علي السوداني
ولقد كان علينا منذ البدء أن نقول للذين في قلوبهم مرض وفي عقولهم عطب وفي مخيالهم هوى لا تعرف بوصلته ، إنَّ من كان منكم على عداوة أو خلاف فكري مع حركة المقاومة حماس ومن معها من الفصائل ، فلا يجوز له ديناً وخلقاً ومنطقاً أن يتحول الى فرشاة قنادر لتلميع وجه الصهيونية المتوحشة وزعيمها الكذاب نتنياهو السفّاح ، وهذا ما يدخل حتماً بباب أضعف الإيمان ، والذي لا يجوز تحويله إلى سبب للخمول والهروب واليأس والفرجة المخجلة على مشهد الدم الفلسطيني العزيز ، وهو يسيح بفعل الآلة الصهيونية الغدارة الجبانة .
معركة غزة وهي مدينة مقدسة حقاً ، بدأت شرارتها بعد قرار الكيان الصهيوني المسخ المشوه المزوَّر ، بترحيل السكان العرب الأصليين من حي الشيخ جراح والذي هو جزء أصيل وثابت من جغرافيا مدينة القدس القبلة المحتلة حتى الآن .
بدأت معركة الأمل تلك وفق مبدأ العين بالعين والصاروخ بالصاروخ والبادىء أظلم وليس من حقه الشكوى والعواء والنباح ، حيث لا توجد مقارنة منصفة وعادلة بين سلاح المقاومين الأطهار وبين سلاح جيش وقطعان الغزاة الذين يمتلكون أحدث وأعظم أسلحة التدمير الشامل وهي التي جعلت الوغد الأمريكي شريكاً أساسياً في هذه الجريمة الكبرى المعلنة .
في المشهد الشريف أيضاً ظهر على الشاشات المتاحة زعماء ومسؤولون ومفوهون أجانب ، كانت أصواتهم الطيبة أعلى وأجمل وأنبل من بقايا أصوات وحشرجات الزعماء العرب الخائفين ، الذين كان عليهم أن يرفعوا السبّابة بوجه الصهاينة المعتدين وأمريكا الراعي الرسمي والممول الأكبر للمجزرة وحرب الإبادة القذرة ، وبهذا ستحميهم شعوبهم الثائرة وستزرعهم في القلوب وفي حدقات العيون ، ولن يكون بمقدر الأمريكان والحال هذه ،
أن يزيحونهم عن كراسيهم وعروشهم التي ستأخذ شرعيتها الآن هذا من شرف وكرامة الموقف العظيم .
من بركات هذه الملحمة الموجعة والمكلفة وأيضاً المبهجة والمدهشة ، هو ظهور الأسئلة الصعبة والحاسمة بين قطعان المستوطنين الأجلاف الغزاة ، حول مصير هذه الدويلة المفبركة ومقدار هزالة الأكاذيب والخرافات التي قامت على أساسها ، وهذا والله سيكون مفتاح نصر وباب كشف وبئر قنوط وفكرة هروب جماعي صوب البلدان الأصلية التي جائوا منها !!
نعم تلك هي غزة وما حولها ، وقوة الزلزال المادي والنفسي الذي صنعته بالدم وبالبطولة الاستثنائية ، سيكون قياساً ثورياً رائعاً ، بعدها بمقدورك أن تقول وتشرح وتعلن عن خلافك الفكري أو النفسي مع حركة حماس وأخواتها .
0 تعليقات