محمود الجاف
ما الذي يجعلني أنا ؟
هل هو جسمي أم عقلي أم عواطفي؟
وأي جزء مني يهم الاخرين . كُلي أم بعضي ؟
لو إن أحدهم ذهب الى الحرب وعاد بلا ساقين . هل يُصبح شخصاً آخر؟ البعض يشعرون ان من المفروض إزالة جزءًا منهم لانهم سيصبحون اجمل ولا يستطيعون العيش معهُ ويُحاولون أن يُخبئوه . وقد يُراجعون أطباء ليجروا لهُم عملية جراحية للتخلص منه وبعد انتهاء مفعول المُخدر يشعرون بسعادة لأنهم يعتقدون انهم أصبحوا اجمل .
لعلك مصدوم ولكنها حقيقة ... ابحث حولك وستجدهُم .
كم شخص تعرفهُ غير شكلهُ أو حاجبيه أو انفهُ أو شفتيه بحجة التجميل ؟ كثيرون ...
السؤال الآن هل الحياة صفة يُشعرك بها العقل ؟ ام انها علمك وعملك وانجازاتك ... ام هي جمال شكلك وجسدك ؟ ... وهل من المُمكن ألا تكون حيا رغم وجودك ؟
يقول ديكارت : أنا أفكر إذا أنا موجود . هل فعلا كل من يُفكر موجود ؟ هناك حالات خالفت ما كان يعتقدهُ . لان بعض الناس ميتون رغم إنهُم يفكرون ويتحركون . ميتون في نظر اقرب الناس اليهم . لأنك لاتشعر بانهم على قيد الحياة الا عندما يصرخون او يلعنون الاوقات التي ادوا فيها ادوار الحب والاخلاق حتى اكملوا مسرحية الزواج والانجاب . ثم تبين انهم بلا احساس ولامشاعر ولايحملون أي مظهر من مظاهر الحياة ... رغم إن البقاء حيا أو ميتا لايرتبط بالجسد فقط إنما بالطريقة التي نفكر فيها ... فهل أنت القصة التي تبنيتها في ذاكرتك؟ أم التجارب الشخصية التي مررت بها في حياتك؟
لايعلمون اننا بحاجة إلى التماس الجسدي في الكثير من الأحيان حتى نشعر بأننا أحياء . احتضن من هم بحاجة إلى الدفء والحب .
قد نجد بعض الإجابات على ذلك في المصاب بمرض آلزهايمر . عندما تبدأ ذاكرته بالفشل وقصصه الشخصية بالإنهيار . يبدأ بسرقة الحكايات التي تجيب عن السؤال : من أنا ؟ ذلك التاريخ الذي نرويه عن أنفُسنا كلهُ يتلاشى . فلا ماضي ولا حاضر ولا مستقبل ولا أنا . يدخل من باب الحياة كثيرون ويخرجون منها ولم يكونوا أحياءًا أبدا . فابحث عن انجازٍ يُخلدك ...
ولاتقل إني أُحبك لأحد ...
قبل أن تثبت ذلك من خلال السلوك .
0 تعليقات