طلبان كانت معتمده على القوة العسكرية وكذلك على السياسة الخارجية .
حيث كانت تتفاوض بيد وتمسك السلاح بيد آخر وقد خاضت دولة قطر لقاءات طويلة وسرية لأجل تحقيق وساطة لإنقاذ القوات الأمريكية من انسحاب هادئ يحفظ كرامتها وكذلك استقرار البلاد مع حكومة ستخلف إدارة أمريكية في التوجهات والسياسة والتبعية للغرب .
الغرب فشل في إدارة ملف أفغانستان والعراق والمعلوم أن أفغانستان قد دخلها بوش الابن سنة 2001 اي قبل دخول العراق بسنتين ، ولم ينجح فيه الحل العسكري في تلك الدولتين مع الفارق أن أفغانستان بلد فقير قبل دخول وبعد الخروج ولم يزيد أفغانستان شي من ثروات وإمكانياتة وإعمار وتطور بل الذي يفرق هو خروج أكثر من 8 الالف مترجم ومتعاقد قد اكتسب الجنسية الأمريكية وسافر إلى خارج أمريكا.
اما ملف العراق فإن الفارق كبير ومحبط بين اقتصاديات قبل الدخول وبعد الخروج والتطور والبنية التحتية من كهرباء ومياه وغيرها لكن الشي الوحيد في العراق هو تمركز القوات الأمريكية بشكل دائم في قواعد شمال العراق مع قيام علاقات قوية واستراتيجية خاصة في إقليم كردستان.
ان الخسائر التي تكبدتها القوات الأمريكية في أطول حرب خاضها الجيش الأمريكي هي حرب أفغانستان حيث لواحد وعشرين سنة والأمريكان ينزفون المال والعدد والعتاد وبلغ ووفقا لدراسة أجرتها جامعة براون في عام 2019، والتي رصدت عملية الإنفاق على الحرب في أفغانستان ، أنفقت الولايات المتحدة حوالي 978 مليار دولار دون الوصول إلى هدف التعادل الذي يحافظ على ماء الوجه وسمعة الجيش الأمريكي وكذلك القوات التحالف البالغ عددها أربعين دولة أجنبية .
المتوقع لسد الفراغ الذي سيحصل هو أن تتدخل دول جوار افغانستان وتوريط باكستان وإيران في هذه الحرب لمواجهة الفراغ الحاصل بعد الانسحاب وترك الحكومة الأفغانية التي يذوب جنودها في المقاطعات والولايات الأفغانية يوم بعد يوم.
وكذلك نتوقع دول تلعب وساطة مع طالبان والغرب لأجل كبح جماح الحركة كان تكون عربية.
المستفيد من تلك الحروب والانسحابات هي روسيا والصين حيث ستوفر لها المرونه للعب دور سياسي وعسكري في آن واحد مع القطبية العالمية و ظلال الحرب الباردة التي لم تنقطع إلى يومنا هذا .
ونطلب من الله ان يمد بعمر جورج بوش الابن لكي يشاهد بعينه ايام القيامة على قواته التي ورطها في أفغانستان وجحيمها الأسود .
0 تعليقات