ماعلى الناخب .. وماعلى المنتخب

مشاهدات



مهند عزو العلاف 


مع قرب موعد الانتخابات المزمع اجراؤها حسب تأكيد المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العاشر من شهر  اكتوبر (تشرين الاول)المقبل نرى ظهور بائس لبعض النواب يقودون حملاتهم الانتخابية كخطوة أولى لاقناع الناخب بالانتخاب والتي اصبحت عادة متكررة ومضرة للمواطن يتهيؤون لدورة جديدة لم يكن لديهم دور سابق إيجابي أو نشاط فعلي أو برنامج انتخابي واضح يخدم المجتمع مستغلا الاعلام المدفوع الثمن يسلط عليهم الضوء لحضور نشاط معين او الاشراف على تبليط شارع بعيداً عن صفتهم الرسمية المناطة اليهم لوظيفتين أساسيتين هما التشريع والرقابة لايهام الناخب أنه عنصر فاعل ومؤثر في المجتمع بل التحكم في مصيره بقدر من الكلمات والاكاذيب فالمواطن بين سراب لا تتضح فيه معالم المستقبل وحقيقة تقول ان تلك الوجوه السياسية لم تفعل شيئ منذ دورات سابقة هدفهم في ذلك تحقيق حلمهم الموعود هو العودة الى عالم الصفقات وكسب الاموال السحت وليس خدمة البلد وأهله ماضين لتفريخ دورة جديدة مثيل لسابقاتها على النهج ذاته التخندق الطائفي والقومي والمحاصصة المقيتة التي كرسها الحاكم المدني الامريكي بول بريمر سيئ الصيت والتي أثبتت فشلها إذ يحضى الشيعة بمنصب رئيس الوزراء والسنة بمجلس النواب بينما الاكراد رئاسة الجمهورية مما جعل الشارع أمام وضع انتخابي شبيه بسابقه لكن بمسميات جديدة ولا أعتقد أننا سنشهد تغيراً في السياسات العامة للبلاد لاسيما بعد الاخفاقات المتكررة للحكومات المتعاقبة في مسيرة الاصلاحات التي طالب بها المتظاهرون إلا ماندر، على الرغم من التقدم الملحوظ في الوعي السياسي لدى الشارع العراقي فما زلنا نشهد صمت السياسين الجدد عن عرض برامجهم الانتخابية! إن كان لديهم برنامج فهل يطبق على ارض الواقع أو ضمان تحقيقه أم يتملص منه إن وصل الى قبة البرلمان؟ لابد للناخب مطالبة مرشحيهم بعرض برامجهم الانتخابية بشكل يتلاءم ومع متطلبات وحاجة الوضع الراهن للمجتمع وأن يبتعد عن الاختيار القائم على الاسم والنفوذ والعشيرة والرشاوى الانتخابية لان التجارب السابقة اثبتت فشل هذا النهج وما وصل اليه البلد من تدهور اقتصادي خطير وفساد مالي واداري وانفلات امني وبطالة فضلا عن المشكلات الاجتماعية والنفسية التي لاحدود لها، على جميع السياسيين قبل الدخول في أي معترك سياسي وضع مصلحة العراق نصب أعينهم وهيبة الدولة وان يتجردوا من كل الانتماءات الطائفية والعرقية والمناطقية وان ينصهروا جميعاً في بودقة الحب والولاء والانتماء لهذا البد وان يبتعدوا عن اية رهانات حزبية وبراغماتية نفعية .


إرسال تعليق

0 تعليقات