بقلم / ابراهيم الدهش
نسمع كثيراً من الألقاب ومن مختلف المسميات لأشخاص بارزين في المجتمع سواء كان لهم حضورا ادبيا أو ثقافيا أو اجتماعيا وحتى سياسي ، وغالبا ما نجد مثل هكذا القاب في مجال الرياضة وخصوصا في كرة القدم ، فنسمع عن أسطورة الكرة بيليه و رونالدو و ميسي ومحارب الصحراء لزيدان والموسيقار وداينمو الفريق أو رأس حربة واسماء والقاب لا تعد ولا تحصى تتعلق بميزة كل لاعب ،،، أما بلدوزر وبصراحة اول مرة اسمع هذا اللقب وخاصة عندما يطلق على امرأة عربية مصرية لما تمتاز من قوة جسمانية ملفتة للانتباه ، بحيث استغلت هذه القوة البدنية التي تتمتع بها في رياضة الريست وهي نوع من أنواع المصارعة بتشابك الايادي بين طرفين متعاكسين ،، شاهدنا هذه الرياضة في افلام الاكشن الأجنبية التي لا تخلو من العنف والقوة ،،،،
في زيارتي الأخيرة إلى جمهورية مصر العربية وأثناء حضوري أحد المؤتمرات في القاهرة لفتت انتباهي شخصية اللاعبة جيهان مصطفى كمال
بطلة العالم في مصارعة الذراعين ،، لم تكن حينذاك ترتدي ملابس الرياضة المعروفة ولكن كانت ملفتة الإنتباه في أناقة ملابسها ومنطقها الهادئ في الحديث ، عكس ضخامتها والقوة الجسامنية التي تمتلكها وما حصلت عليه من إنجازات في البطولات العالمية ،، تشرفت بضيافتها حين قدمها لي صاحب الدعوة ، كضيفة شرف المؤتمر ، ودار الحديث بيننا بشفافية و روح رياضية بعيدا عن التشنجات والتوترات ،،
وقبل جلوسها مباشرة ألقت التحية والسلام وتحدتث معي مباشرة وهي مبتسمة ، ، ،
في خمس عشرة أعوام متتالية حققت أكثر من عشرين ميدالية عالمية وأكثر من ستين اخرى عربية ومحلية وبإبتسامة نقية أسكندرانية
قالت:
ولادتي في الإسكندرية ومنذ طفولتي وانا امارس هذه الرياضة بعد أن تفاجأ زملائي في المدرسة والهيئة التعليمي عندما حملت على كتفي ثلاثة تلاميذ في آن واحد وانا اركض بهم !!!
تاريخ ميلادي 19/11/1978 ،،
والجميل في حديثنا وحسب ما يقال في مصر ، كان ( البساط احمدي ) اي بمعنى ، بسيط دون أي منغصات ، وكاننا نعرف بعضنا منذ سنين
وقبل بدأ المؤتمر ومع أجواء نكهة القهوة المصرية المتميزة التي كنا نشربها معاً ،، سألتها عن بدايتها الرياضية فأجابت:
بدايتي كانت عام 2002 عندما شاركت في بطولة عالمية ولحد الان مستمرة .. وبقدر فرحة الفوز وما أشعر به من سعادة غامرة بعد نهاية كل بطولة، تبقى سعادتي الاولى عندما ارفع علم مصر أمام الجهمور لكي يعلم الجميع اني ابنة مصر العروبة، ورغم سرعة الحوار والوقت الذي أدركنا ، اكتشفت انها تمتلك نفساً وطنياً متميزاً ، لكونها تتحدث عن مصر بعد إعلان فوزها في البطولات العالمية ، رافعة العلم المصري وتصرخ بصوت مدوي !! اهدي هذا الفوز إلى بلدي مصر .. هذا ما لمسته من خلال الحوار .. سؤالي الاخير ماهي امنيات البلدوزر جيهان وما تطمح إليه بعد النجاحات المتلاحقة ، في حسابات أنها ثروة قومية اكثر مما هي وطنية خاصة بمصر ،
لأن ريعها يعود لنا جميعا ، وكعرب علينا أن نفتخر ونتباها بهؤلاء الابطال؟
ردت وهي مبتسمة:
قد تستغرب من امنيتي ، أن امنيتي الأولى والأخيرة هي أن أحظى بلقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي ، هذا ما أطمح إليه وإن يكرمني بكلمة ( شكرا ) هذا الكلمة تعني لي الكثير اولا كدعم معنوي وثانيا أشعر أن كل ماقدمته هو الصح ، وهذا ما يعادل كنوز الدنيا . .
وتبقى انتصاراتي هي لمصر ولابنائها ..
0 تعليقات