سحر صلاح الخزاعي
مع حدوث طفرات متسارعة في علم الإتصال والذي يعد الركيزة الأساسية للإعلام في إحداث التواصل مع الجمهور إنتقل الإعلام هو الآخر الى مرحلة جديدة مع تحولات كبيرة في مجال إيصال المعلومة من ناحيتي الدقة والسرعة وأصبحت مقولة إن العالم قرية صغيرة واقع حال .
فمع إمتلاك الناس لتكنلوجيا الإتصال ابتداء ً من الكمبيوتر ومرورا ً بأجهزة الموبايل مع وجود شبكة الأنترنت أصبح العالم بين يدي الناس صوت وصورة.
ومن هنا لجأ الجمهور إلى أسهل الوسائل للوصول إلى المعلومة وبدأ يغادر وسائل الأخبار القديمة ومن ضمنها المطبوعات الورقية .
فالجميع بإمكانهم تصفح ما يرغبون من على الشاشات الصغيرة والتي هي في متناول الأيدي.
من هنا بزغ الإعلام الإلكتروني فاصبحت جميع المطبوعات الورقية للجرائد هي أيضا في المتناول الكترونيا بضغطة زر بسيطة.
وللإعلام الألكتروني إيجابيات كبيرة ومنها إن المتصفح بإمكانه الإطلاع وببساطة على ما يرغب من تلك الصحف دون عناء ولا يقتصر كما في السابق على ما يحصل عليه من صحف ورقية يحددها في الغالب محيطه الجغرافي فهذا الشكل وليس بإمكانه الإطلاع سوى على عدد محدود مما يتم طباعته في مدينته أما اليوم فإن مطبوعات العالم جميعها بين يديه.
أضف إلى ذلك زيادة الاعداد من تلك الصحف الإلكترونية بشكل كبير فتلك الإصدارات الإلكترونية تعد ذات تكاليف أقل مما يغري الكثير من ذوي الاختصاص بتملك وسيلة إعلامية الكترونية مع وجود كوادر ليست بذلك العدد الكبير المكلف ماديا .
امنت وسائل الاتصال الحديثة سرعة إنتشار الخبر والاحداث سواء كانت مهمة أو غير مهمة فوسيلة الإعلامةالالكترونية قادرة على رفد مواقعها بالاخبار على مدار الساعة وتحديثها وهي ليست بحاجة الى انتظار اليوم التالي كما كانت المطبوعات الورقية وبذلك فأنها بدأت تنافس القنوات المرئية في هذا الامر ( سرعة الخبر وتحديثه ) فهي قادرة أيضا بث المقاطع الفيديوية على صفحاتها وبسرعة .
إذن مع وجود الإعلام الالكتروني والذي احدث طفرة نوعية في الأخبار واصبح يهدد المطبوعات الورقية والتي لجأت هي الأخرى لإستخدام قدراتها الكترونيا لمواكبة الأحداث ولتحافظ على نفسها من الإندثار مع احتفاضها بقدرتها على رفد الجمهور بالتحليل والاستقصاء . ومن مزايا الاعلام الالكتروني هو اتاحة الفرصة أمام الجميع لممارسة مهنة الإعلام وبذلك ظهر كم هائل من الاصدارات الألكترونية التي يديرها عدد محدود من الإشخاص
ولكن من سلبيات هذا الإعلام انه اتاح الفرصة للعديد ممن لايملكون مؤهلات العمل الإعلامي فأستهوتهم وسائل الإتصال الحديثة والسهلة للدخول إلى هذا المضمار لمجرد قدراتهم على استخدام وسائل الإتصال فنيا والكترونيا مما خلق جيلا يحاول امتهان ما ليس له ودون معرفة ودراية بأصول مهنة الإعلام وضوابطها مما انتج وسائلا اعلامية الكترونية ليست لها علاقة بمهنة الإعلام الحقيقية .
ومن مساوىء الإعلام الالكتروني هو عدم خضوعه للضوابط والمحاسبة خصوصا منه الإعلام الذي لم يكن يملك جذورا في ساحة الإعلام مع بروز مسميات اعلامية ( شخصيات ومطبوعات) ليست لها علاقة بالإعلام من بعيد او قريب.
واذا ما حسبنا إن كل مدونة هي تؤدي مهمة الإعلام من ناحية الإخبار فإننا أمام كم هائل من المدونات التي ايضا لها تأثيرها على الجمهور خصوصا تلك التي تصدر من إسماء معروفة.
هذا الإعلام بهذه السعة معناه دخل كل بيت وفي متناول الجميع واصبحت المرأة من الشرائح التي تمكنت من المتابعة وهي في المطبخ لتقرأ من خلال شاشة صغيرة في متناول يدها أخبار العالم الفسيح واصبح الأمر في متناول الجميع.
وبين ايجابيات وسلبيات الإعلام الألكتروني يكون الإعتماد على المتلقي في تمييز مابين ما هو صالح من الأخبار وصحيح ومابين هو كاذب وغير ذي اهمية.
ولكن في كل الاحوال لابد من الإقرار بأهمية الإعلام الألكتروني برفد العالم بالخبر السريع فما وفره هذا الإعلام للعالم هو اكثر جدوى من متابعة سلبياته التي بالإمكان وضع القوانين الحقيقية للحد منها و لإبعاد الطارئين عن هذه المهنة الشاقة .
0 تعليقات