من السليمانية ..ايادي من ذهب..

مشاهدات



ثائرة اكرم العكيدي 


تواصلت اليوم وللاسبوع الثاني على التوالي فعاليات معرض السليمانية الدولي الثالث المعرض الذي يستمر لغاية العاشر من نيسان الحالي، يضم مشاركات أبدعتها المرأة حيث كان حضورها مميز للاعمال اليدوية من خلال كروب ضم العديد من المتميزين بالحرف اليدوية من كلا الجنسين وكان للمراه حصة الاسد في هذا التميز  في مختلف الاتجاهات من عمل الاكسسوارات والحياكة والتطريز وفن الرسم الزيتي فقد برزت اعمالها لتحمل تعبيرات حول ملامح المرأة ودلالات عن شخصيتها الأنثوية وبما يحاكي ذاتها، فمع التجول في المعرض نجد المرأة تارة رمزاً للجمال الشكلي، وتارة أخرى تعبر عن معاني الجمال الداخلي حيث القيم الروحية والإنسانية عبر معاني الحب والعطاء والتضحية من خلال ابداعاتها اليدوية الفلكلورية  عبر اللوحات قامت بصياغتها لتعبر بها عن  الحالات االاجتماعية وانفعالات السيكولوجية وأفكار فلسفية مختلفة.

السيدة (نسرين محمود حسين) من اللواتي ابدعن في فن الاكسسوارات وتطريز الزي الكردي الجميل كان لنا معها هذا الحديث وتكلمت قائلة :

ان الأعمال اليدوية الحرفية مثل التطريز وعمل القلائد والشغلات الفلكلورية اغلب النساء تقوم بها  لزيادة الدخل ومساعدة رب الاسرة في المصروف بسبب الظروف الاقتصادية التي يمر بها الاقليم من حيث قلة الرواتب وزيادة سعر المواد بالتالي لايكفي ان يعمل الاب فقط لاعالة اطفالة واسرته فوجب على المراه ان تكون عونا له وخاصة اذا كانت لاتملك وظيفة حكومية لذا يترتب عليها بذكاؤها ومقدرتها واصرارها ان تاخذ اتجاه يساهم ولو بشي بسيط مصرفهم اليومي .

كما تحدثت  السيدة (اشتي صلاح الدين ) وهي ام لاثنين من الابناء كذلك موظفة ولها دوام لكن هذا لم يمنعها من مزاولة هوايتها ليس لجني المال فحسب بل  تجد ان الكثير من النساء يجدن الراحة النفسية الكبيرة  في هذه المعارض الخاصة بهم، علاوة على ذلك المنفعة المالية والتعرف على الاشخاص السيدة اشتي تحدثت عن انجازاتها في فن الاعمال اليدوية والاكسسوارات قائلة :

احيانا تكون هذه الاعمال مربحة حسب الزمان والمكان التي تقام فيه هذه المعارض ويجب على علينا دراسة ذوق المستهلك وماالذي يرغب بشرائه  إذ ان هناك سلع  تسخدام في مناسبات متنوعة مثل عمل طوق واكليل الورد لزوم ليلة الحناء وتزاهيب الخطوبه ومايلزمها كما ان هناك نوع خاص من الملابس والاكسسوارات تقتنيها بعض النسوة في موسم معين ولمناسبة ما وحتى هناك ايضا اسبوع المولود واعياد الميلاد وعيد الحب وغيرها من المناسبات الشائعه في مجتمعنا وكذلك ديكورات المنازل وهدايا الأعياد، كما أن الخامات المطلوبة متوافرة بأسعار مناسبة للبدء من المنزل بكميات بسيطة، ويمكنك تعلم طريقة صنعها بسهولة في المنزل، عن طريقة المواقع الإلكترونية ويوتيوب..

وتحدثت السيدة (بيان رشيد )وهي مديرة الكروب النسائي( یەکییتی سەندیکاکانی کوردستان لقی سلیمانی . بەشی ڕستن و چنین و دەست ڕەنگینی) والذي تديره من خلال تهيئة اماكن العرض قالت :

عندما تكون هناك نماذج أمام النساء يُحتذى بها، فمن المحتمل بشكل أكبر أن يشجعهن ذلك على دخول قوة العمل، وجلب المواهب والمهارات التي تفيد الجميع، فالمراه الكردية متفوقه وبترزة بالاعمال الخرفية اليدوية منذ زمن بعيد حيث اشتغلن قجيما في عمل البسة الاكفال والكوشات والخيزران وتصميم وتطريز اثواب الاعراس هي مهنه توارثتها المراه الكردية عن اجدادها واسلافها لها تاريخ قديم ومازال الطلب والاقبال عليها مستمر وبشكل كبير،جدا لكن الظروف الاقتصادية وقلة الرواتب ادت الى قلة الشراء لدى البعض..ولا يزال كثير من النساء الكرديات الناجحات غير معروفات، ويوجهن اهتمامهن إلى العمل بدلا من الإعلان عن نجاحهن خلال المقابلات الإعلامية، والكتابة عبر مدونات الإنترنت، ومقالات الصحف، والمؤتمرات ويقول البعض إن الوقت قد حان لتغيير ذلك، وبالتالي تُظهر نساء أخريات أشياء قوية لتذكر بما يمكن للمرأة أن تنجزه من أعمال، حتى في المجتمعات العربية  التي تغلب عليها سيطرة الذكور.

وثمة العديد من هذه الحرف  التي من السهل فعلها وثمة حرف أخرى يصعب عملها، وهذا يعتمد على المستوى الذي تريدينه لتطوير موهبتك. ولكن بالمجمل كل الحرف جميلة وثمة أفكار مناسبة للجميع .

تُحب الفتيات الحرف اليدوية ومنها نقش الحناء كان لنا وقفه مع الشابة ذات الوجه البشوش( كالى ) والتي كانت تبجع في هذا المعرض بموهبتها في نقش الحناء سالتها من اين تعلمتي هذه الحرفه اجابتنا قائله انها تحب هذا النوع من العمل الذي ياتي لها بمذخور مالي قالت انا طورت نفسي من خلال دوره شاركت بها في دولة الامارات العربية ذهبت هناك وتكبدت عناء السفر فقط كي اتعلم نقش الحناء على اصولها وبطريقة صحيحة ومتقنه جدا حيث تمثل الحناء طقساً من الطقوس القدية ليس فقط في البلاد العربية بينما هنا في كردستان وبالاخص في مدينة السليمانية  قديماً كانت النسوة تتزين وايضا الفتيات في الأعياد والمناسبات السعيدة، برسمه على الأيدي والأقدام، ليظهرن في صورة زاهية، ومبهجة، تعبيراً عن فرحهن بالمناسبة.وكان نقش الحناء قديماً يتم بطريقة تقليدية، إذ تجتمع النساء مع طفلاتهن في منزل إحدى الجارات، ويتبادلن الأدوار، كل واحدة ترسم النقش للأخرى.

لكن اليوم تطور النقش بالحناء من حيث أشكاله وطريقة رسمه، وأصبحت هناك محلات مخصصة للنقش وخلطات عصرية.

لقائنا الاخر كان مع (ريكر مصطفى )وهو ايضا يقع ضمن هذا الكروب كانت اعماله جدا مميزة وذات طابع غريب واسعارة مناسبه كانت ضئيلة جدا بالنسبه لنوع وضخامة وفخامة العمل سالته كيف كانت بدايته وكيف طور موهبته هذه اجابنا قائلا ..الابتكار والإبداع هما محركا التقدم البشري. ونعني بالابتكار منتجات جديدة أو طرائق صنع جديدة، ونعني بالإبداع أشكالا جديدة للتعبير الفني الأصلي كما يتجلى، مثلا، في الأغاني والكتب والصور والأفلام وغيرها..

ومنذ بداية الزمن، ما فتئ المبتكرون والمبدعون من الذكور الإناث يغيرون عالمنا بفضل ما يملكونه من قوة الخيال. أما اليوم، فإن الابتكارات وأشكال التعبير الفني الجديدة بصدد تغيير حياتنا بوتيرة غير مسبوقة. 

كان لقائنا الاخير والمميز مع السيدة جيان رضا محمد تحدثت لنا عن تاريخها في صناعة الاكسسوارات والاعمال اليدوية الحرفية قائلة : كل المنتجات التي نستمتع بها اليوم هي ثمرة سنوات من البحث والتطوير، والتجريب والاختراع. وهي كلها بالفعل من إبداعات العقل البشري.سألناه عن المعارض التي شاركت بها وكيف كان البيع لها والشراء لدى المستهلك والمواطن اجابتنا قائلة:

من سلبيات هذه المعارض والاسواق أنها تعاني من محدودية البيع بها، ويوجد أيام لم يكن بها بيع ولا شراء. واحيانا نعمل تخفيضات كبيرة  لبضاعتنا تصل  قد تصل إلى تخفيض 50٪ بعكس الاسواق الاخرى من المولات وغيرها وعلما ان المولات والاسواق بضائعها عادية ليست كبضاعتنا فالاعمال اليدوية تكون استثنائية وغير متوفرة في النولات والاسواق  

سبب قيام هذه المعارض والبازارات  هو اضطرار الكثير من السيدات إلى بيع المنتجات في اماكن عامة بسبب عدم القدرة على ايجار المحلات بسبب ارتفاع اسعار المحلات والدكاكين داخل المولات وخارجها لذا فان بعض المنظمات تقوم بدعم هذه الشريحة  من خلال علاقتهم  بمنحها اماكن  مجانية داخل المعارض الدولية والمولات المعروفه..

اختتم حواري هذا واقول :

إذا كان الإنسان موجوداً مترامي الأطراف مُتشعب الوجود عظيم الغايات رغم جسمه الصغير بين عالم الممكنات.. فإن الجزء الأنثوي في وجوده هو جزءه الغاطس في الغيب، الممتد نحو الميتافيزيقيا المتصل بعالم اللاّهوت، المتوشح بالحياء والقوة والعز والجبروت.. إلّا أن هذا الجزء رغم خفائه  كان الأكثر تأثيراً وظهوراً في الحياة الإنسانية، وربما ربط الكثير من الباحثين معظم السلوك البشري به، فكان الحاضر الغائب الذي يجري في الإنسان مجرى الدم في عروقه.

هذا الدور المرموز والسحري للمرأة يمكن أن نحس بآثاره ونستشعر بنتائجه، إلّا أنّه لا يمكن أن يدرك كاملاً أبداً بسبب ظروف المجمتع وماتلاقيه المراه من صعوبات سواء في داخل بيتها او في خارجه وليس بالإمكان سوى أن نستشعرها من خلال الإحساس والحدس، ولكن لا من خلال العقل والمنطق تلك تلاباعات الخلابة التي تخرج من مخيلتها وتصنع باناملها ..

ذلك الإيمان الذي يعطي للحياة بُعداً أبدياً وسرمدياً، يعطي الكفاح الدنيوي هدفاً لا ينفد وغاية لا تتناهى...

إرسال تعليق

0 تعليقات