"الطائفية البغيضة مابين الآثار المدمرة وحلول العلاج"

مشاهدات



حسن راسم محمد


سأقسم هذا الموضوع الى ثلاث محاور وكالآتي:


"الطائفية على المستوى الخارجي"

"الطائفية على المستوى الداخلي"

"الاستنتاجات والحلول"


المحور الخارجي


"عندما يتم التطرق والتحدث في موضوع الطائفية نجد من الناس عموما مابين باكا وما بين حزين ومابين أرملة وما بين يتيم وما بين شهيد، حيث رائحة الدم والخراب والتخلف وكل معاني القسوة تتوائم مع هذا المصطلح الخبيث الذي أفتك بشعوب كانت تهنئ بالسعادة والاطمئنان والبهجة والسرور وما أن دخلت عليهم هذه اللعنة الا مزقتهم إربا إربا وهدمتهم حضاريا وفكريا وثقافيا وجعلتهم شعوبا خاوية لا تهنئ ولا تزدهر ولا تعرف معنى المواكبة التقدمية والحضارية،أن هذا الموضوع المريب قد دخل أمم كثيرة وشعوبا متعددة ولم يسلم منه الا القلة القليلة،فإذا أستقرأنا في أخبار الدول والشعوب نجد بأنها ذاقت ويلات الطائفية ومنها أوربا التي شهدت في فترات متعاقبة نوعا من الاشتداد الطائفي الكبير حيث توترت العلاقة بين طائفتين كبيرتين وقد يكون آثارها مستمرة إلى وقتنا الحاضر ألا وهما ( الكاثوليك والبروتستانت) حيث كان الخلاف ناشب عن أيدلوجيات عقائدية كل منها يرمي الآخر بالسوء والانشقاق،ومن ثم انتقلت رياح الدم الى  أفريقيا حيث نشبت معارك وحروب طاحنة بين المسيحيين وبين المسلمين وسقط فيها عدد من الضحايا وهجر عدد آخر. نتيجة العنف الطائفي،ثم انتقلت الى استراليا،وآسيا،والشرق الأوسط حيث لم يكن فيها المنتصر الا صوت القتل والدم ورائحة الشر"


المحور الداخلي


على المستوى الداخلي نتكلم أيضا بأيجاز:

"أذا ما قرأنا القصص والروايات التي حدثت على المستوى الداخلي وخصوصا في العراق نلاحظ بأن جميع الطوائف  لم تنجوا ولم تسلم من آثار الطائفية الهوجاء والتي راح ضحيتها أناس بمختلف الفئات العمرية ،رجال  ونساء وشباب في مقتبل عمرهم لم تكتمل أحلامهم في العيش السعيد والسعي من اجل نيل مايسعون له من أحلام وأهداف وطموحات،بل بدد صوت الرصاص اصواتهم وأرواحهم وحال بينهم وبين إكمال مسيرة الحياة التي رسمت لهم،حيث لم تسمع الا وأصوات النساء والرجال تعلوا نحيبا لفقدهم الاقرباء من اب أو أبن او اخت أو ام، وبين نظرة وأخرى والقلوب تتقطع وتتمزق حزنا لمخلفات وأصوات نتنة قد أرجعت الثقافات وهدمت الحضارات وقتلت الارواح وأزالت كل امال الحياة في بقعة قدر لها أن تكون ممزوجة بكل الاطياف المختلفة وأن سبب وجودها وتكوينها وتقدمها الحضاري والثقافي والفكري هو هذ الأختلاف والذي ميزها بأنها البقعة التي أخرجت كبار العلماء بمختلف مذاهبهم وأيديولوجياتهم المتنوعة ولم يكن هولاء المتخرجون من الصفوة والنخبة يتكلمون بالمذهبية او العنصرية بل رفرف صوتهم بأسم هذه البقعة من الارض حاملين المجد والعلا والنصر للارض التي اخرجتهم وليس للدين أو المذهب الذي ينتمون له"


محور الاستنتاجات والحلول


"كل الاديان والمذاهب والفرق بمختلف توجهاتها العقائدية او المذهبية علمت وتيقنت بأن لا حياة،ولا أستقرار ولا نمو ولا أزدهار في البلدان التي يسكنوها أن لم يعلوا صوت السلام ويعلوا صوت الحب،ويعلوا صوت الوحدة،وصوت الوئام فيما بينهم،وأن الشعار الكبير الذي يجب أن يجتمعوا عليه هو الأخوة العظيمة في الوطن والدين لك ينعموا بحياة تلبي الاستقرار المنشود الذي يريده الكل من اجل رفعة وسمو أوطانهم،لذالك لا بد ان تترسخ مفاهيم الوحدة والتآلف وترسيخ ثقافة الاختلاف بين ابناء الشعب الواحد وتحصينهم بدروع الوطنية ضد كل اشكال التطرف والأنحراف العقائدي الذي يفتك بجميع اطياف الشعب على اختلاف الوانهم وأجناسهم وعقائدهم لك تتحقق لديهم شروط النهضة بكافة اشكالها ولك يواكبوا ويرتقوا بسلم الامم المتحضرة ويصلوا الى المجد والعلا"

إرسال تعليق

0 تعليقات