في عيد الصحافة العراقية الانتهاكات ضد الآسرة الصحفية تجاوزت الحدود

مشاهدات




 


نهاد الحديثي


كشفت مفوضية حقوق الانسان في العراق،عن تسجيل اكثر من 400 انتهاك للاسرة الصحفية، فيما حملت الحكومة والقائد العام للقوات المسلحة والاجهزة الامنية,مسؤولية حماية المواطنين , وأشارت المفوضية، ان هناك انفلات امني واضح المعالم يدفع الصحفيين والاعلاميين ثمنه وهذا واضح من خلال استهدافهم المتكرر واخرها محاولة اغتيال الزميل مراسل قناة الفرات احمد حسن -- واضافت ان الاسرة الصحفية تعرضت الى اكثر من 400 انتهاك وكم هائل من التهديدات , وبالتالي البيئة اصبحت غير امنة وحق الامن والامان اصبح مهددا، واوضحت ان جريمة محاولة اغتيال الزميل احمد حسن يدلل ان هناك من يعبث مع قرب الانتخابات ويعمل على ان تعم الفوضى وهناك من يدفع الثمن خاصة من الاسرة الصحفية,واكدت على مطالبة المفوضية لاكثر من مرة بالاسراع في تشريع قانون جديد لحماية الصحفيين او تعديله ,وتشكيل لجان حقيقية وواقعية وتحقيق الحماية لهذه الشريحة المهمة وتامينهم,واوضحت / هناك استهداف ممنهج على شريحة الصحفيين من اجل ابقاء الفوضى في العراق، محملة الحكومة والقائد العام والاجهزة الامنيةمسؤولية حماية المواطنين

وفي مايو/ أيار الماضي، جاء العراق في المرتبة 162 من أصل 180 دولة بالعالم، في تصنيف مؤشر حرية الصحافة لمنظمة "مراسلون بلا حدود" لعام 2020 فيما أعلنت جمعية الدفاع عن حرية الصحافة بالعراق، توثيق أكثر من 400 انتهاك ضد الصحفيين والمؤسسات الإعلامية في البلاد خلال 2020-

وقالت الجمعية (غير حكومية)، في تقرير نشرته عبر موقعها الإلكتروني، إنها وثقت تلك الانتهاكات ضد الصحفيين والمؤسسات الإعلامية خلال عام 2020، وكان أخطرها خلال الثلاثة أشهر الأولى من العام بالتزامن مع الاحتجاجات وسط وجنوبي البلاد,,وأضافت مفصلة الانتهاكات/ تم اغتيال 4 صحفيين، وإصابة 10 آخرين، وحالتي تهديد بالقتل والتصفية الجسدية، واعتقال 74 صحفيا والاعتداء على 167 آخرين,كما رصدت الجمعية أيضا 14 هجوما مسلحا ضد صحفيين ومؤسسات إعلامية، إضافة إلى إغلاق 31 فضائية ومؤسسة إعلامية، وكذلك 3 حالات لرفع دعاوى قضائية وإصدار أحكام وأوامر مذكرات قبض بحق صحفيين -وقالت إن إقليم كردستان (شمال) شهد تراجعا خطيرا في مجال حرية الصحافة، لا سيما بعد الاحتجاجات الأخيرة المطالبة بالإصلاح التي شهدها الإقليم

لجنة حقوق الإنسان في البرلمان العراقي، حذرت على لسان مقررتها النائبة وحدة الجميلي، من تداعيات الاعتقالات والقمع التي طالت وتطال الناشطين والإعلاميين في المظاهرات, وهناك حالة قتل لصحفي في محافظة ميسان، وأخرى لصحفي في قناة (إن آر تي) مع عائلته، وعلى الرغم من القول إنها جنائية، لكن هناك بعض الشكوك تقول إنها متعمّدة , وأكدت النائبة العراقية، اعتقال مجموعة من "الصحفيين المهمين جدا" وتغييبهم، وهناك حالات من التهديد المباشر لبعضهم إضافة للناشطين الذين يحاولون تسليط الضوء على ما يجري كونهم سلطة رابعة , وحمّلت الجميلي، الحكومة المسؤولية الكاملة، ودعتها إلى مراعاة الإعلان العالمي لمبادئ حقوق الانسان، وإذا تراجعت في هذه المسألة، فستكون في مصاف الدول المتخلفة، وربما تُفرض عليها عقوبات من المجتمع الدولي، ومجلس حقوق الانسان العالمي

واتهم رئيس كتلة عراقيون النيابية، هشام السهيل، مخابرات دول - لم يسمها- مسؤولية عمليات الاغتيال التي طالت عدد من الناشطين والصحفيين، الى وجود قوى خارجية وداخلية لاتريد الاستقرار للبلد ولاتريد اجراء انتخابات نزيهة شفافة، وان هناك فرق موت تابعة لاجهزة مخابرات دول عديدة تعمل بالعراق يحركون هذه الفرق متى يشاؤون, ودعا السهيل قادة العراق السياسيين الى معرفة ان امن البلدان لم يعد محلي بل دولي, فقتل الصحفيين عمل ارهابي والمنفذون لديهم نوايا وغايات وفقا لطبيعة الانتماءات 

يقول ونستون تشرشل (إننا مستعدون أن نتخلى عن مستعمراتنا في البحار ولسنا مستعدين للتخلي عن صحيفة التايمز). ويقول تولســتوي (الصحف نفيــر السلام ، وصوت الأمن وسيف الحق القاطع، ومجيــرة المظلومين ، وشكيمة الظالم،فهي تهز عروش القياصرة وتدك معاقل الظالمين) وقال الفرنسي فولتــير( الصحافة ألـه يســتحيل كسرها ، وستــعمل على هــدم العالم حتى يتــسنى لها ان تنــشىء عالما جــديــدا) ، ويقول القيــصر الثاني ( جميل أنت ايها القلم، ولكنك اقبـح من الشيطان في مملكــته)، فيما يقول السلطان العثماني عبد الحميد الثاني بعد خلعه( لو عـدت الى يلـدز لوضعت محرري الجرائد كلهم في أتون كبريت) ،ومقولة الكاتب والصحفي الراحل مصطفى امين( اقلام كل امة هي تيجانها التي تزين صدرها)، وخير معبـر لدور الصحافة قول اميــر الشعراء احمد شوقي

فكل زمان له أيـــة وأيـــة هــذا الزمان كتــاب 

الصحافة مهنة مقدسة سياسيا واجتماعيا ،وهي مهنة المتاعب الباحثة عن الحقيقة في كل زمان ومكان، والصحفي الحقيقي ليس سياسيا ولا حزبيا كالجندي في ساحات الوغى ، يقاتل لآجل تحقيق هدف وطني وقومي شريف , الا ان الحقيقةتشيربان الصحافة العراقية سيست في كل الانظمة السياسية منذ ولادة الدولة العراقية وحتى الان،والصحفي العراقي خدم وطنه بما اتيح له من حزمة (الاشارة)الخضراء التي اتيحت له، ولاننكر ايضا ان الانظمة السياسية العراقية – في اوقات محددة - اولت اهتماما واسعا للصحافة وانشئت لها بوابات للعلم والتحصيل الدراسي الراقي ،وفسحت لهم افقا واسعا للعديد منهم في مواصلة الدراسات العليا خارج وداخل العراق

الصحفي في العراق ومعظم الانظمة العربية مغتالا، مطاردا، مخطوفا، سجينا، وتؤكد الحقائق ان عملية الاعتداء على الصحفيين تجاوزت الحدود في حين ان الصحفي لايحمل سلاحا، وسلاحه القلم ، ولا زال العديد من السياسيين العراقيين و العرب يخاطبون الصحافة بلغة التعالي وربما الاحتقار، وينظرون للصحفي انه شخص يحفر قبره بيده!! والصحفي لايعرف الحقد والكراهية، ولا يحب الارهاب والقتلة والمجرمين والفاسدين، فالمشكلة هي مع الانظمة الحاكمة التي ترهب الكلمة وتخنق الصحيفة وتغتال الصحفي دون ان تفهم ابعاد هذا التسلط والارهاب


إرسال تعليق

0 تعليقات