الإشاعة في عصر التكنلوجيا

مشاهدات



عدي سمير حليم الحساني


يرتكز الاستقرار المجتمعي على عدة ركائز مهمة من بينها انخفاض او انعدام الإشاعة في المجتمع، والتي كانت ولا زالت احدى اساليب اجهزة المخابرات المعادية التي تعمد على بث معلومات غايتها الأساسية هي خلق رأي عام مضطرب داخل الدولة على اعتبارها اداة اساسية في رسم خارطة طريق منحرفة وبعيدة عن التخطيط الاستراتيجي للدولة مما يسبب خللاً في جميع جوانب الحياة الأمنية والاقتصادية والسياسية والمجتمعية وغيرها، والذي يؤدي بدوره الى الانحراف الفكري للمواطن البسيط كلاً حسب تحليله للموضوع.

وجميعنا يعلم ان الإشاعة كانت تمر بمراحل عدة الى ان تصل الى مسامع افراد المجتمع لعدم وجود الوسائل المساعدة على انتشارها فكانت تؤخذ مثلاً من القنوات التلفزيونية او الإذاعات بعد اضافة او حذف او التلاعب بمفرداتها ليتم بثها بالشكل المخطط له الى ان تصل الى نسبة معينة من المواطنين تكون قد دخلت بعدة ماكنات فكرية بشرية ليتم نقلها بعد اعادة ترتيبها كلاً حسب فهمه او تصوره والتي سرعان ما يتم تكذيبها من قبل الأعلام المحلي لتنتهي دون اي تطورات، لذلك كانت الثقة شبه منعدمة بتلك المصادر.

واليوم وبعد التطور المستمر في وسائل التواصل الاجتماعي وتعددها والتي من الصعب السيطرة عليها فقد اصبحت الإشاعة مصدر شهرة لبعض البرامج والمواقع والتي تجد لها متابعين ومروجين ممن هم على شاكلة مروجيها حيث اصبح انتشارها وصياغتها لا يحتاج اساساً الى عناء فقد يأتي مراهق وهو جالس في احدى المقاهي الشعبية مرتدياً سروالاً قصيراً ممن يخدش الحياء ليُنصب نفسه قائداً ميدانياً او خبيراً عسكرياً او محللاً سياسياً او اقتصادياً ليُدلي بتصريحات نارية تُسر العدو وتضُر مصلحة البلد وهو من حيثُ لا يشعر قد ساهم في ترويج افكار اجهزة استخباريه ومخابراتية دولية واصبح عنصراً فعالاً في داخله بسبب الأعجابات والتعليقات التي يحصدها من اُناس بُسطاء فقد يُعلق رجل طاعن بالسن والذي اتخذ من هذه المواقع وسيلة للترفيه عن نفسه بعد ان هجره ابناءه او قد يأتي فاشلاً في حياته ليجعل من نفسه فيلسوف زمانه لُيناقش عن جهل وهم لا يعلمون انهم جميعهم شركاء في ترويج مواضيع نسخها الفاشلون والمغرضون من نسج الخيال.

بالمقابل نجد ان رجالاً صدقوا ما عاهدوا الله عليه ممن بذلوا الجهود وسهروا الليالي من اجل التصدي لهؤلاء، حيث جاء قسم مكافحة الإشاعة في دائرة العلاقات والأعلام في وزارة الداخلية ليكون راصداً ومكذباً للشائعات المغرضة وان يستغلوها لكشف زيف وجهل مروجيها، ولكن الموضوع يحتاج الى تظافر جهود اعلامية ومجتمعية وتربوية واسرية ودينية للتعريف بخطورة هذه الأكاذيب ضماناً لتحقيق الاستقرار الامني والمجتمعي.

إرسال تعليق

0 تعليقات