الظواهر السلبية في المجتمع أسبابها - نتائجها - معالجتها ..

مشاهدات




بقلم / ابراهيم الدهش


هناك العديد من الظواهر السلبيَّة، نتيجة الممارسات الخاطئة من قبل بعض الأفراد في المجتمعات، ممَّا يلحق الضرر بهم وبغيرهم وبالمجتمع برمته، بل وبالوطن بصورة عامة لأنَّ الإنسان الواعي المتعلِّم والمنتج، هو رصيد مهم للمجتمع وللوطن.

ومن خلال هذا البحث سنقوم بتسليط الضوء على ابرز هذه الظواهر، وبيان بعض العوامل التي يؤدي إلى ظهورها، وكيفية علاجها. فمن بين أبرز هذه الظواهر الاجتماعيَّة السلبية وخاصة التي تنتشر في شرائح مختلفة من المجتمع ولدى بعض الأفراد أيضا: 

1. العنف الأسري، لقد أصبحت بيوتنا مأوى لهذه الظاهرة السيّئة. واللجوء إلى العنف والضرب والعنف اللغوي ايضا، حيث ينتشر في المجتمعات وخصوصا المتخلفة منها، وكثير ما تتعرض النساء والاطفال، كما ظهر في الآونة الاخيرة العنف ضد الرجل ايضا.

2. التسرّب من المدارس، فتجد الطالب يَظهَرُ أمام أهله انَّه متوجه إلى المدرسة، ثمّ يَتَهَرَّبُ منها سواء بعد وصوله إليها، أو قبل أن يصل، فهذه إحدى طرق ومظاهر التسرب من المدارس.

3. ظاهر الانتحار التي انتشرت انتشارا مخيفا وخاصة عند الشباب من الذكور والاناث دون سن ٣٠ سنة وفي اغلب البلدان العربية .. وللأسف الشديد لم يعلن عنها إعلانا مباشرا ، حيث ان اغلب ذوي المنتحرين لم يفصحوا امام الملأ عن سبب الوفاة فكان الغالب يعلن عنها كحادث عرضي .

4. التدخين وتعاطي المخدّرات، فالتدخين كما نلاحظ ينتشر في مجتمعاتنا بكثرة حتى الأماكن العامَّة كالحافلات، والمدارس والأسواق لا تخلو من شروره. واما المخدرات فهي أخطر ظاهرة تُبتلى بها المجتمعات، حيث يقع العديد من الشباب ضحايا الإدمان عليها.

5. التسول وهي ظاهرة منتشرة ايضا وخاصة في البلدان الفقيرة لأسباب عدة سوف نتحدث عنها لاحقا .. حيث أن أغلب المتسولين اتخذوا تقاطع الطرقات وقرب المراقد الدينية وامام الدوائر المؤسسات الحكومية وغير الحكومية ملاذا لهم .

6. البطالة وهذه ايضا منتشرة في عموم البلدان العربية وخاصة من الخرجين والعاطلين عن العمل.

7. التهديد بإطلاق النار في اي حالة شجار ومهما كانت يسيرة الا انها تتنامي في الفئات غير المتعلمة في المجتمعات. وكذلك اطلاق النار  العشوائي في المناسبات والأعراس والأفراح بصورة عامة.

8. غياب المواطنة والشعور بالانتماء للوطن .. فكلُّها حلقات تتكامل وتتلاقى في ذلك الصحبة الحسنة.

9. الوساطة وتعاطي الرشوة المنتشرة بين شرائح واسعة في المجتمع وحتى في أعلى المستويات، وعدم محاسبة المذنبين والمصرين على تعاطيها.

كما انتشرت في الآونة الأخير ظواهر أخرى أثرت سلبا ليس فقط على الفرد او الأسرة وإنما كان لها تأثيرا مباشرا على المجتمع .


 الاسباب:

هناك العديد من العوامل التي تسهم معاً في ظهور مثل هذه المظاهر التي منها:

 ١- قلة الوازع الديني وضعف الإيمان في النفوس، فقوَّة الإيمان في النُّفوس توجه صاحبها للعمل الصالح، وتنهاه وتردعه عن العمل السيّئ.

٢- اضطراب القيم والمفاهيم، ولا سيَّما مع الثورة المعلوماتيَّة الهائلة والمفتوحة على مصراعيها عبر الشبكة العنكبوتيَّة، حيث يجد الشابُّ العديد من المفاسد ليقلِّدها ويحملها إلى غيره. 

٣- الجهل، فبعض الأفراد يقع في مثل هذه الفِعال، نتيجة جهله بعواقبها وتأثيرها عليه كالمخدرات مثلا .

٤- الأنانيَّة المفرطة، حيث يُؤْثِرُ الفرد مصالحه الخاصَّة ولو كانت سلبيَّة وسيّئة في بعضها، على المصلحة العامَّة، فالذي يدخن في الأماكن العامَّة يعكس صفة متقدمة من الأنانيَّة، حيث قدم نزواته الخاصَّة رغم ضررها وسلبياتها على المصلحة العامِّة. 

٥- غياب الرقابة الأسريَّة الصحيحة فنشأ الطفل منذ صغره على المفاسد، ورافقته في طور الشباب حتى انحرف من خلالها دون رقابة صحيحة من أهله. 

٦- انعدام الرقابة الذاتيّة، وهي على صلة مباشرة بضعف الإيمان، فالإنسان ضعيف الإيمان، لا يستشعر أنّ الله يرى ويعلم سلوكه وأفعاله. الصحبة السيّئة، حيث إنَّ لها أكبر الأثر في مثل هذه الظواهر السيئة، فالصديق يؤثر بصديقه سلباً أو إيجاباً. 

7- ضعف تطبيق القوانين الصارمة لردع المتجاوزين وممن تسول له نفسه في الحاق الاذى لنفسه او للآخرين.


العلاج:

لعلاج الظواهر الاجتماعية السلبية التربية والتنشئة الصحيحة والسويَّة، فهي الأساس في نجاح الفرد واستقامته. اضطلاع الأسرة بدورها الرقابي بشكل جيد. ويمكن معالجة هذه الآفات الاجتماعية من خلال:

1-  التوعية المناسبة وذلك من خلال عقد الندوات والتجمعات التوعوية وكذلك عبر المساجد والمحاضرات الدينة والمدارس ..

2-  دور الاعلام و وسائل الإعلام، السمعية والبصرية عبر الفضائيات 

3- وضع القوانين الحاسمة والنافذة للحد من انتشار هذه الامراض الاجتماعية وتعاون الجميع من اجل تطبيق القوانين الخاصة بردع المتجاوزين على حقوق افراد المجتمع. 

4- الاهتمام بالمناهج الدراسية وتشذيب المواد الدراسية من الحالات التي تنمي ظاهرة التطرف والعنف لدى التلاميذ والطلبة على اختلاف مستوياتهم الدراسية.

5- عدم السماح لبعض الاشخاص ممن يحسبون على الدائرة الدينية بحشو عقول الشباب والسذج من الناس والخاوية عقولهم ببعض افات التطرف وذلك من خلال استخدام الدين كوسيلة لإغراء الشباب واستدراجهم لغرض زجهم في العمليات الارهابية.

6- الاهتمام بالأسرة ماديا ومعنويا من اجل تنشئة جيل محب للسلام والامن الوطني العام.


النتائج:

١- نشأة جيل غير قادر ولا مقتدر على تحمل المسؤولية 

٢ - تفكك الأسرة وانحلالها 

٣- بناء دولة ضعيفة أسست على أساس هش وواهن. 

٤- سهولة السيطرة على البلدان العربية  ونهب خيراتها من قبل الدول الاستعمارية. 

٥- دخول الإرهاب وتنفيذ العمليات الإرهابية من خلال استخدام المدمنين على المخدرات وشراء الذمم لتدمير الشعوب 

٦- إستحمار الشعوب واثارة الحروب بينها من اجل خلق سوقا لتصريف المعدات والأسلحة الخفيفة والثقيلة من قبل الدول الاستعمارية من خلال تنفيذ مآربهم وتقوية اقتصاد بلدانهم .

إرسال تعليق

0 تعليقات