مامصير اللاجئيين العراقيين

مشاهدات




نضال عاشا


يتواجد في مجتمعنا العراقي ومن ابنائنا العراقيين ثلاث فئات تعاني من عدم الاستقرار إلا وهي )المهاجر، والنازح واللاجيء) وتختلف المصطلحات عن بعضهما البعض.

 المهاجر : هو الشخص الذي يهاجر من مكان الى آخر داخل بلده نتيجة الظروف الامنية غير المستقرة والتي تهدد حياته، أو الظروف الاقتصادية التي تعرقل وضعه المعاشي، مما يضطر لترك محل ولادته وسكناه والتوجه الى منطقة اكثر أمناً واستقراراً اقتصادياً.

اما النازح:  الشخص الذي ترك مكانه ومنزله عنوة نتيجة العنف والاضطهاد والتهديد المستمر لحياته وحياة عائلته مما جعله يترك كل شيء ورائه ويبحث عن منطقة آمنة يستقر بها الى حين عودة الاستقرار في مكان سكناه وربما قد لايعود لظروف تحكمه للاستمرار في حياته في المنطقة التي نزح اليها.

أما اللاجيء: الشخص الذي ترك دولته نتيجة الاضطهاد والتهميش في الدولة التي ولد بها وحمل جنسيتها، قد يكون اغلب الاحيان نتيجة العرق والدين والقومية...الخ  مما جعله يغادرها ليلتجيء الى مكان يشعر به بوجوده وكيانه، والامان الذي فقده في وطنه، مما يدفعه لتقديم اللجوء الى دولة اخرى عن طريق المنظمات الدولية. 

يخضع اللاجئين الى الحماية وفق القانون الدولي بواسطة معاهدة اللاجئين لعام 1951، التي تعرّف ماهية اللاجئ وتحدد الحقوق الرئيسة المقدمة له. المبدأ الرئيس للمعاهدة هو رفض طرد اللاجئ أو إعادته الى أوضاع تشكل تهديدا على حياته وحريته. يحصل اللاجئ على السكن الإجتماعي وحقوق الرعاية والمساعدة في إيجاد وظيفة والاندماج في المجتمع. تتوقع المفوضية العليا لشؤون اللاجئين وجود نحو 60 مليون إنسان مهجر قسراً حول العالم، ويشمل هذا العدد المهجرين داخل دولهم.

لقد غادر البلاد الكثير من العوائل العراقية بكافة قومياتها وطوائفها وبالاخص الاقليات تاركين منازلهم ومناطقهم واللجوء الى الدول المجاورة (لبنان، تركيا، الاردن) بحثاً عن ملاذاً آمن كمرحلة وسطية للعبور واللجوء للحصول على توطين في دولة اخرى لديها امتيازات تساعدهم للعيش في أمان بعيد عن الطائفية المقيتة والتهميش المستمر، بأنتظار الرحمه من منظمة الامم المتحدة لشؤون اللاجئين، لتمنحهم حق التوطين في أي دولة، بالاضافة الى دفع المبالغ الباهظة من اجل الحصول على كفيل يكفلهم في بعض الدول التي تتعامل بهذا الشكل من المعاملات للتوطين، وتبدأ مرحلة ملأ اللاجيء الفورمات المطلوبة منه، ويلجأ لدفع المبالغ ليحصل بعد فترة وجيزة على الرفض لمعاملته لعدم اقتناعهم بقصته، حتى لو قتل احد من افراد عائلته او خطف أو هجر من منطقته، كونها قصص متشابهة، نعم يا منظمة الأمم المتحدة العراقيين قصصهم متشابهه كونهم يعيشون نفس الظروف الامنية الصعبة التي يمر بها ابناء العراق عامة والاقليات خاصة. 

رحلت العوائل العراقية بعد دخول داعش وتركت ديارها التي دمرت، والتوجه الى من يساعدها للتوطين في دول تمنحهم الحرية والحقوق التي سلبت منهم في دولهم، ومنهم من حصل على اللجوء بعد دفع مبلغ الكفالة للكفيل الذي يتكفل بهم في الدولة التي يلتجأون اليها والذي اثقل كاهلهم وأدى الى افتقار ميزانيتهم، وبعضهم حصل على الرفض كما ذكرنا سابقاً لعدة مرات دون معرفة الاسباب، وتستمر المعاناة بين البحث عن عمل في الدولة التي منها سيحصلون على التوطين والسفر للمكان الذي سيستقرون بها فيما بعد، الى صعوبة العيش ودفع الايجار الذي يثقل كاهلهم ويرهقهم، وكيفية الاستمرار بالحياة البائسة التي احبطت معنوياتهم ودمرتهم، وهل سيحصلون على مايريدون؟.

يواجهون حياة صعبة آلام وحزن وكآبة يعتريهم ويهدم نفسيتهم، فارقتهم الفرحة وأشغلهم كثرة التفكير الذي اتعبهم، واصابهم بأمراض مختلفة، والذي أودى بحياة البعض منهم، أضافة لمن فارقوا الحياة نتيجة الهجرة عن طريق البحر أو واسطة نقل اخرى عبر الحدود العراقية اوغيرها للوصول الى مايبغيه المواطن العراقي من عيش رغيد، أموات وأحياء في بلد الانتظار ودول الغربة والبحار، شباب في عمر الزهور تغادرنا الى مثواها الاخير وبطرقٍ تحزن النفس وتعصر القلب للبحث عن مستقبل افضل، امهات هاجرت لتضمن مستقبل افضل لابنائها في بلدان اخرى متحملة قسوة الأيام والذل والهوان، اطفال تحرم من التعليم بأنتظار موطن الأستقرار لتكمل تعليمها وأن كانت متأخرة، شيوخ اثقلت الهجرة ومغادرة الموطن الاصلي شيبتها، شباب وشابات بعمر الورود غادرتهم الابتسامة ينتظرون بفارغ الصبر المستقبل الجديد في بلد التوطين.

 منذ سنوات طوال وشعوبنا واوطاننا تعاني من التهميش والاضطهاد والتهجير، مغادرةً موطنها ومحل سكناها الذي عاشت به طفولتها وسنين عمرها، تعاني فراق الاصدقاء المؤلم والجار العزيز، لتضيع في بلاد الغربه وتتطبع بطباع غريبة عنها، ومازالت تعاني وهي في محطة الانتظار الاذلال والاستغلال من قبل بعض من عديمي الرحمة، وتستنجد وتصرخ الى منظمة الامم المتحدة والمنظمات الدولية لترأف بها، والتي أغلظ قلبها واصبحت لا تهتم لمعاناة اللاجئين وما يصادفهم من معاناة ومشاكل وصعوبات مادية ومعنوية في دول الجوار، وقد يفقد البعض منهم الأمل باللجوء لدولاً يبغونها وتوفر لهم الحياة الكريمة، ليقرروا العودة بخيبة أمل وقلق على المستقبل المنتظر الى موطنهم، حين ابلاغهم من قبل منظمة الامم المتحدة الـ ( UN) بأن بلدهم اصبح آمن !!!...

 أين الأمان ؟ وأين الاستقرار؟ والعراق مازال يناضل من أجل العيش كباقي دول العالم، لاماء صالح للشرب ولاكهرباء والتي هي ابسط الحقوق الممنوحة في كافة البلدان، كيف يعود ولا زال الوطن في محنة اسمها عدم الأمان ولا زالت الطائفية والعنصرية متجذرة في المجتمع العراقي، بالاضافة لاستمرار الخطف والقتل والسلب والاغتصاب والعنف في ارجاء المدن العراقية، وانتشار الفقر والبطالة والتهميش المستمر وعدم نيل الحقوق المشروعه كمواطن  في بلده حاله حال غيره، كيف يعود ولا زال صراخ الامهات وبكاءها يتعالى في شوارع مدن العراق. 

ليكن الله في عونكم ايها اللاجئين العراقيين في دول الجوار تنتظرون الأمل المرتجى، ولمن يمد لكم يد العون وينتشلكم من بؤسكم المرير ومعاناتكم المؤلمة، لتنتهي بمغادرتكم ولجوئكم الى دولة توفر لكم الحياة الهانئة، وتمنحكم الحقوق التي حرمتم منها في بلادكم، لتضمنوا مستقبلاً زاهراً لكم ولابنائكم واحفادكم، فأنتم من تنثرون الحب أينما حللتم لانكم ابناء المحبة والسلام.

إرسال تعليق

0 تعليقات