بقلم ابراهيم المحجوب
يعيش العراق حالة من السبات الدائم بسبب تردي اوضاعه الاقتصادية منذ ان دخل مرحلته الديمقراطية الجديدة قبل ثماني عشر عام.. فلقد شلت الحركة الاقتصادية بالكامل نتيجة توقف كل المعامل والمصانع والشركات التي كانت بالأمس القريب الرافد الرئيسي للخزينة العراقية وبسبب هجرة اغلب الكفاءات الى الخارج نتيجة تردي الاوضاع الامنية وبعض القوانين الازدواجية التي جلبها المحتل من الخارج فاصبح الطبيب والمهندس العراقي المعروف بكفاءته واخلاصه لعمله يعيش حياة الغربة ويؤدي خدماته الوظيفية في المهجر من اجل لقمة العيش والبحث لأسرته عن حياة آمنة بعيدا عن الصراعات الداخلية التي مرت بها البلاد....
لم يشعر المواطن العراقي الى حد هذه اللحظة اي تغيير على ارض الواقع سوى تحسن دخله الشخصي سواء كان كعمل وظيفي او من مصادر دخل آخر نتيجة ارتفاع اسعار النفط بعد عام 2003 والنهوض العمراني الذي حصل في العالم اجمع ولكن زيادة دخل الفرد العراقي يرافقها شوائب كثيرة اهمها انعدام الامن وقلة واضحة في تقديم الخدمات الأساسية كالكهرباء وتعبيد الطرق وتوقف الصناعة المحلية والاعتماد على الاستيراد فقط....
وتشير السنين الماضية ان العراق لم يحصل على اي تغيير سياسي اكثر من تغييرات في المناصب والكراسي وتغيير الوجوه فقط ولكن السياسة ثابته ومازالت كل الحكومات المتعاقبة تتعرض لإملاءات وتدخلات علنية وشبه علنية من قبل دول الجوار بسبب ولاءات طائفية او مذهبية او بسبب اختلاف قومي ورغم ان جميع السياسيين يزعم نحو التغيير الا ان هكذا مزاعم مازال المواطن العراقي يراها مجرد شعارات رنانة واحيانا دعايات انتخابية ولو انصفنا قليلا عن اكثر مراحل ازدهار العراق من الناحية الاقتصادية لوجدنا ان عامين بين 2010 و 2011 هي الفترة الوحيدة التي أستطاع فيها العراقيون عبور مرحلة الفقر حيث انها تعتبر المرحلة الذهبية للبناء والرفاهية في البلاد...واما ما تلاها وماقبلها فالشارع مرهون بالتفجيرات والقتل والمشاريع اصبحت متوقفة تماماً...
اليوم ورغم التجاذبات السياسية الا اننا نجد أملاً رغم بساطته الا اعادة القطار الى مساره الصحيح ولكن الامل الأكبر يبقى معلقاً الى الحكومة القادمة اذا ما تمت الانتخابات التشريعية القادمة كونها سوف تكون حكومة عمل اكثر من حكومة تصريف اعمال ولابد لرئيس الوزراء القادم ان يتوسع بعلاقات اقتصادية مع الشرق والغرب ولابد ان يعيد العراق الا محيطه العربي والاسلامي وهذا يحتاج الى رئيس حكومة قوي جدا ولديه القدرة للمناورة مع دول الجوار بسياسة محنكة بعيدا عن المجاملات استجابة لطلب الشعب وليس استجابة لإملاءات خارجية..
وان الساحة قد افرزت في هذه المراحل هكذا شخصية سياسية وهذا ما يتمناه العراقيين لأعادة لحمتهم الوطنية واعادة بلدهم الى مصاف الدول الاخرى....
0 تعليقات