جريمة الاغتصاب

مشاهدات



نضال عاشا 


أن كلمة اغتصاب تسبب الرعب في قلب أي أنثى، كما وتثير الرأي العام أكثر من أي جريمة أخرى في المجتمع ، وكلمة اغتصب في اللغة العربية تعني اخذ الشيء قهراً وظلماً وأمثال هذا أخذ أي شيء دون أذن أو دون حق .

يعتبر الاغتصاب عدم احترام للحقوق والحريات الشخصية ، وهو أكثر الجرائم الجنسية شيوعاً باستعمال القوة والترهيب للشخص دون رضاه، ويعتقد علماء النفس بأن القليل من الرجال هم الذين يرتكبون جريمة الاغتصاب بقصد المتعة الجنسية أما البقية يرتكبوها بدافع لمعاداة المجتمع الذي يعيش فيه، كم يرى علماء النفس أن الكثير من المغتصبين لديهم أحساس بالكره أو الخوف من النساء مما يقودهم في أثبات قوتهم وسيطرتهم من أجل إذلال هؤلاء النسوة المغتصبات، وأنا برأي من يرتكب جريمة الاغتصاب أما أن يكون مريض نفسياً أو شخص عديم الأخلاق منحرف إضافة فهو شخص جبان ليس لديه المقدرة والشجاعة والقوة لمواجهة المجتمع فيلجأ للعنف ضد الضعفاء كالنساء بممارسة العنف ضدهم باغتصابهم للشعور بالقوة والسيطرة والذي يفقدها بمواجهة أشخاص من جنسه .

تجرم قوانين كل دول العالم جريمة الاغتصاب بكل أشكالها وتعتبرها تعدي على حقوق مجتمع بأكمله، وهي من الجرائم الجنائية والتي يستحق الجاني بها أقسى العقوبات، والتي تختلف من دولة إلى أخرى، وتتراوح العقوبات على جرائم الاغتصاب ما بين السجن لمدة تصل إلى المؤبد وما بين الخمس سنوات الى خمس وعشرون سنة، أو يعاقب بالإعدام .

أن الجاني شخصية غامضة ومعقدة إلا أنه قد يعيش حياة طبيعية ولا وجود لدلالة توحي بأنه يعاني من مشكلة نفسية أو جنسية، وقد يكون غريب عن الضحية أو زميل عمل أو أحد من الجيران، وقد يكون احد المقربين للضحية كالأب أو الأخ أو زوج الأم وغيرهم من الأقارب .

وأغلب حالات الاغتصاب تنحصر تحت حالات السكر الشديد وفقدان السيطرة على النفس أو الإدمان على المخدرات، أو الكبت الجنسي أو العاطفي أو مرض نفسي نتيجة تجربة طفولية مؤذية، إلا أن ذلك لا يجدي نفعاً للضحية لأن حالة الاغتصاب التي تتعرض لها سوف تقلب حياتها رأساً على عقب، وقد تعرضها لحالات هستيرية وعدم الرغبة بالعيش، وقد يؤدي إلى تحول الضحية الى مجرم همه الانتقام من المجتمع، وذلك لما تعانيه من حالة نفسية متردية تشعرها بالعار أمام المجتمع ونظرته القاسية لها، والشعور بعدم الاطمئنان وفقدان الثقة بالناس، أو ربما تلتجئ إلى إنهاء حياتها بالانتحار .

لقد ازدادت جرائم الاغتصاب أبان الحروب والصراعات بين الدول، وأثناء النزوح إلى دول أخرى لتكون ملاذ آمن لهم، لتواجههم مصاعب العيش والغربة وقد تتعرض بعض الفتيات من كافة الأعمار والنساء إلى جريمة الاغتصاب مما يؤدي إلى تدهور حالتها الصحية والنفسية وتدمير الذات نتيجة للحادثة المؤلمة التي تعرضت لها وقد تكون من شخص أو من عدة أشخاص .

ويعاقب القانون الدولي جريمة الاغتصاب باعتبارها جرائم ضد البشرية، وقد أقر القانون العراقي بمعاقبة المذنب بحكم الإعدام وإنهاء حياته، ولكن هل العقوبة للمجرم سوف تهب الحياة للمغتصبة ؟ وهل ستشعر بالراحة النفسية بعدها ؟ أم سيبقى شبح الغاصبون يطاردها في نومها وصحوتها ويجعلها تكره المجتمع وتفقد الثقة بالجنس الآخر نتيجة الصدمة النفسية الناتجة من جريمة الاغتصاب والتي تبقى راسخة في مخيلتها الى مدى الحياة ؟ .

لقد عاقب الفراعنة على جريمة الاغتصاب عقاباً صارماً هو (الاخصاء) وهو ما يفسر بأن المذنب في نظرهم لم يرتكب جرماً واحداً فقط بل مجموعة من الجرائم لأن الاغتصاب هو انتهاك للحرمات وزنا وخلط للأنساب، وهي مجموعة من الآثام البشعة التي لا يجوز التسامح مع مرتكبيها أياً كان مركزه ووظيفته ووضعه وظروفه .

وتدرس أحزاباً سياسية هندية بسن قوانين أكثر صرامة ضد مرتكب جريمة الاغتصاب بينهما عقوبة ألخصي الكيميائي وإجراء محاكمات سريعة وسط موجة من الغضب العارم بسبب عملية الاغتصاب الجماعي الوحشي . 

وأنا بدوري أؤيد هذا الحكم الصارم بالحكم على مرتكبي جريمة الاغتصاب بفقدان رجولته الى الأبد، لان السجن المؤبد او حكم لعدة سنوات بنظري لا يؤدي الى ترويض الجاني وإنما يزيده حقداً على المجتمع وقد يتباهى أمام السجناء بفعلته الشنعاء، وكذلك حكم الإعدام الذي سينهي حياته وتغلق ملفات القضية، ولكن سيبقى عذاب الضحية مستمراً، فالعقاب الذي فرضته الفراعنة والهند يذكر الجاني بفعلته البشعة اتجاه الأنثى المسكينة التي هتك عرضها وهي في تلك اللحظات تنظر إليه نظرة حزن وتوسل لتركها .

وليعلم كل من تسوله نفسه لارتكاب هذه الجريمة التي تهز المجتمع إن هناك قوانين وعقوبات صارمة لمن يتعرض لانتهاك أعراض الناس وحرمتها .


إرسال تعليق

0 تعليقات